الصمود حتى النصر

بعد السبق الفرط صوتي فجرًا.. “ألفية” جماهيرية في صنعاء والمحافظات دعمًا لغزة وتصعيدًا ضد تجويعها

الصمود||تقرير|| نوح جلّاس

 مُنتشيًا بنجاح العمليات المتتالية في عمق الاحتلال، وتوسيع الحصار الجوي عليه، يجدِّدُ الشعبُ اليمني “صُنْوُ فلسطين” خروجَه المليوني الحاشدَ إلى أكثر من 1000 ساحة؛ للتأكيد على ثبات الموقف، أمام حالة “اللاموقف” المخيِّمة على غالبية الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية، فيما القلة منها بدا منخرطًا في الخندق الصهيوني.

ومع فرارِ ملايين الغاصبين الصهاينة إلى الملاجئ؛ حَذَرَ الرعب اليمني، على وَقْعِ عملية عسكرية نوعية طالت مطار اللُّد بصاروخ باليستي فرط صوتي، فجر الجمعة، وتحذير القوات المسلحة من أن “الصمتَ على ما يحدُثُ في غزةَ من مجازرَ يوميةٍ سيُلحقُ بهذه الأُمَّــة الخزيَ والعارَ وسيجعلُها أُمَّـة مستباحةً لأعدائها أكثر من أي وقتٍ مضى ما لم تتحَرّك لتأديةِ واجباتِها الدينيةِ والأخلاقيةِ والإنسانيةِ تجاهَ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلوم”، حزم ملايين اليمنيين “أمتعتهم”؛ عزمًا على تعزيز موقفهم المشرِّف، وتسجيل حضورٍ جماهيري جديد يقرع آذان المتخاذلين نصحًا، ويؤز مسامع المجرمين تحذيرًا ونُذُرًا.

وعلى امتداد صنعاء العاصمة و14 محافظة، تقاطر أحرار الشعب إلى الساحات التي تجاوز عددها الألف وعشرات المسيرات، تحت عنوان “ثباتًا مع غزة.. سنصعِّــدُ في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع”، وتحت حرّ الشمس؛ لتذكير العالم بأكبر مأساةٍ إنسانية على وجه المعمورة، على أرض غزة المدمّـرة، حَيثُ يموت الناس جوعًا وعطشًا وقصفًا ونزوحًا، فيما بعض الأنظمة تهدي من ثروات الأُمَّــة تريليونات الدولارات لراعي الكيان المجرم وحاميها الأول.

من ميدان السبعين في العاصمة اليمنية صنعاء، ازدادت الحشود حشودًا؛ فضاق الميدان من تدافع الجماهير المتسابقة لتسجيل حضورها في ظل غياب مليارَي مسلم؛ فتحولت كُـلّ المسارات والزوايا المتصلة به ساحاتٍ متفرّعة منه، تهتف باسم فلسطين وغزة.

المسيرة الأكبر في العالم، امتزجت بمسيرٍ عسكري لقوات التدخل السريع بوزارة الداخلية، ليراكم الحشد رسائله على مستويات عدة، فيما أضاف الحضور الإفريقي بريقًا عكس أن صنعاء باتت محرابًا لمن يصلي جهادًا صوبَ القدس، حَيثُ ألقيت كلمة باسم الجالية الإفريقية أكّـدت أن فلسطين قضيةُ كُـلّ الأُمَّــة، مستنكرةً تخاذُلَ المتخاذلين.

الجماهير تدفَّقت باستمرار حتى اللحظات الأخيرة للمسيرة؛ حرصًا على المشاركة، وحَذَرًا من الوقوع في عِداد الصامتين، فضجت صرخات وهُتافات الجماهير، وأفرزت رسائلَ عدة، كان في مقدمتها أن التصعيد العسكري يستند أَيْـضًا إلى تصعيدٍ جماهيري متصاعد.

المناطق البعيدة عن أمانة العاصمة، وتحديدًا في مديريات غرب صنعاء، حرصت الجماهير على التصعيد؛ فصنعت ساحاتٍ وصل عددها إلى 27 في مديريات مناخة وصعفان والحيمتين وأطراف بني مطر، وامتلأت الوديان بالسيول البشرية التي جدَّدت الرسالة وثبّتت الموقف.

