الصمود حتى النصر

السيد القائد: عملية “طوفان الأقصى” محطة فارقة في مسار المقاومة وفضحت مشروع تصفية القضية الفلسطينية

الصمود/

أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن عملية “طوفان الأقصى” التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023 شكلت محطة فارقة ومهمة في تاريخ الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي، ووصَفها بأنها “عملية مباركة جاءت في سياق طبيعي بعد عقود من الإجرام والعدوان الصهيوني المستمر ضد الشعب الفلسطيني”.

وأوضح السيد القائد ، في كلمة له مساء اليوم، أن هذه العملية لم تكن بداية للمواجهة، بل جاءت ردًا على 75 عامًا من الاحتلال والإرهاب والاضطهاد الممنهج الذي تمارسه “المنظومة الصهيونية اليهودية”، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن المشروع الأمريكي الإسرائيلي كان يسير قبل العملية في مسار واضح لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.

وأضاف أن العدو الإسرائيلي، بدعم أمريكي، كان يخطط لحسم السيطرة الكاملة على فلسطين، والانطلاق نحو تنفيذ مشروع “إسرائيل الكبرى”، وهو مشروع توسعي لا يستهدف فلسطين وحدها، بل يهدد المنطقة بأكملها من خلال السعي لمصادرة الحقوق والسيادة واستعباد شعوب الأمة.

وأشار إلى أن عملية “طوفان الأقصى” جاءت لتقطع هذا المسار الخطير، وتعيد الاعتبار للمقاومة كخيار وحيد لاسترداد الحقوق والدفاع عن الكرامة، في ظل تخاذل وتواطؤ عدد من الأنظمة العربية التي شاركت عمليًا في مشاريع التطبيع وصفقات تصفية القضية الفلسطينية، وعلى رأسها “صفقة القرن”.

وقال السيد القائد إن ما وصفه بـ”المخطط الصهيوني” لم يكن ليستمر لولا الدعم العربي الرسمي، مؤكدًا أن بعض الأنظمة العربية لم تكتفِ بالصمت، بل أصبحت شريكة في التمهيد لهيمنة الاحتلال، عبر اتفاقيات تطبيع ظاهرها السلام وباطنها الخضوع والتفريط، مشددًا على أن هذه الاتفاقيات “تمثل التزامات من طرف واحد هي الأنظمة العربية فقط، لخدمة الكيان الصهيوني”.

وأضاف أن من مظاهر هذه الشراكة العربية الرسمية مع المشروع الصهيوني، سعي بعض الأنظمة لتغيير المناهج التعليمية وتربية الأجيال على الولاء للعدو، ما اعتبره “كارثة تهدد هوية الأمة ومستقبلها”.

وانتقد السيد القائد استمرار بعض الدول في إقامة علاقات دبلوماسية مع “الكيان المجرم”، في حين أن دولاً غير إسلامية قطعت علاقاتها به تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، معتبراً أن القبول بتصفية القضية الفلسطينية “عارٌ لا يمحى”، وخسارة استراتيجية للأمة من الناحية الدينية، والأخلاقية، والإنسانية، وحتى القومية.

وأكد السيد القائد أن القضية الفلسطينية ستظل قضية الأمة المركزية، وأن استمرار المقاومة هو الخيار المشروع والضروري لمواجهة الاحتلال، داعيًا شعوب الأمة إلى التمسك بثوابتها، ورفض كل أشكال التطبيع والانخراط في مشاريع التبعية.