الصمود حتى النصر

كيف يحافظ الصيف على صحة دماغك..؟ بين مزاياه وتحدياته

الصمود| منوعات

يُعتبر الصيف موسماً مليئاً بالسعادة والراحة للكثيرين، إذ يوفر فرصاً للتواجد في الهواء الطلق، والاستمتاع بالعطلات المدرسية، وأجواء الاسترخاء التي تعزز صحة الدماغ وتمنح شعوراً بالراحة النفسية. لكن رغم هذه المزايا، يرتبط الصيف أيضاً بالحرارة الشديدة والاكتئاب الموسمي، وهما عاملان يمكن أن يؤثرا سلباً على صحة الدماغ. فما هي الطرق المثلى للتقليل من هذه التأثيرات السلبية؟

كيفية الوقاية من ضربة الشمس وعلاجها

تشكل الحرارة المرتفعة خطراً حقيقياً على الصحة، إذ قد يؤدي التعرض المستمر لأشعة الشمس الحارقة إلى إرهاق القلب والكلى، كما يؤثر سلباً على جودة النوم. لذلك، من الضروري منح الجسم فرصة للتأقلم تدريجياً مع الأجواء الحارة، مع الحرص على الحفاظ على ترطيب الجسم بشكل مستمر.

توصي ريبيكا ستيرنز، الرئيسة التنفيذية لمعهد كوري سترينجر المتخصص في دراسة ضربة الشمس، بممارسة الأنشطة البدنية الجديدة تدريجياً خلال فترة 10 إلى 15 يوماً في بيئة دافئة حتى يستطيع الجسم التكيف.

ضربة الشمس حالة خطيرة تهدد الحياة، ويجب الانتباه جيداً لأعراضها مثل الضعف، الارتباك، الارتعاش، أو صعوبة التنسيق الحركي، وهي علامات تحذيرية تستوجب اتخاذ إجراءات فورية للتبريد، مثل استخدام الثلج على الرقبة أو الأطراف، أو الغمر بالماء البارد.

اكتئاب الصيف: حقيقة يجب الاعتراف بها

على الرغم من أن اكتئاب الصيف لا يحظى بنفس الاهتمام والبحث العلمي الذي يحظى به الاكتئاب الموسمي الشتوي، إلا أنه يصيب عدداً كبيراً من الناس. يعتقد أن الحرارة المرتفعة، الرطوبة، وحبوب اللقاح تلعب دوراً في تحفيز هذا النوع من الاكتئاب.

من المهم الاعتراف بهذه المشاعر واللجوء للمساعدة الطبية عند الحاجة. ينصح الأطباء بالاستحمام بماء بارد والبقاء في أماكن مكيفة لتخفيف الأعراض، إلا أن هذه الإجراءات قد لا تكون كافية دائماً، ويُفضل الجمع بين التبريد والعلاج الدوائي والعلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي لتحقيق أفضل النتائج.

أهمية قضاء الوقت في الطبيعة

أثبتت الدراسات أن زيادة التواصل مع الطبيعة يحسن من الصحة النفسية والجسدية. قضاء الوقت في نزهات في الهواء الطلق، والاستماع إلى أصوات الطيور، وممارسة البستنة، كلها أنشطة تساعد على تخفيف التوتر وتعزيز الشعور بالراحة.

البستنة ليست فقط وسيلة للتواصل مع الطبيعة وجمالها، بل تتيح أيضاً فرصاً للتفاعل الاجتماعي، مما يزيد من فوائدها الصحية.

الصيف يحمل في طياته الكثير من الفوائد التي تعزز صحة الدماغ والنفس، لكنه في الوقت ذاته يحمل تحديات صحية يجب مواجهتها بوعي وحذر. التكيف التدريجي مع الحرارة، الوقاية من ضربة الشمس، الاعتراف بمشاعر الاكتئاب، والاقتراب من الطبيعة هي مفاتيح أساسية للاستمتاع بفصل الصيف بأفضل صحة نفسية وجسدية.