عظمة الشهادة وصناعة المجد اليمني
الصمود – بقلم/ د. نبيل عبدالله القدمي
يقول الباري سبحانة وتعالى
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ، وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ، أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}سورة آل عمران
هكذا تحدث الله جلّ شأنه عن الشهداء فهم أحياءٌ يرزقون يفرحون بما آتاهم الله من فضله ويفتخرون بمن يسير على دربهم
وفي آية أخرى قال سبحانه
{وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ، بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لَّا تَشْعُرُونَ} سورة البقرة
فالشهداء عند الله أحياء أرواحهم ترفرف في جنان الخلد تنال رزقها من ربها الكريم وينتظرون من بعدهم أن يلحقوا بركبهم العظيم.
وقد ورد في مسند الإمام زيد عليه السلام أن الشهيد يشفع لسبعين من أهله وأصحابه وما ذاك إلا لعظمة مقامه وعلوّ درجته.
أيّ بيع أعظم من أن يبيع الإنسان نفسه لله
{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}
إنها الصفقة التي لا خسران فيها بل هي الربح الأبدي والمجد السرمدي
وفي كلمة للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله قال
كل أسرة قدمت شهيدًا إنما بنت لبنة في صرح الإسلام العظيم ورسخت أسس العزة والكرامة لهذا الوطن.
في عام 2015م عندما شن تحالف العدوان السعودي الأمريكي عدوانه على اليمن ظن أنه سيخضع هذا الشعب لكنه فوجى بشعب من طرازٍ آخر
شعب استمد ثقافته من القرآن الكريم ووعيه من مدرسة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) فكانت النتيجة أن تحول العدوان إلى مدرسة في الصبر والثبات وأنبتت الحرب رجالًا من نور.
والجيش الذين حملوا الرتب والمناصب والأوسمة سنين طويلة كثير منهم اختبأ كالنعامة أو ارتزق مع العدو الا القليل منهم أمثال الشهيد ابو حرب الملصلي سلام الله عليه
والمزارع البسيط و راعي الغنم و الحداد الفقير الذي لم يستلم ريالًا من الدولة طول حياته
هو من حمل البندقية وترك الزرع والحقل ولبى نداء الجهاد ومعه أبناؤه الثلاثة أو الأربعة وكلما استشهد واحد قال بثقافة قرآنية
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ، وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ، أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}سورة آل عمران
يعرف الأب أن ابنه لم يمت بل هو حي بنص القرآن الكريم حتى ان بعض إباء الشهداء رفض ان يستقبل العزاء وقال
كيف تعزوني وابني شهيد والشهيد حي
لقد رأى العالم مشاهد تعجز الكاميرات عن وصفها
أمٌّ تزغرد حين يبلغها خبر استشهاد ولدها
وأخرى تطلق الرصاص فرحا بأن ابنها نال وسام الكرامة
وأب يودّع أبناءه الأربعة شهداء ثم يخرج بنفسه إلى الجبهة ليكمل المسير.
إنها ثقافة قرآنية حية لا تعرف الهزيمة ولا تنحني للطغاة
ثقافةٌ غرسها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه وسقاها بدمائه الطاهرة الزكية
فأنبتت رجالًا يقفون في وجه العدوان بثبات كأنهم الجبال، لا يضعفون ولا يخافون. وفي أسبوع الشهيد نقول
سلامٌ على الشهداء
وسلامٌ على من سار على دربهم
وسلامٌ على أمهات الشهداء اللاتي أنجبن المجد
وسلامٌ على كل فلاحٍ ومجاهد كتب بدمه تاريخ العزة والكرامة