تحرك سعودي لخدمة الصهيوني.. وتحذير يمني
الصمود||مقالات||لطف معجير
دعم سعودي بـ 4 ملايين دولار لخفر السواحل اليمنية التابع للعملاء يحمل دلالة واضحة بأن السعوديّة تحاول أن تُظهِر نفسها كأنها الضامن للأمن البحري، بينما هي في واقع الأمر تُسخّر هذا الدعم لخدمة العدوّ الإسرائيلي.
تصاعدت العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر، وازداد الحصار الخانق على موانئ الاحتلال الإسرائيلي من قِبل الجبهة اليمنية المساندة لغزة المظلومة.
نرى البكاء والعويل، والردود الغاضبة، إزاء تلك العمليات التي ينفذها اليمن، سواء بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيَّرة نحو مطارات “رامون” و”اللُّد”، وأهداف حيوية في مناطق متعددة من فلسطين المحتلّة، أَو عبر الحصار البحري المفروض على السفن الإسرائيلية والشركات الأجنبية المتجهة إلى الكيان الإسرائيلي.
وانعقد في الرياض مؤتمر جديد، حمل عنوان “شراكة الأمن البحري اليمني”، برعاية سعوديّة–بريطانية، وبمشاركة أكثر من 35 دولة. وعلى الرغم من أن المؤتمر بدا في الوهلة الأولى وكأنه حدثٌ تقني يتعلّق بخفر السواحل اليمنية التابعة للمرتزِقة، إلا أنه في جوهره جزءٌ من المعركة الكبرى الدائرة رحاها في البحر الأحمر وبيّن الحقيقة التي تكشف أن الهدف الحقيقي هو عسكرة البحر الأحمر، وتدريب المرتزِقة لوقف العمليات اليمنية الصامدة ضد كيان الاحتلال.
ورغم أن الجميع يعلم أن السفنَ المستهدفة في البحر الأحمر هي فقط السفن الإسرائيلية، أَو الشركات الأجنبية المخالفة لقرارات الحظر التي ترسو في موانئ الاحتلال، فإن المؤتمر يحاول تغييبَ هذه الحقيقة.
وفي الآونة الأخيرة، أعلنت السعوديّة عن دعم بقيمة أربعة ملايين دولار لخفر السواحل اليمنية التابع للمرتزِقة؛ ما يحمل دلالة واضحة بأن السعوديّة تحاول أن تظهر نفسها وكأنها الضامن للأمن البحري، بينما هي في واقع الأمر تُسخّر هذا الدعم لخدمة العدوّ الإسرائيلي.
أما بريطانيا، فقد استثمرت حضورَها في المؤتمر لتؤكّـد أنها لن تغادرَ المنطقة، وأنها لا تزال متمسكة بخيوط السيطرة على الملاحة البحرية، مستذكرةً أَيَّـام “عدن” والقواعد الاستعمارية. ولم يقتصر المؤتمر على الجانب المالي، بل تطرق أَيْـضًا إلى تدريبات متخصصة ومعدات لوجستية.
هذه ليست تفاصيل تقنية بحتة،
بل هي إشارة صريحة إلى رغبة في تدويل المِلف البحري اليمني، وجعل مراقبة السواحل اليمنية جزءًا من منظومة أمنية دولية كبرى تخدم مصالح الاحتلال وتُضعف الموقف اليمني.
لكن كُـلّ هذه المحاولات ليست سوى أوهام.
فالعمليات اليمنية البحرية ضد الاحتلال لن تتوقّف، مهما تغيّرت الظروف أَو تعدّدت المؤتمرات، حتى يُرفع الحصار ويُوقف العدوان على قطاع غزة.
ولكل من يفكر في مساندة العدوّ الإسرائيلي وجّه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- رسالةً واضحة، حَيثُ قال:
“من يريد أن يورّط نفسه مع العدوّ الإسرائيلي، بأي عدوان على بلدنا، فسنواجهه في إطار موقفنا من العدوّ الإسرائيلي نفسه. المعركة واحدة، ولا يمكن لأي عنوان أَو عميل أن يخرجها عن مسارها.
لذلك، أوجه النصح للنظام السعوديّ: لا تورّطوا أنفسَكم في دعم العدوّ الإسرائيلي عسكريًّا لحماية سفنه في البحار.
اخجلوا على أنفسكم، فهذا معيبٌ عليكم. وفي الوقت نفسه، لن تنجحوا في ذلك، ولن تستطيعوا، بإذن الله تعالى، حماية سفنه أَو تأمين مرورها وعبورها مهما فعلتم ومهما دعمتم.
فالله هو نصيرنا، وهو نعم المولى ونعم النصير.
وفي هذه المرحلة، ستكون لكم فضيحة كبيرة. والقضية واضحة”.