الصمود حتى النصر

ماذا يعني استهداف حكومة البناء

الصمود||مقالات||عبدالسلام جحاف

إن استهداف الحكومة هو استهداف لكل المذاهب والمشارب والأحزاب والمحافظات اليمنية، وليس استهدافًا لجهة بعينها كما يروّج الأعداء، لقد تم استهداف كامل المحافظات اليمنية، لأن الوزراء وحكومة البناء مشكلة من جميع المحافظات اليمنية شمالًا وجنوبًا، حيث تم التعيين بالتوزيع الجغرافي من كل محافظة، وهذه نقطة مهمة ومفصلية مقارنة بحكومة “السلاتيح” التي لم تكن تمثل الشعب اليمني بكل أطيافه، فهنا نحن أمام دولة للشعب، ودولةٌ الناس فيها شركاء حقيقيون، ولأول مرة يتم تعيين حكومة بهذا الشكل العادل والمنصف في التوزيع، والعدو باستهداف هذه الحكومة إنما قام باستهداف كل محافظة على امتداد الجغرافيا اليمنية، لأنه لا يطيق أن يرى اليمنيين شركاء متساوين في بناء دولتهم …!

وما يزيد الأمر وضوحًا أن التوزيع لم يكن جغرافيًا فحسب، بل كان أيضًا توزيعًا سياسيًا واسعًا، ففيها المؤتمر والإصلاح والاشتراكي والناصري، وباستهدافها تم استهداف جميع الأحزاب اليمنية على امتداد الخارطة السياسية اليمنية، بل وأكثر من ذلك، فقد شملت هذه الحكومة الخارطة المذهبية بكامل تنوعها، ففيها السني، وفيها الزيدي، وفيها الصوفي، ولهذا فإن الاستهداف الذي وقع لم يكن موجَّهًا ضد حكومة فقط، بل كان استهدافًا لكل المشارب الدينية، ولكل المذاهب، ولكل اليمنيين !

أما الشامتون والناقمون فهم مجرد أدوات بيد الصهاينة، لا يمثلون الشعب اليمني ولا ينطقون باسمه، بل إن شماتتهم تكشف معدنهم الارتزاقي المنحط، وتفضح حقيقتهم أمام الجميع، ولا يمكن لهم أن يكونوا مؤثرين أو أصحاب كلمة، فقد أظهروا بوضوح أن عداوتهم ليست ضد طرف بعينه بل ضد الشعب اليمني بكامل أطيافه،

الحقيقة الناصعة : إنها ليست حكومة عابرة، بل رمز لوحدة اليمنيين، وعنوان لشراكتهم، ودليل على أن اليمن أكبر من أي مشروع تفتيت أو تمزيق ولا يمكن التفريط بهذا النموذج الفريد الذي لا يمكن تعويضه ولا بعودة من يتقاسمون الدولة بينهم كاسر بعينها وينهبون الشعب اليمني لتذهب لبناء امبراطوريات مالية في جميع دول العالم …فليفهم العالم ذلك !