الصمود حتى النصر

شعب الأنصار يودّع قائد أركانه

الصمود – بقلم/ يوسف العزي

في مشهدٍ لا يُقارن بالعطاء، ولا يقلّ عن ملحمة، خرجت حشود شعب الأنصار مُثكَّلةً تودّع قائد أركانها، في أجواء ممزوجة بالحزن والفرح؛ حُزنًا على خسارة القائد هاشم، وفرحًا بأنها قدّمت أغلى رجالها نصرةً للمقدَّسات والمظلومين.

تحمل هذه الحشود رسالةً للعدو مفادها أننا لن ننكسر أَو نلين؛ لأَنَّنا سلكنا طريقًا لا يمكن الرجوع عنه؛ كيف نتراجع أمام حفنةٍ من أحفاد القردة الذين لا يتقنون سوى قتل الرضّع والنساء، دأبهم الغدر وقتل الأنبياء والقائمين بالقسط؟

إن الشعب اليمني اليوم يشعر بالفخر والاعتزاز؛ إذ إنه لم يسلك طريقَ المتخاذلين، ولم يخف وعيد الطغاة، ولم يرضخ لوعودهم مقابل التخلي عن المبادئ الدينية والفطرية والإنسانية.

ورغم جراحه، أبى إلا أن يكون سندًا للمستضعفين في القطاع المدمّـر، رغم المسافات البعيدة، مقدمًا في سبيل ذلك الأخيار من أبنائه، مُسخَّرًا في معركته ضد الكيان كُـلّ وسيلة قتال امتلكها، تارةً بإرسال الصواريخ والمسيّرات إلى قلب الكيان، وأُخرى بحرمان الصهاينة من العبور من بحره الأحمر والعربي؛ كأن هذا الشعب قد اجتمعت في قيمه ومبادئه أُمَّـة الملياري مسلم، ليتوّج بهذا الشرف ويستفرد بهذا الشموخ والنخوة.

وفي ظلّ مشهد الأُمَّــة العربية المخزي تجاه أقدس قضيةٍ معاصرة، يبقى الشعب اليمني كهفَ اليتامى، وملاذَ المستضعفين، ونموذجَ الأُمَّــة، وقبلةَ الأحرار؛ كيف لا وهو من قال عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «الإيمان يمان والحكمة يمانية»؟