للمملكة: إما الإذعان لمطالب صنعاء أَو المواجهة
الصمود – بقلم/ يوسف العزي
ظَنَّت الرياض أن إسناد الشعب اليمني لغزة سيمنحُها فرصةً للهروب من المشهد ويعفيها من مسؤولية ما فعلت في اليمن، وأنها ستستطيع محو الدم اليمني من يديها الملطختين، لكنها لم تستوعب جيِّدًا أن الشعب اليمني فقط أعطى الأولوية لمساندة القطاع والعمل على وقف نزيف الدم هناك، وأنه لم ينسَ استحقاقاته – كيف ينسى من تأبَّط به شرًا وشن على بلده عدوانًا غاشمًا استخدم فيه مئات الآلاف من القنابل، أهلك بها الحرث والنسل وكل ما هو صالح للحياة بهمجية ووحشية، دون أن يحسب عواقب ما صنع وردة فعل ما اقترفه.
إن الشعب اليمني اليوم بفضل الله يمتلك زمام المبادرة ويستطيع -بعون الله- أن ينتزع حقوقه بالنار إن تطلب الأمر، وسيفرض لا محالة، في حال تعنُّت العدوّ السعوديّ، معادلة: «لا أمن إلا للجميع ولا رخاء إلا للجميع». لن تقف القوات المسلحة اليمنية مكتوفة الأيدي وشعبها يحاصر ويتضور جوعًا بينما تنعم مملكة الترفيه بالأمن وتخطط لاستثمارات ومشاريع عملاقة. عليهم أن يفهموا جيِّدًا أن أمنهم مرتبط بأمن اليمن، وليتذكروا جيِّدًا ما حَـلّ ببقيق وجدة.
صبر الشعب اليمني لن يدوم طويلًا، لا سِـيَّـما في هذه المرحلة التي يرى فيها أن السعوديّة لم تكتفِ بعدوانها الهمجي بل تُدير جواسيسًا يعملون لصالح الكيان الصهيوني. وباعتقادي أن ما يتمناه الشعب اليمني هو إما أن تنفذ السعوديّة كُـلّ المطالب المحقَّة أَو تنازله، والميدان هو الحكم بيننا (والعاقبة للمتقين).
ختام القول: نُحذِّر جارة السوء من مغبة الحماقة واستمرارها في النهج المعادي لليمن؛ لأن ذلك سيتحول إلى مأساةٍ لديها. عليها أن تتمعن في قراءة التاريخ وتسأل الغزاة السابقين ماذا حَـلّ بهم، لتفهم أنه ليس من مصلحتها الاستمرار في سلوكها العدائي تجاه الشعب اليمني؛ لأنها لن تجني منه إلا الخسارة. ولعلَّ ما مضى فيه الدروس الكافية، وإن لم يَكفِ فَيَد اليمن الطُّولى مستعدة لجعلهم يدفعون الثمن باهظًا بعون الله وتوفيقه.