آن الأوان لتشييع “الكيان الصهيوني”
الصمود||مقالات||عبد الكريم الوشلي
رغم مرور ٧٧ عاما على احتلال فلسطين من قِبل بريطانيا الغاصبة الماكرة بدايةً وتوطئةً للاحتلال اليهودي الصهيوني تاليا وإلى اليوم .. إلا أنها تبقى قضية حية على الدوام في ضمير أبنائها وفي ضمير كل عربي وكل مسلم وكل إنسان حر على مستوى العالم .
بقي هذا الواقع ثابتا طيلة هذه العقود، رغم ما بذله الأعداء الراعون للمشروع الصهيوني من جهود لطمس معالم القضية ومظلومية الأمة الكبرى فيها، وما أنتجوه بدأب لا هوادة فيه من مشاريع تآمرية لتطبيع وجود الكيان السرطاني الغريب في قلب جغرافيتها ،وتجريف ومسخ الهوية الإيمانية والثقافية والحضارية لشعوبها، بهدف قتل كل احتمال لصحوةٍ من شأنها أن تقود إلى استشعار الخطر الصهيوني وما يرتبط به من مشاريع الهيمنة والغصب والاحتلال وإبادة الشعوب وإشباع النهم اللصوصي الجامح الطامع في ثرواتها، ومن ثم التحرك الفاعل في مجابهة ذلك الخطر لإزالته وإفشال المشاريع الشيطانية العدوانية الواقفة وراءه، وعلى رأسها الأمريكي ومنظومته الغربية المهيمنة البغيضة.
كما شهد هذا السياق تدجينا وتتبيعا للكثير من الأنظمة في منطقتنا، وتوظيفا واستخداما لهذه الأنظمة “التطبيعية” الروبوتية في تسويق مشاريع الأعداء التدميرية ومحاولات تمرير وصْفاتها الملغومة المسمومة القاتلة، مثل(صفقة القرن) و(الإطار الإبراهيمي) وسوى ذلك من الخرافات السياسية الماكرة التي يهدف العقل الأمريكي الصهيوني الشيطاني الماكر من ورائها إلى تحويل أمتنا بكل ما تملكه من تاريخ وحضارة وجغرافيا ومقدرات وثروات وأرصدة هائلة في الروح والمعنى والقيمة الإنسانية الوازنة، إلى سُخرة وسِقط متاع يتحكم العدو المتوحش القاتل المخادع بها، ويتصرف في شأنها كيف يشاء.
كل هذه المشاريع وألعاب السحر الأسود الصهيوني الأمريكي الغربي، وكل هذه الأفخاخ والأحابيل والحبكات الخداعية بدواخلها النفاقية الخيانية..سقطت ،وبقيت فلسطين القضيةُ والمأساةُ والجرحُ النازف في الأعماق الغائرة لجسد الأمة وروحها.. في صدارة الأولويات لنابهي الأمة وأحرارها ، بل عادت إلى رأس السُّلم الشعوري والإدراكي الواعي لعموم الأمة، بفعل ركام الأحداث والمآلات المتوالية التي يبرز في ذروتها ما يحدث اليوم في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول (٢٠٢٣م) وطوفانِ الأقصى المبارك الذي أخرج قضية فلسطين والقدس من ثلاجة التبريد والتهميش “والإنساء” الأمريكية الصهيونية “التطبيعية” لتغدو في القلب السياسي والإعلامي للمشهد العالمي، ولتشكل للعدو الغاصب المحتل الجزار وحاضنه الغربي المجرم أكبر ورطة إستراتيجية، رغم فظاعة المجازر المرتكبة في حق غزة وأهلها ،والتي لم تغنِ فاعلَها السفاح وشركاءه شيئا في كسر شوكة الصمود الفلسطيني والفعل الجهادي المقاوم الراسخ بل المتنامي في عَضُدِه، وهذا ما أقحم العدوَّ وكيانَه اللقيط في منحدر سقوطي هارٍ لا سابق له، تتسارع فيه خسائرُه على يد المقاومة المستبسلة بشكل بالغ الترويع لنتنياهو وكل قادة كيانه القاتل، رغم عنادهم البليد وتمترسهم وراء حصون دعايتهم الكاذبة وحروبهم النفسية المتهاوية .
ويكفي أن نرى شبهَ إجماع المحللين على أوسع المستويات والنطاقات.. على أن مجلس حرب العدو ورقابتَه العسكرية لا يفرجان إلا عن النزر اليسير جدا من خسائره البشرية والمادية المتعاظمة يوما بعد يوم على يد مقاومة فلسطين والمحور المؤازر، وهذا الواقع فاقمه الموقف الداعم الشامل لليمن بجانب فلسطين ومقاومتها، وخصوصا العملياتِ المستهدفةَ لملاحة العدو وسفنه في البحر ،والتي لا تخفى تداعياتُها القاتلة على اقتصاده الآخذ في التداعي والانهيار، وتلك التي تضرب على نحو شبه يومي عمقه الجيو استراتيجي مكملةً دائرة الحصار المحكم الخانق عليه.
والخلاصة الماثلة أمامنا أن ما يجري هو إعداد جنازة كيان الغدر الغاصب القاتل اللقيط، تمهيدا وتهيئةً لدفنه على يد شرفاء الأمة وأحرارها المجاهدين في المقاومة الفلسطينية ومقاومة المحور..
ختاما، وبتركيز واختصار أكثر، نحن في زمن إعداد العُدة لاستئصال الغُدة !