الإعلام الغربي يعترف: اليمن كسر سطوة الهيمنة الأمريكية..
الصمود||تقرير||محمد الأسدي في تحول لافت في تغطية المواجهة الأخيرة في البحر الأحمر والضربات المتبادلة، بدأت وسائل إعلام ومواقع عسكرية غربية متخصصة في الإقرار بصعوبة الخصم اليمني، وفشل القدرات العسكرية الغربية، وعلى رأسها الأمريكية، في تحقيق أهدافها أمام صمود وقدرات القوات المسلحة اليمنية. هذا الاعتراف يأتي بعد أشهر من العمليات اليمنية المتواصلة إسناداً لغزة، والتي استهدفت […]
الصمود||تقرير||محمد الأسدي
في تحول لافت في تغطية المواجهة الأخيرة في البحر الأحمر والضربات المتبادلة، بدأت وسائل إعلام ومواقع عسكرية غربية متخصصة في الإقرار بصعوبة الخصم اليمني، وفشل القدرات العسكرية الغربية، وعلى رأسها الأمريكية، في تحقيق أهدافها أمام صمود وقدرات القوات المسلحة اليمنية.
هذا الاعتراف يأتي بعد أشهر من العمليات اليمنية المتواصلة إسناداً لغزة، والتي استهدفت الملاحة المرتبطة بكيان العدو الإسرائيلي والسفن الحربية الأمريكية والبريطانية.
موقع “ماريتايم إكزيكيوتيف” المتخصص بالملاحة البحرية، أقر بأن اليمنيين “خصم صعب”، مؤكداً على فشل القوات الأمريكية “عالية التقنية” في السيطرة على أجواء اليمن.
وأشار الموقع إلى استمرار العمليات اليمنية المناصرة لغزة، والتي لم تقتصر على استهداف القطع البحرية الأمريكية، بل وصلت إلى استهداف مقاتلات متقدمة من طراز F-16 وF-35.
وأكد الموقع أن القتال مع اليمنيين أحدث “فجوة في مخزون أسلحة البحرية الأمريكية”، منوهاً بالقدرات اليمنية التي حافظت عليها القوات المسلحة بعد أسابيع من الغارات الجوية الأمريكية، ما مكنها من استمرار هجماتها الصاروخية الباليستية بعيدة المدى.
من جانبها، أكدت مجلة “جيكوبين” الأمريكية أن العمليات اليمنية لم تكن بمثابة نجاح تكتيكي فحسب، بل مثلت “دروساً في القرن الحادي والعشرين”، حيث باتت القوة العسكرية وحدها لا تضمن السيطرة.
وأقرت المجلة بفشل الولايات المتحدة وتحالفها الدولي في وقف العمليات اليمنية المناصرة لغزة. ورأت المجلة أن الكيان الإسرائيلي بمثابة “جزيرة اقتصادية” تعتمد على البحر لنقل 99.6% بالوزن و65% بالحجم من تجارتها.
ومع توقف ميناء أم الرشراش (إيلات) منتصف العام الماضي، انخفضت صادرات الغاز وخسر الكيان “حلمه بكونه مركزاً إقليمياً للغاز المسال بسبب ارتفاع تكاليف النقل والتأمين”.
موقع “The War Zone” العسكري الأمريكي، قال إن الدفاعات الجوية اليمنية اقتربت من إسقاط طائرات أمريكية متطورة من طراز F-16 وF-35 خلال العدوان الأخير على اليمن، في حين يواصل الجيش الأمريكي التكتم على تفاصيل الحوادث.
وأقر الموقع بأن الدفاعات الجوية اليمنية تشكل “تحدياً فريداً ومزعجاً”، خاصة أنها متنقلة ومرتكزة على تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء، ما يجعل اكتشافها وتفاديها أمراً معقداً بالنسبة لأحدث المقاتلات الأمريكية.
وأكد أن الطائرات الأمريكية أجبرت على التراجع أو استخدام أسلحة بعيدة المدى ومكلفة جداً بسبب خطر الدفاعات اليمنية.
وحذر الموقع من أن إسقاط طائرة F-35 أو حتى إصابتها سيكون “انتصاراً دعائياً كبيراً لليمن وإهانة كبرى للولايات المتحدة”، مشيراً إلى اعتراف الجيش الأمريكي بأن العمليات في اليمن قدمت “فرصة لاستخلاص دروس مهمة جداً”.
ولفتت مجلة “The National Interest” الأمريكية إلى أن العمليات اليمنية وجهت “ضربة قاضية” لما وصفته بـ”الإمبراطورية الأمريكية”،
وقالت إن ما نشهده اليوم في المنطقة ليس إلا “بقايا من الإمبراطورية الأمريكية التي تتلاشى، إذ أن هزيمة الولايات المتحدة في المنطقة باتت تامة”.
وفيما رأت أن عمليات اليمن الأخيرة على عمق الكيان الإسرائيلي كانت بمثابة “ضربة الوداع” بالتزامن مع زيارة ترامب وجولته الاستعراضية في المنطقة، اعتبرت أن إدارة ترامب جربت كل الوسائل تقريباً لإخضاع اليمنيين، لكنهم صمدوا ما دفع ترامب للتسليم بالهزيمة.
يجمع الإعلام الغربي المتخصص على أن المواجهة في اليمن كشفت عن محدودية القوة العسكرية التقليدية في مواجهة خصم يمتلك إرادة صلبة وقدرات متطورة في حرب غير متكافئة، وأن صمود اليمنيين لم يؤثر فقط على مسار العمليات العسكرية، بل امتد ليشمل تداعيات اقتصادية على الكيان الإسرائيلي، وتساؤلات حول مستقبل النفوذ الأمريكي في المنطقة.