الجهاز الأدقُّ لكشف العملاء… لدَى صنعاء
الصمود – بقلم/ القاضي علي عبدالمغني
الجهاز الذي تمتلكُه اليمنُ لا تستخدمُه دولةٌ في العالم، والمعلوماتُ الاستخبارية التي تحصل عليها من هذا الجهاز لا تستطيعُ أن تقدِّمَها أجهزةُ المخابرات في العالم.
لا شك أنه يصعُبُ على أية دولة في العالم -مهما كانت إمْكَانياتُها- الوصولُ إلى الجواسيس والعملاء الذين وصلت إليهم الأجهزة الأمنية في صنعاء.
ما تلقّاه هؤلاء العملاء والجواسيس من الأجهزة والتقنيات والأساليب والتدريبات هو أحدث ما وصلت إليه المخابرات الأمريكية والصهيونية؛ ولذلك شكّلت هذه العملية الأمنية للقوات اليمنية مفاجأةً كبيرةً للشعب اليمني ولكافة شعوب المنطقة، وصدمةً كبيرةً ومدوّية للأمريكيين والصهاينة.
فكيف تمكّنت اليمن من تنفيذ هذه العملية النوعية وصنع هذه المعجزة الأمنية؟
إن الجهاز الذي تمتلكُه اليمنُ لا تستخدمُه دولةٌ في العالم، والمعلوماتُ الاستخبارية التي تحصل عليها من هذا الجهاز لا تستطيعُ أن تقدِّمَها أجهزةُ المخابرات في العالم.
هذا الجهاز لا يتعامل مع العملاء والخونة بصفة مستقلَّة، بل يعتبرُهم جُزءًا من منظومة متكاملة تدير حربًا شاملةً على الأُمَّــة؛ فهو يكشف هذه المنظومة وما تخطِّطُ له ضِدَّ الشعوبِ العربية والإسلامية، وما تمتلكه من وسائل وأدوات مادية وبشرية، ودرجة خطورة هذه الأدوات والوسائل الحديثة، والسبل الكفيلة بمواجهتها وهزيمتها في المعركة.
وهذا ما أثبتته الأجهزة اليمنية في هذه العملية.
فالجهاز الذي تمتلكُه القيادةُ الثورية والسياسية والأجهزة الأمنية والعسكرية والشعب اليمني كافة هوالقرآن الكريمالذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه.
وهذا ما بيّنه الشهيدُ القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- خلال حديثِه عن اليهود والنصارى في آيات كثيرة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)، وقوله سبحانه: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى…).
هاتان الآيتان الكريمتان بيّنتا للأُمَّـة من هو عدوُّها في البداية، ثم بيَّنت غيرهما من الآيات درجةَ خطورته، كقوله تعالى: (وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ)، وَ(قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أكبر…).
وما سيرتكبونه بحقِّ هذه الأُمَّــة لو توفَّرت لهم الإمْكَانيات اللازمة: (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ)، وَ(وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)، وَ(مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ…).
اليوم بات اليهودُ والنصارى يمتلكون كافة الإمْكَانيات المطلوبة للقضاء على هذه الأُمَّــة، وقد تمكّنوا -للأسف- من القضاء عليها فعلًا من خلال التقنيات الحديثة والأسلحة المتطورة والعملاء والخونة وغيرها.
لكن الشعب اليمني هو الشعب الوحيد تقريبًا الذي لم يتمكّنوا ولن يتمكّنوا -بفضل الله- من القضاء عليه، بل هُزموا جميعًا في مواجهته؛ لأنه التزم بالتعليمات القرآنية، فلم يتولَّ اليهود والنصارى كما تولّتهم أغلب الأنظمة والبلدان العربية والإسلامية، بل أخذ بقوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ).
وعملوا بقوله سبحانه: (خُذُوا حِذْرَكُمْ مِنَ الْبَيِّنَاتِ)، وَ(وَخُذُوا حِذْرَكُمْ).
فهذه الآيات الكريمة هي شعارُ كافة اليمنيين في مواجهة الأمريكيين والصهاينة.
هذا الحذر واليقظة هو ما جعل الأجهزةَ الأمنية تلقي القبض على هؤلاء العملاء والخونة، وتوجّـه للنظامين السعوديّ والأمريكي وللكيان الصهيوني صفعة قوية، وتنتزع نصرًا كَبيرًا في هذه العملية.
فهذه الأجهزة اليمنية لا تعرف الوهن أَو الغفلة؛ لأنها تعرفُ عدوَّها حقَّ المعرفة، وتعرفُ ما يمتلكُه من إمْكَانيات هائلة، وتستعدُّ لأسوأ الاحتمالات، وتتوقع منه المزيد من المؤامرات، وتسعى لتحقيق المزيد من الإنجازات، والشعب اليمني إلى جانبها في كافة المهمات، والقيادة الربانية من ورائها في كُـلّ الظروف والأوقات.
لا يرهبها صراخ الجمعيات والمنظمات، ولا ضجيج الإعلام والقنوات، ومن كان معه ملك السماوات والأرض، لن تخيفه شياطين الإنس والجن.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أكثر النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
* أمين عام مجلس الشورى