الصمود حتى النصر

خيارات صعبة

الصمود||مقالات|| عبدالمنان السنبلي

إذا صدق الخليجيون مع قطر، واتجهوا لممارسة كثيرٍ من الضغط على أمريكا؛ فقد يذهبُ «ترامب»، في اعتقادي، إلى محاولة إقناع المجرم «نتنياهو» بالقبول بضربة خليجية أَو قطرية شكلية للكيان كنوع من ردِّ الاعتبار..

وهذا، في اعتقادي، ما لن يقبَلَ به المجرم «نتنياهو»..

غير ذلك، فَــإنَّ قطر ستجدُ نفسَها وحيدةً في مأزِق حقيقي،

وأمام خيارات صعبة:

إما أن تذهبَ إلى تسوية سياسية برعاية أمريكية تقضي بأن تبلع الضربة، في مقابل الإبقاء على قيادات حماس (مقيدي الحركة) في ضيافتها مع ضمانات أمريكية بعدم التعرض لهم، وهذا بالطبع ما قد يضعُها دائمًا في قفص الاتّهام من جهة، وما قد يؤلّب عليها أَيْـضًا جوارها الخليجي وخَاصَّة الإمارات من جهة ثانية..

أو أن تبلعَها وتسكت، دون أن تُرحّل قيادات حماس، وهذا بالطبع ما سيشجِّع «نتنياهو» على التمادي أكثرَ ومعاودة الكَرَّة مرات ومرات بدعوى إيوائها لقيادات الحركة خَاصَّة في ظل التهديدات الإسرائيلية المتكرّرة..

أو أن تبلعها وتسكت مع القيام بترحيل قيادات حماس، وهذا بالطبع ما سيكون بمثابة إعلان استسلام مذل، وقبول بهزيمةٍ أخلاقية وتاريخية لا يمحى عارها..

أو أن ترد عن نفسها عسكريًّا بطريقة مباشرة، وهذا بالتأكيد ما لا يمكن أن تقوى دولةٌ صغيرة مثل قطر على فعله، ناهيك عن تحمُّلِ تداعياته وعواقبه الوخيمة..

أو أن ترد بطرق غير مباشرة أُخرى، كأن تلجأ إلى خيارات استخباراتية تزعزعُ الأمنَ داخل الكيان، أَو أن تتبنى دعمَ دول وحركات وقوى مقاومة للكيان، أَو غيره..

وهذا بالطبع ما سيثير عليها حفيظةَ ونقمةَ الأمريكيين، قبل الصهاينة، وحلفائهم في المنطقة والعالم؛ الأمر الذي سيجعلها عُرضةً للتآمر والعقوبات الدولية بما يقوّض في المحصلة استقرارها ويزعزع أمنها..

يعني: الوضع خطير للغاية، ولا يشي بشيءٍ بقدر ما يشي بأن قطر قد وقعت ضحيةً لمؤامرة عالمية كبرى كانت هي نفسها يومًا واحدة من أهم لاعبيها وأبرز أدواتها المنفذة..

فهل قطر اليوم تدفعُ ضريبةَ الانخراط في هذه المؤامرة، والوثوق يومًا بناسخي خيوطها..؟

وهل بدأت تطاردُها اليوم لعنةُ (الربيع العربي)..؟

أم ماذا يا ترى..؟

بصراحة، لا أدري..!