أحرار مديريات صنعاء الغربية أكّـدوا أن لا شيءَ يمكنه وقف زحفهم صوب ميادين الإسناد، جماهيريًّا وعسكريًّا وعلى كُـلّ المستويات.

وأمام المجازر، جدَّدوا براءتهم من كُـلّ عميل وخائن منخرط في صف العدوّ الأمريكي الصهيوني أَو أدواته الإقليمية، مؤكّـدين أنهم سيضربون بيدٍ من حديدٍ كُـلَّ مرتزِق أثيم.

وإلى قِبلة الإسناد والردع، تَواصَلَ التصعيدُ التهامي، فرفع حرّاسُ البحر الأحمر عددَ ساحات الاحتشاد إلى 213 في كُـلِّ مديريات وعُزَل ومربعات الحديدة، ليثبتوا أن نتائجَ الإجرام الصهيوني الأمريكي عكسيةٌ باستمرار.

سواحلُ تهامة التي صارت أمواجُها حِممًا حمراء في البحر الأحمر ترقُبُ أيةَ سفينة صهيونية لتغرقَها غصبًا، صارت سهولها ووديانها شررًا بشريةً تلتهم كُـلّ مؤامرات وتحَرّكات الأعداء، حَيثُ تصدرت رسائل حراس البحر تحذيرات للأمريكي ومن معه، من مغبة العودة لحماية ملاحة العدوّ الغارقة.

أحرار الحديدة أكّـدوا أن الجرائمَ واستهدافَ الأعيان المدنية يثير حميّة أبناء تهامة، في حين ينعكسُ هذا الاندفاع في الارتفاع الأسبوعي المتواصل لعدد الساحات.

التصعيد الجماهيري ما يزال قرينَ السهل التهامي؛ فشمالًا خرج أحرار حجّـة في 230 ساحة، وهو أكبر رقمٍ لعدد المَسيرات والتظاهرات على مستوى المحافظة منذ بداية الطوفان، ليتعززَ في ذهن الأعداء أن التصعيد ضد اليمنيين نتيجتُه ثابتة، عمليات متواصلة وجماهير محتشدة أكثرَ فأكثر.

جميع جبال ووديان وسهول مديريات وعزل حجّـة، هتفت بصوت واحد، أن لا صوت يُسكِتُ زئيرَ اليمنيين، سوى وقف الإجرام في غزة.

المحتشدون في المحافظة الأكثرُ عددًا من حَيثُ الساحات، جدَّدوا التأكيد على الثبات ومواصلة الإسناد، مؤكّـدين أن لسواحلها المحتلّة موعدًا مع الإسناد البحري لغزة، مهما طال الوقت.

تعز المكملة لسواحل اليمن الغربية والمُطِلَّة على باب المندب وحلقة الوصل بين البحرَين الأحمر والعربي، كانت جماهيرُها على الموعد في طليعة المصعّدين شعبيًّا، فازداد عددُ ساحاتها إلى 42، متجاوزًا خروجَ الأسبوع الفائت بمسيرتين، وبخمس مسيرات عن ذي قبل، في تأكيد على أن عجلةَ التصعيد متواصلة ومتقدمة، بما يساند الإسناد العسكري، ويواكب الإجرام الصهيوني.

التصعيد الجماهيري في تعز، يأتي بعد يوم من تداعي أصوات المرتزِقة القادمة من فنادق تركيا والسعوديّة لإعلان الإسناد للعدو الصهيوني، فيما حذّر أحرارُ المحافظة من أي تحَرّك، مشيرين إلى أن النتائجَ العكسيةَ هي الثابتة أمام أي تصعيد، سواءٌ أكان من الأمريكي أَو من أعوانه وأدواته الإقليميين والمحليين.

اللواءُ الأخضر من جهته أعلن النفيرَ، وفوّج أحرارَه إلى 177 ساحةً، في كُـلّ مديريات وعزل محافظة إب، بجبالها الشاهقة وسهولها المتدفقة.

