الصمود حتى النصر

تجاهل الأمة للعدو الإسرائيلي يشكل خطورة عليها

الصمود| القول السديد |

ثم بالنظرة الموضوعية، يعني: عندما ننظر في إطار توجيهات الله وتدبيره، ووعده ووعيده، المسألة واضحة تماماً، ثم بالنظرة إلى الواقع؛ لأن هدى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” هو هدىً من الله الذي يعلم السِّرَّ في السماوات والأرض، وهو عالم الغيب والشهادة، هو المُدَبِّر لشؤون الناس في حياتهم، هو الذي رسم سنن هذه الحياة، وما يترتب على الأسباب من نتائج، عندما ندرس المسألة بموضوعية، ندرك- فعلاً- أن الخيارات في التخاذل تجاه ما يحدث، في مواجهة العدو الإسرائيلي، بكل ما قد تجلَّى من حاله، مما هو عليه من حقد، وعدوانية، وسوء، وإجرام فظيع للغاية، وسوء بكل أشكال السوء، لا يحترم شيئاً أبداً، لا قيم إنسانية ولا أخلاقية، ولا يحترم الدين والشرع، ولا يحترم القوانين، ولا يحترم الأعراف… ولا يحترم أي شيء، وينتهك كل الحرمات، نظرته إلى الناس كيف هي، وفي المقدِّمة للمسلمين؟ كيف ينظر إليهم في ثقافته، في فكره، في معتقداته؟ وكيف ينطلق على أساس ذلك في المواقف، في الأعمال، في التصرفات؟ كيف يترجم عملياً المعتقدات الباطلة السيئة، ثم تتجلَّى في واقع الحال في ممارساته العملية وتصرفاته العملية، أنه يُشَكِّل خطورة فعلية في مخططه الواضح ضد هذه الأُمَّة، يُشَكِّل خطورةً فعلية وواضحة.

والأُمَّة في حالة خطيرة جدًّا، حينما تتجاهل هذا العدو، وهو عدوٌ لها بأجمعها، هو يعادي هذه الأُمَّة بكلها، ليس عدواً فقط للشعب الفلسطيني، أو عدواً فقط لحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي والمجاهدين، أو عدواً فقط للبعض من فئات الشعب الفلسطيني؛ هو يستهدف الشعب الفلسطيني في كل شيء، هو يستهدف في فلسطين المقدَّسات، التي هي مقدَّسات المسلمين جميعاً، يستهدف الشعب الفلسطيني بشكلٍ عام، لا ينحصر استهدافه لفئة دون أخرى، ويستهدفهم بالقتل، يستهدفهم بمصادرة الأراضي واغتصابها، يستهدف أيضاً بالتعذيب والاضطهاد، ويستهدف الجميع بكل أشكال الاستهداف، والتدمير الشامل، مسألة واضحة في قطاع غَزَّة، وفي مخيمات الضِّفَّة الغربية، وما حدث منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، منذ بداية العصابات الصهيونية الإجرامية، وما ارتكبته من جرائم، تستهدف الجميع: تستهدف الأطفال، النساء، تستهدف أحياناً المناطق بكل من فيها، هذه مسألة واضحة.

والمخطط الصهيوني واضح تجاه العرب والمسلمين، المعتقدات واضحة، النظرة واحدة إلى الجميع، نظرة العدو الإسرائيلي حتى إلى من يُطَبِّع معه، إلى من يواليه، هي نفس النظرة، نظرته إلى المسلمين، إلى بقية البشر والمجتمعات الإنسانية من غير اليهود: أنهم ليسوا بشراً حقيقيين، أنهم أسوأ حتى من بقية الحيوانات، يعني: يعتبر- العدو الإسرائيلي- يعتبر كل المسلمين، يعتبر كل العرب بدون استثناء: من يطبع ويوالي ويكون عميلاً له، أو من هو في مواجهته بالشرف، نظرته إلى الجميع أنهم أدنى من مرتبة الحمير، والبقر، والكلاب، هناك نصوص صريحة في التلمود كثيرة كثيرة، دون مستوى الكلاب والحمير والحيوانات الأخرى، وأنهم بشكل بشر، أشباه بشر؛ ليكونوا لائقين بخدمته واستغلاله.

النظرة هذه وحدها كان يفترض بها أن تكون مستفزة، عندما يكون نظرته- مثلاً- حتى إلى الزعماء العرب، الزعماء العرب بنصوص التلمود، في الثقافة الإسرائيلية، في المناهج التعليمية الإسرائيلية، حتى الزعماء العرب، الملوك والأمراء الذين قد يتَّخذون أقصى أنواع العقوبات في أوطانهم، تجاه من يتكلم من شعوبهم بكلمة فيها جرحٌ لمشاعرهم، أو تقليلٌ من مستوى مكانتهم وأهميتهم، أو انتقادٌ لهم، في بعض الأنظمة العربية قد يكون الملك فيها، أو ولي عهد، أو أمير، يتَّخذ إجراءً قاسياً جدًّا تجاه من هو من أبناء شعبه؛ لمجرَّد أنه انتقده، انتقده، وقد يكون انتقاداً في محلِّه، انتقاداً صحيحاً، وليس أبداً بمستوى ما يقوله الإسرائيليون عنه، أو في نظرتهم إليه، قد يتَّخذ البعض إجراءات بالإعدام، في بعض الأنظمة العربية يفعلونا هكذا: إجراءات بالإعدام، ولا يراعي أي اعتبار أبداً؛ لكنه في مقابل نظرة العدو الإسرائيلي إليه، كملك عربي، أو زعيم عربي، أو أمير عربي… أو أيّاً من العناوين، وهم لا يعتبرونه حتى بمستوى الحمار، أو بمستوى الكلب، أو بمستوى أي حيوان، ليس عنده تجاه هذه النظرة حالة من الاستفزاز، من الموقف، من الدافع، إلى أن يرى فيهم عدواً خطيراً وسيئاً؛ لأنها ليست مجرَّد نظرة عادية، هي نظرة يبنى عليها مواقف، والمواقف هي الاستباحة، هم يعتبرون أُمَّتنا الإسلامية، وفي مقدمتها العرب، مباحون لهم، يعتبرونهم مباحين لهم، يعتبرون هذه الأُمَّة أُمَّة مباحة لهم في كل شيء: مباحة لهم في الدم، في العرض، في المال، في الثروات… في كل شيء، هذا- بالنسبة لهم- هو معتقد ديني، وقامت عليه تربيتهم حتى نفسياً.
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ” يحفظه الله ” حول آخر التطورات والمستجدات 10-11-1446هـ

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com