الصمود حتى النصر

الرياض.. أقرب

الصمود||مقالات||حزام الأسد

تنامي السخط الشعبي لدى عموم أبناء الشعب اليمني من النظام السعودي أصبح من القضايا التي باتت محل إجماع، سواء في مناطقنا الحرة أو المناطق المحتلة. فمن خلال اطلاعي ومعرفتي بالكثير من أبناء بلدنا – من عموم المواطنين، والنخب، وأرباب الأعمال، والشباب والطلاب، ومن الملتحقين بدورات التعبئة العامة التي تجاوز منتسبوها المليون متدرب – يتضح أن مشاعر السخط تجاه النظام السعودي لم تعد مجرد انطباع عابر، بل تحولت إلى حالة وعي راسخة ونزعة ثأرية متجذّرة لدى غالبية اليمنيين. وهذا أمر طبيعي إذا تذكرنا أن هذا النظام، منذ أن غرسه الاستعمار البريطاني في قلب جزيرتنا العربية، لم يُعرف إلا بالعداء لليمن والإضرار بشعبه وبأمتنا الإسلامية وقضاياها العادلة.

فالعدوان الغاشم على بلدنا منذ مارس 2015م، والحصار الخانق، والقتل لعشرات الآلاف من المدنيين – بينهم آلاف الأطفال والنساء – وقصف المدن والأسواق والمنشآت العامة والخاصة، وتدمير المساجد والمدارس والمستشفيات والطرق والجسور، واحتلال بعض المناطق اليمنية… ثم الارتماء الكامل في أحضان أمريكا والكيان الصهيوني؛ ليست أحداثًا طارئة، بل امتداد طبيعي لسلوك تاريخي وظيفي معادٍ لليمن وللأمة. وعلى الرغم من أن شعبنا مدّ يده – مرات عديدة – بصدق وبنية خالصة لبناء علاقة تقوم على حسن الجوار والاحترام المتبادل، إلا أن هذا النظام قابل كل مبادرة سلام بعدوان، وكل إحسان بغدر، متكئًا على الإملاءات والدعم الأمريكي والغربي، ومنخدعًا بنشوة غرور زائفة لا تقوم على حكمة ولا على قوة حقيقية.

لذلك لم يعد مستغربًا أن يتعامل اليمنيون اليوم مع هذا النظام بروح السخط والانتقام والجهوزية، بعدما أوغل في دمائهم وأصرّ على عدوانه بإصرارٍ أعمى لا يرى إلا ما تمليه عليه واشنطن وكيان العدو الصهيوني. وهذا المزاج الشعبي ليس ردّة فعل وقتية، بل خلاصة عقود من الدم والظلم والمعاناة، ورسالة واضحة بأن اليمنيين لم يعودوا يرون في هذا النظام إلا عدوًا مباشرًا، امتدادًا طبيعيًا للعدوين الصهيوني والأمريكي. إن حساب هذا النظام سيظل مفتوحًا أمام شعبٍ يرفض الذل والخنوع ولا ينسى الدم. وشعبنا – بفضل الله – لا يراهن على القوة الزائفة التي يعتمد عليها النظام السعودي، بل يثق بنصر الله ووعده الحق، لا سيما وأن لدينا قضية عادلة ومظلومية واضحة، وعلى الباغي تدور الدوائر. ولا عدوان إلا على الظالمين: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ﴾ صدق الله العظيم.