صمود وانتصار

جمعة رجب فرصة مهمـة لترسيخ الهوية الإيمانية وعلامة تحول فارقة في تاريخ وحياة اليمنيين

جمعة رجب فرصة مهمـة لترسيخ الهوية الإيمانية وعلامة تحول فارقة في تاريخ وحياة اليمنيين

الصمود../

تمثل الجمعة الأولى من شهر رجب الأصب نقطة مفصلية، وعلامة تحول فارقة في مسار وتاريخ وحياة اليمنيين في الخروج من التيه والجهل والإلحاد إلى حياة جديدة ملؤها الإيمان والهداية والنور، وتاريخ جديد في رحاب الدولة الإسلامية الفتية بقيادة الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، والذي كان لهم قصب السبق والقيادة للدولة الإسلامية، فعملوا على تثبيت دعائمها ونشر رسالتها والذود عنها والتصدي لمخاطر اليهود والمشركين والمنافقين، وحملوا راية الإسلام، وأعز الله بهم الدين، وخلّد التاريخ ذكرهم ومآثرهم وسجل بطولاتهم في سفر الخالدين العظماء، فكان انتماؤهم للدين أصيلا، وارتباطهم بالنبي والوصي وعموم آل البيت وثيقاً، ونصرتهم لدين الله، وحملته من أئمة الحق وأعلام الهدى مهمة رئيسة، بذلوا أنفسهم لها، وقدموا في سبيلها كُـلّ التضحيات.

تفرد يماني

ويتفرد اليمنيون عن بقية شعوب العالم الإسلامي قاطبة في الاحتفاء بهذه المناسبة والتي تمثل لديهم من أعز وأقدس المناسبات الدينية الجليلة التي تم فيها تأسيس لبنات ومداميك الهوية الإيمانية اليمانية، هوية الإيمان والحكمة في التعلق والارتباط والحب لآل البيت عليهم السلام و الرموز الدينية العظيمة المتبعة للنهج الإسلامي الحقيقي لما لها من أثر محمود في اتباع النهج المستقيم وأثر في نفوس اليمنيين وارتباطهم بالمناسبات وإحياء ذكرياتها السنوية.

هوية إسلامية متأصلة

ولذلك فهي مناسبة مهمة في الحفاظ على هوية شعبنا المسلم، وفي تجذير وترسيخ هذه الهوية لكل الأجيال الحاضرة والمستقبلية، الهوية التي يمتاز بها شعبنا اليمني، الهوية الإسلامية المتأصلة، هي تعود إلى تاريخ أصيل لهذا الشعب، فعلاقته بالإسلام، وارتباطه بالإسلام، وإقباله على الإسلام منذ فجره الأول كان على نحوٍ متميز، وعلى نحو عظيم.

ذكرى نعمة الهداية

ويؤكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) في كلمة له بمناسبة جمعة رجب 1440هـ، أنها مناسبة مهمة للتذكير بالنعمة والتذكر لها وأيضاً لهذا الموضوع المهم والرئيسي وهو الترسيخ لهوية شعبنا اليمني المسلم، لافتا إلى أن من أهم ما نستفيد منه لتذكرنا لهذه النعمة هو التركيز على ترسيخ الهوية الإيمانية لشعبنا العزيز، هذه مسألة من أهم المسائل النبي صلوات الله عليه وعلى آله روي عنه أنه قال: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) تلكم هي هوية هذا الشعب هوية إيمانية، الإيمان والانتماء للإيمان، الإيمان في مبادئه، الإيمان في قيمه، الإيمان في أخلاقه الإيمان في تشريعاته وتعليماته، هو الهوية التي نبني عليها ثقافتنا وانتماءنا وأخلاقنا ومواقفنا وسيرتنا في هذه الحياة، نبني عليها مشروعنا في هذه الحياة وتوجهنا في هذه الحياة وهذه هي أشرف وأسمى هوية.

نتائج مهمة في واقع الحياة

وتعد هذه المناسبة من أعظم النعم، وهوية مشرفة وعظيمة كما يشير السيد القائد (يحفظه الله)، ولها أهمية كبيرة في واقع الحياة وثمرة طيبة بقدر ما نرسخ هذه الهوية ونرتبط بها بقدر ما تتحقق لنا نتائج مهمة في واقعنا التربوي والأخلاقي والعملي، وكذلك في واقعنا في الحياة، مسيرة حياتنا في جانبها الحضاري وفي شتى الجوانب والمجالات، مؤكدا أن هذه الهوية الإيمانية مثلت أهمية كبيرة في صناعة دور هذا الشعب في ماضيه وفي حاضره وفي صناعته في المستقبل والتي إن أضعناها ضعنا وإن فقدناها خسرنا وإن تخلينا عنها كنا متنكرين للنعمة، جاحدين للفضل وخاسرين في حياتنا.

