الصمود حتى النصر

من وهج المولد النبوي إلى لهب الميدان .. ضربات يمنية تهزّ أمن الكيان

الصمود||تقرير||طارق الحمامي

في لحظةٍ تجلّى فيها تلاقي الإرادة الشعبية مع القرار العسكري، وجّهت القوات المسلحة اليمنية ضربات دقيقة وعميقة استهدفت مطار “رامون” وأهداف حساسة في عمق الكيان ، لتتزامن هذه العمليات النوعية مع المشاهد المليونـية المهيبة التي ملأت ساحات اليمن احتفالًا بذكرى المولد النبوي الشريف.

لم يكن التوقيت عفويًا، بل يحمل دلالة رمزية بأن اليمن، وهو يحتفل بذكرى مولد نبي الرحمة صلوات الله عليه وآله وسلم ، يرسل رسالة مزدوجة، رحمة للمستضعفين، وغضب على المعتدين.
فاليمن التي رفعت رايات النور في كل ساحاتها، كانت في الوقت ذاته ترسم خارطة جديدة لمعادلات الردع في المنطقة، وتؤكد أن صواريخها ومسيّراتها لا تنفصل عن إيمان شعبها وقيمه الروحية.

 

 ضربة في العمق .. مطار رامون وأهداف حساسة تحت النيران اليمنية

في إطار الموقف المبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني في غزة ، اخترقت الطائرات اليمنية المسيّرة الأجواء المحمية للعدو الإسرائيلي بأحدث المنظومات الدفاعية الغربية، وأصابت مطار “رامون” الواقع في عمق النقب المحتل إصابة مباشرة، ما أدى إلى سقوط إصابات بين المغتصبين وإغلاق المطار بشكل فوري ، وتبعها عملية ثانية في أقل من 24 ساعة .

العمليات اليمنية مثلت فشلاً ذريعاً للمنظومات الإسرائيلية والأمريكية المنتشرة على طول البحر الأحمر وسيناء، والتي فشلت في كشف أو اعتراض الطائرات المسيرة، رغم ما يدعيه العدو من تفوّق استخباراتي وتقني.

 

رسالة المولد النبوي الشريف من اليمن .. لا أمن للمحتل  

القوات المسلحة اليمنية اختارت التوقيت بعناية، ففي الوقت الذي كانت فيه صنعاء وكل المحافظات الحرة ، تعيش أجوائها الفرائحية في احتفالات غير مسبوقة بذكرى المولد النبوي الشريف، انطلقت المسيّرات اليمنية لتصوغ بياناً من نوع آخر:
الاحتفال برسالة السماء لا يتناقض مع الدفاع عن الأرض والكرامة.

وجاء في بيان القوات المسلحة :  “عملياتنا مستمرة ولن يتذوّق العدو طعم الأمن، فموانئه ومطاراته تحت مرمى نيراننا، ولن تتوقف ضرباتنا حتى يتوقف العدوان”.

 

رمزية الضربة .. بين الولادة النبوية وبعث الأمة

التزامن بين استمرار اليمنيين بالاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف،  وتصعيد العمليات العسكرية لم يكن شكليًا،  فالاحتفال بمولد النبي محمد صلوات الله عليه وآله، في اليمن لا يُختزل بالشعائر، بل يمتد إلى ترجمة معاني العدالة والحرية والكرامة في مواجهة الطغيان والاحتلال، هذا الربط أرسى مفهوماً جديدًا لمعادلة المواجهة مع العدو، أن الإيمان ليس عزلة، بل قوة تُطلق في وجه الغطرسة، والمولد النبوي في اليمن لم يكن مجرد ذكرى، بل مناسبة لإحياء الوعي الجمعي بأن النصر يبدأ من الايمان بالله والثقة في نصره وتأييده، وينتهي بزوال الظالم.

 

الداخل الصهيوني يهتز .. صدمة وارتباك واستقالات محتملة

الإعلام العبري وصف هذه العمليات بـ”الكارثية”، واعتبرها دليلاً على فشل تام في الردع، خبير الأمن القومي “زيفكا هاييموفيتش” أشار إلى أن “اليمن تحوّلت من تهديد هامشي إلى خطر وجودي على الدولة”.
أما موقع “ذا ماركر”، فذهب أبعد من ذلك حين كتب: “اليمنيون وحدهم، في هذه اللحظة، قادرون على فرض شلل استراتيجي على إسرائيل”.

الارتباك داخل حكومة النتن يا هو  بلغ ذروته، وسط مطالبات بمحاسبة قيادة الأمن الجوي، وإعادة تقييم العقيدة الدفاعية، خاصة بعد أن تبيّن أن مطار “رامون”، الذي كان يُروّج له كبُنية تحتية بديلة لـ”بن غوريون”، أصبح غير صالح للاستخدام في أوقات الطوارئ.

 

الاحتفال في اليمن .. مشهد استثنائي يُحرج العدو ويُلهم الأصدقاء

بينما أُغلقت مدارج “رامون” في الكيان، كانت ساحات اليمن مفتوحة على مصراعيها تواصل مظاهر أفراحها وابتهاجها واعتزازها بالنصر والضربات المسددة ، تحوّلت المناسبة إلى ما يشبه “عرضًا للقوة الروحية والشعبية”، ووجّهت صورة اليمن الموحد رسالة تقول للعالم، “هذا الشعب الذي احتفل بنبيّه، هو نفسه الذي يُرعب أعداءه، ويكسر هيمنتهم، ويخترق عمقهم”.

 

التقنية تتكلم .. المسيّرة اليمنية تتفوّق على القبة الحديدية

الضربات اليمنية لم تكن فقط رسالة سياسية، بل دلالة واضحة على تطوّر تقني غير مسبوق. فقد أكدت مصادر أن المسيّرات اتخذت مساراً معقدًا عبر سيناء، وتجاوزت 4 منظومات إنذار مبكر دون أن تُرصد.
وهذا بحد ذاته، بحسب خبراء، “انقلاب في قواعد الحرب الجوية”، ويؤكد أن الحديث عن “سماء محمية” لم يعد سوى خرافة إعلامية.

 

خاتمة .. اليمن يُنشد النور ويقصف الظلم

من المولد النبوي الشريف إلى استهداف مطار “رامون” وصولاً إلى ديمونه وأهداف أخرى حساسة موجعة للعدو، يواصل اليمن كتابة تاريخه الجديد،  شعب يحتفل برسالة النور، وجيش يرد على العدوان بنار الحق.

هذا الاحتفال لم يكن فقط احتفاءً بالذكرى، بل إعلانًا بأن اليمن اليوم هو صوت النبي صلوات الله عليه وآله في زماننا، صوتٌ لا يقبل الظلم، ولا يسكت على الطغيان، ويُعلن من جديد أن “اليمن تُصدر القرار، وتُعيد رسم الخريطة”.

نقلاً عن موقع يمانيون