حشودُ اليمن في المولد النبوي.. دلالاتٌ مجتمعية تتجاوز حدودَ الاحتفال
الصمود – بقلم/عبدالله عبدالعزيز الحمران
لم يكن مشهد الحشود المليونية في ساحات اليمن؛ إحياءً لذكرى المولد النبوي مُجَـرّد طقس ديني عابر، بل هو فعلٌ مجتمعي جامع، يختزن في داخله رسائلَ عميقةً تعكسُ هُويةَ اليمنيين، وتكشفُ عن معاني العزة والكرامة التي يتمسكون بها في زمنٍ تراجعت فيه كثير من الأنظمة العربية عن واجباتها تجاه الإسلام والمسلمين وقضايا الأُمَّــة الكبرى.
وحدةٌ مجتمعية تحت راية الرسول
تجلّت في الفعالية المركزية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في عموم المحافظات اليمنية أسمى معاني الوحدة، حَيثُ انصهرت الفوارق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في بوتقة واحدة، لتعلن الجماهير أن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم هو القاسم المشترك الذي تتوحَّد عنده القلوب قبل الصفوف.
تلاحم اجتماعي يكشف عن قدرة المجتمع اليمني على استعادة بوصلة الهُوية والانتماء الإيماني، رغم العدوان والحصار والمعاناة.
العزة في مواجهة الانكسار العربي
في الوقت الذي هرولت فيه أكثر الأنظمة العربية والإسلامية نحو التطبيع مع العدوّ الصهيوني، يظهر اليمنيون في المشهد كأمة محمدية حية، متمسكة بمصادر قوتها الروحية والثقافية، رافعة راية الكرامة في وجه مشاريع الاستسلام والانكسار.
وهنا تكمن دلالات الحدث: أن الشعوب إذَا تمسكت برسالتها وهُويتها، فلن تستطيع كُـلّ قوى الشرك والعدوان انتزاع مكانتها أَو تهميش حضورها ودورها في الساحة.
تجديد العهد مع الرسالة
المولد النبوي في اليمن ليس مُجَـرّد ذكرى، بل هو تجديد عهد مع الرسالة المحمدية، واستحضار لمعاني الرحمة والعدل والحرية التي حملها رسول الله إلى العالمين.
والاحتفال بالمناسبة يعد إعلان واضح أن الأُمَّــة الإسلامية بشعوبها ما زالت قادرة على استلهام دروسها من سيرة الرسول، لتحيا بها وتصمد في مواجهة أعداء الإسلام والإنسان والقرآن والرسول والمقدسات.
خاتمة
أن المدلولات المجتمعية لهذا الحشد اليمني الهائل تؤكّـد أن الأُمَّــة ما زالت بخير، وأن شعلة العزة لم تنطفئ بعد، مهما حاولت بعض قوى الطاغوت إطفاءها. ومن يمن الإيمان، تتجدد الرسالة: أن التمسك بالرسول وبالمبادئ التي جاء بها الرسول، هو السبيل الأوحد لصون الكرامة وبناء المستقبل.