الأجواء وإن كانت لطيفةً في إب الخضراء، إلا أنها أَيْـضًا مشحونةٌ بدوي الجماهير التي أكّـدت جاهزيتها العالية صوب كُـلّ الخيارات، ومهما كانت التحديات أَو التداعيات.

وتوعد منتسبو اللواء الأخضر، العدوَّ الأمريكي والصهيوني بردعٍ أكثر قوة ووجعًا، مهيبين بالجميع نحو تعزيز الجهوزية ورصِّ صفوف “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس”.

باتّجاه ذمار كان عنوانُ التصعيد الجماهيري حاضرًا أَيْـضًا، حَيثُ احتشد أحرارُ المحافظة إلى 45 ساحةٍ، بزيادة ساحتين عما مضى.

أبناء ووجهاء المحافظة أكّـدوا أن الثباتَ على الموقف المساند لفلسطينَ لا يعني الثباتَ على ما تم الوصول إليه، مشيرين إلى القادم سيكون أكثر إيلامًا على العدوّ.

القبائل في ذمار أكّـدت أن اجتماعَ مشايخ قبائل مذحج نهاية الأسبوع الماضي، ليس إلا البداية لتوسيع النفير وتصعيد دور القبيلة على مستوى المحافظة وما جاورها.

وعلى الصعيد القبلي، احتشدت قبائل مأرب إلى 17 ساحة في مديرياتها وعزلها الحرة، وجدَّدت براءتها من الخونة، وتحذيرها من أي انخراط مع الأعداء في معركة الدفاع عن المجرم الصهيوني.

من أرض سبأ تكرّر النبأ، ووصلت الرسالة إلى أرض فلسطين، بأن الشعب اليمني بكل أطيافه لن يتركَ غزةَ العزة حتى تحقيق النصر المؤزر.

القبائل المأربية السبئية أكّـدت أن أرضَ سبأ وأرض كنعان، صنوان لا يفترقان، وأن الشمل سيظلُّ ملمومًا حتى وإن كانت هناك أصوات المنسلخين عن القبيلة اليمنية الناعقين خارج أسراب الأحرار.

قبائل الجوف صعّدت بدورها في 52 ساحة، وراكمت نفيرها ونكفها القبلي، بحشود غفيرة في الساحات، معززة رسائل التحذير والنُّصح معًا، للساعين عبثًا تشويهَ دور قبائل المحافظة المشرِّف؛ إسنادًا لفلسطين.

وجدَّدت التأكيد أنها ستظلُّ في ركب كُـلّ قبائل اليمن الأبية، والسير على طريق القدس، متحديةً المجرمين وإجرامَهم، والعملاء وتحَرّكاتهم المكشوفة.

أحرار الجوف عبَّـروا عن اعتزازهم بما وصلت إليه محافظتهم، مؤكّـدين توسيعَ رقعة التصعيد القبلي ضد العدوَّين الصهيوني والأمريكي ومن يتعاون معهما.

وصعودًا إلى صعدة الثورة، جدَّد ثوّارها الاحتشاد في 36 ساحة؛ للتأكيد على تصاعد الموقف المساند لفلسطين، معلنين التحدي للأمريكي والصهيوني وتهديداتهما.

أبناء ووجهاء المحافظة دعوا إلى رفع مستوى الجاهزية وتعزيز اليقظة، مؤكّـدين أن عجلة الثورة مُستمرّة حتى التحرير الكامل لليمن وفلسطين.

ولفتوا إلى أن القدس كانت وبقيت وستظل عنوان التحَرّك، ووقود الثورة، رغم محاولات الأعداء تقديم دروع محلية وإقليمية لوقف المشروع القرآني التحرّري، قبل العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني المباشر على اليمن، والذي فشل وأعلن الاستسلام.

وأكّـد أحرار صعدة جاهزيتهم لمواجهة كُـلّ التحديات القادمة، محذرين العدوّ الأمريكي من العودة مجدّدًا لحماية العدوّ الصهيوني.

وإلى عمران، تقاطر أحرارها إلى 77 ساحةً جماهيرية حاشدة، وكانت في عداد المصعّدين للموقف، والثابتين على نهجه.