إنتماء إيماني أصيل

وفي خطابه يوم أمس بهذه المناسبة، أكد السيد القائد (يحفظه الله) أننا معنيون بترسيخ الانتماء والهوية وفق المفهوم الصحيح للإيمان، المستهدف من قوى التحريف والإفساد، لافتا إلى أن الانتماء الإيماني الأصيل في المفهوم القرآني يشمل الجوانب الاعتقادية لدى الإنسان والتزامه بذلك فيما يقول وفيما يعمل، مشيراً إلى ركيزتين أساسيتين من ركائز الإيمان أولاهما: الوعي الصحيح والاهتداء بالقرآن الكريم والصلة الوثيقة به، والركيزة الثانية للإيمان هي استشعار المسؤولية في حمل رسالة الإسلام والتصدي لقوى الطاغوت والاستكبار المحاربة للإسلام والقرآن

ثبات في مواجهة العدوان

ورغم مرور أكثر من ثمانية أعوام من العدوان والحصار إلا أنه بفضل الله لم يفت في عضد اليمنيين ولم ينل من عزيمتهم بل زادهم قوة ورباطة جأش وصبراً وتحملاً وإذكاءً لروح الجهاد والمقاومة والمواجهة أمام من يريد النيل من كرامة اليمنيين واستقلالهم، فما كان ليكون هذا الثبات في مواجهة العدوان لولا تشبَّع اليمنيون بالعقيدة الإسلامية العظيمة واعتصموا وتمسكوا بكتاب الله عز وجل وهدي رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فاليمنيون أولو البأس الشديد، وما غزا غاز أرضهم إلا اندحر وانكسر، وشواهد الماضي والحاضر تظهر ذلك وتجلِّيه..

ترسيخ الهوية لمواجهة التحديات

ولذلك فإن ترسيخنا اليوم لهذه الهوية ومحافظتنا على هذه الأصالة، كما يؤكد السيد القائد (يحفظه الله) يحفظ لنا تماسكنا كشعب يمني في مواجهة هذه التحديات في التصدي لهذا العدوان الذي يهدف إلى السيطرة علينا لفصلنا عن هذه الهوية وعن هذه الأصالة والسيطرة علينا والمسخ لنا والاستعباد لنا.

اعتزاز بالهوية الإيمانية

فاعتزاز اليمنيين بهذا اليوم وتمجيده يعكس اعتزازهم بهذا الدين العظيم وتمجيدهم له، وفي الوقت الذي نجد فيه أنظمة تتخاذل وتتراجع عن الاعتزاز بالقيم والتعاليم الإسلامية وتغذي وتشجِّع وتتبنى سلوكيات لا تمت للدين بصلة، وكما أذهل اليمنيون الأعداء والمراقبين والمتابعين بالانتصارات المتتابعة والإنجازات الكثيرة، كذلك خرج الشعب اليمني بكل فئاته الرسمية والشعبية تنديدا واستنكارا ورفضا للإساءات التي يقوم بها حاخامات الصهيونية للمقدسات الدينية وهذا مايؤكد اعتزازنا بالهوية الإيمانية.

طابع ديني ثقافي

وهكذا فإن جمعة رجب كانت ولا زالت وستبقى اسماً عالقاً وراسخاً في ذاكرة كل اليمنيين منذ فجر الإسلام، ارتبطت باليمن الأرض والإنسان والهوية والإيمان، ولها طابعٌ ديني ثقافي يوحي بعظمة الشعب اليمني وحكمته ومواقفه الصلبة من التدخلات والإملاءات الأجنبية ومؤامرات ومخططات القوى الاستعمارية الخارجية، والتي كانت لها تجارب فاشلة إثر محاولات احتلال اليمن والتحكم في مصير ووحدة الشعب اليمني العظيم.

مسك الختام

فإن استمرار الشعب اليمني في إحياء هذه المناسبة على مر التاريخ يؤكد التمسك بهويته الإيمانية، وارتباطه بأعلام الهدى على الرغم من كل الصعوبات والعوائق والثقافات المنحرفة والضالة التي عمد العدو الأمريكي والإسرائيلي من خلالها لطمس القيم الدينية لليمنيين، فكان اليمن ولازال عنوانا للإسلام الحقيقي وللتسامح الدين، والجدير بحمل الرسالة إلى مختلف شعوب الأرض، وأميناً وحامياً للهوية الإيمانية السمحاء.

المصدر: موقع 21 سبتمبر