الصمود حتى النصر

“الغماري” الفريق الركن الذي وفى

الصمود – بقلم/ بشرى خالد الصارم

في أعلى مستويات الوعي بخطورة المرحلة على الأمة وبحتمية المواجهة في جولات قادمة مع غزة ضد العدو الصهيوأمريكي زفت القوات المسلحة اليمنية خبر استشهاد القائد الهُمام اللواء الركن “هاشم غماري” في مرحلة المساندة للقضية الفلسطينية ليلتحق بذلك بركاب الخالدين.

في مسار معركة مفتوحة مع تحرك ونوايا جرائم العدو الإسرائيلي، بعد حياة جهادية معطاءة استشهد بكل عزة وإباء وشموخ منكل العدو الصهيوني، هازم العدو السعودي وضارب مطاراته وشركات نفطه، من على يديه تم صناعة أسلحة ثقيلة وخفيفة ومنها الصواريخ الفرط صوتية والانشطارية، والطائرات المسيرات، الساند لجبهة غزة والضاغط على العدو الإسرائيلي بالصواريخ والمسيرات ومغلق البحر عليه، من أهان العدو الإسرائيلي وكاشف ضعفه وضعف الدفاعات الجوية والأمريكية لديه، هازم الأمريكي وهازم الإسرائيلي، صاحب إهانة الهيبة الأمريكية في البحر وإسقاطها بضرب حاملات الطائرات وإسقاط طائرات الـf18 وطائرات MQ9 في جولتين من الصراع مع الأمريكي، طارد حاملات الطائرات،مربي ومدرب الرجال ليصبحوا قادة بمستوى المسؤولية للمرحلة القادمة والجولة الآتية، فكان حقاً ويقيناً، قولاً وفعلاً رجل العهد الذي وفى ، صاحب المهمات العظيمة بعظمة مسار حياته الجهادية الأبية .

لم يكن ممن أداروا معاركهم من خلف كراسي مناصبهم، أو من بين أثاث منازلهم، بل كان في مقدمة المجاهدين في الجبهات، ومنسق تقدمها وهجومها ومعلن نصرها وثباتها من أعالي سفوح جبال اليمن الشاهقة حتى سهولها وسواحلها ، خاض الحروب بضراوة وشراسة، نكل العدو ومرتزقته في كل جبهة وميدان، حتى تُوجت اليوم مسيرته الجهادية لما يستقحه ولما خلق له ولما تمناه، كان رجل المنجزات، ورجل العمليات الكبيرة الموجعة، رجل الصناعات الحربية، ومنْجَم الاستشارات والخبرات العسكرية، ومن عِلمه ويقينه بأن هذا اليوم سيأتي؛ درب مئات الآلاف من الجنود على يديه، صقل ضجيج عنفوانهم ووجّه بوصلة جهادهم نحو تحرير القدس والأقصى، لم يستطع العدو إيقاف إنجزاته، وردع عنفوان مسيرته الجهادية إلا عن طريق أسلوب العجز والضعف أسلوب الخيانة والغدر ، فقد كان رعبهم الذي لا يغادر توجسات أفكارهم، وكان قلعة التحدي التي تقف أمامهم، ومنارة مضيئة لمحور المقاومة بأكملها، حتى اصطفاه الله بين قافلة شهداء الفتح الموعود والجهاد المقدس.

هي معركة مصيرية، كشفت معادن القادة، وكشفت القائد المؤمن الصريح والقائد العميل والكافر الصريح، معركة ميزت الخبيث من الطيب،و الشهيد الغماري كان قائدًا مخلصًا، وقف مع غزة وأهلها، وقدّم روحه في سبيل الله في ميادين العزّ والكرامة والعدو لا يستهدف القادة إلا من وجع عميق ألم به ووصله من هذا القائد ، ولكن يبقى عزاؤنا أن دماء القادة ستكون وقود الاستمرار والثأر، فمحال أن تسقط الراية باستشهاد قائد من قاداتنا،  وأن ينكسر صمودنا،أو تضعف عزيمتنا، فنحن أمام مسار معركة مفتوحة في جولات الصراع مع العدو الإسرائيلي، ومع بين التزام بين القوات المسلحة اليمنية ومع إخواننا في المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم حركة حماس ستبقى راية الجهاد خفاقة حتى تحقيق النصر الإلهي الموعود، وشهداؤنا هم نفسهم شهداء قادات المحور، وعدونا واحد، ونصرنا حتماً قادم ومؤكدًا.

أكثر من عامين وما يزال اليمن يقدم المواقف والشهداء في سبيل الله دفاعًا عن الأمة ومقداساتها ونصرة مستضعفيها، ومن هذا المنطلق الإيماني والديني والأخلاقي سنحمل المسار الجهادي والعملي الذي رسمه الشهيد الغماري في رئاسة هيئة الأركان العامة وعمده بدمه الطاهر، مع بقية رفاق الشهيد من القادة والأفراد المجاهدين في الميدان عهداً ووعداً بالوفاء للشهيد وكل الشهداء.