الجماهير استنفرت في كُـلّ المديريات والعزل والمربعات بالمحافظة، داعيةً إلى مزيدٍ من الزحف على طريق الأقصى.

وأكّـد أحرار عمران أن الغارات العدوانية الصهيونية وإن طالت المصانع الحيوية، فَــإنَّها لن توقف مصانع الرجال الأفذاذ المنتشرين في عموم المعسكرات والمواقع الرافدة للقوات المسلحة.

التصعيد الجماهيري كان العنوان الثابت في كُـلّ المناطق والمحافظات اليمنية الحُرَّة شمالًا وجنوبًا، حَيثُ صعّد أحرارُ محافظة الضالع من تحَرّكهم الشعبي في 14 ساحة؛ لتأكيدِ واحدية الموقف المتصاعد.

وفي المسيرات التي خرجت بالحُشَاء وقَعْطَبَة وجُبَن ودَمْت، رفع المشاركون العَلَمَ الفلسطيني وعَلَمَ الوحدة اليمنية، مؤكّـدين أن اليمن كان وسيظل واحدًا موحَّدًا في كُـلّ القضايا المصيرية، منوّهين إلى أن الخارجين عن مواقف الشرف ليسوا سوى مُجَـرّد أدوات تؤدي دورًا وظيفيًّا اقترَبَ تبديدُه.

ودعا أحرارُ المحافظة إلى الالتحاق بصفوف الأحرار وخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس، لتحقيق العزة والغلبة للشعبَين اليمني والفلسطيني.

وفي لحج أَيْـضًا، خرج أحرار مديرية القَبَّيْطَة بمسيرتين تحت شعار “ثباتًا مع غزة.. سنصعِّــدُ في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع”.

المشاركون جدَّدوا التفويض للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي؛ لاتِّخاذ الخيارات الرادعة للعدو الصهيوني، مؤكّـدين استعدادَهم للمضي قُدُمًا حتى تحقيق النصر لليمن وفلسطين.

وأكّـد أحرار لحج أن أبناءَ المحافظة في المناطق المحتلّة، يتوقون للمشاركة في الموقف اليمني المشرِّف، لولا آلةُ القمع العميلة التي يجثمُ بها الاحتلالُ الإماراتي وأدواتُه على صدور المواطنين، ضمن الخدمات المقدمة للعدو الصهيوني.

وإلى البيضاء، عاود أحرارُها الخروجَ في 25 ساحةً، تحديًا للعدو الأمريكي، ودعمًا لفلسطين ومقاومتها شعبها الأُسطوري.

المشاركون في المسيرات أكّـدوا أن الموقفَ العربي والإسلامي المخزي، يدفعُهم للتصعيد أكثرَ فأكثرَ؛ لتعويض غياب الأُمَّــة بالحضور اليمني الفاعل والكبير.

كما أكّـدوا أن إسقاطَ مشاريع أمريكا وطائراتها في المحافظة، سيتواصلُ لإسقاط ما تبقى من المؤامرات والدسائس الرامية لتحويلِ المحافظة واليمن بشكل عام، إلى أرض ميتةٍ على غرار باقي الأراضي العربية التي يحكمُها العملاء والخونة، مجدِّدين التحذيرَ والنصحَ لمن يدرك السمعَ وهو شهيد.

وختامًا إلى محافظتَي ريمة والمحويت وجبالها الشاهقة، التي تدفَّقت سيولًا بشرية إلى 140 ساحة على امتداد كافة مديريات وعزل ومربعات المحافظتين.

وفي المسيرات أعلن أحرار ريمة والمحويت جاهزيتهم العالية لإسناد القوات البحرية والساحلية؛ باعتبَار المحافظتين الحامية الشرقية للحديدة المتصدّرة لعنوان الردع اليمني.

وجدَّدوا إعلان النفير العام لرفد مواقع الرباط ومعسكرات التدريب والتأهيل، وتكثيف مسارات الحشد والتعبئة العامة؛ لتعزيز خطِّ الإسناد اليمني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com