الصمود حتى النصر

انقطاع الاتصالات والإنترنت عن مناطق واسعة بمدينة غزة بعد تدمير أبراج سكنية

الصمود| غزة

خلف القصف الصهيوني العنيف للأبراج السكنية في مدينة غزة خلال اليومين الماضيين انقطاعاً في خدمات الاتصالات والإنترنت على مناطق واسعة، بعد انهيار أبراج تقوية الإرسال المثبتة على أسطح تلك المباني، ما عزل آلاف المواطنين الفلسطينيين عن التواصل مع ذويهم.

ونقلت وكالة “قدس برس” عن مواطنين فلسطينيين، تأكيدهم أن شبكتي “جوال” و”أوريدو” توقفتا عن العمل منذ يوم أمس، خاصة في المناطق الجنوبية والغربية للمدينة، عقب تدمير برجي مشتهى والسوسي اللذين كانا يحتضنان أبراج بث رئيسية تغطي مساحات واسعة.

وظهرت الأزمة بشكل أكبر بعد القصف الذي طال محيط مجمع أنصار الأمني، حيث واجه الأهالي صعوبة في التواصل مع أقاربهم، في وقت زادت فيه الحاجة للاتصال نتيجة اتساع رقعة النزوح والحصار إثر القصف المتصاعد والعنيف لجيش العدو الإسرائيلي على مدينة غزة.

كما أدى تدمير الأبراج إلى انقطاع كامل لشبكات الإنترنت عن أحياء واسعة في غرب مدينة غزة منذ يوم الجمعة الماضي، ما اضطر الكثيرين، بينهم صحفيون وطلاب، للتنقل لمسافات طويلة للبحث عن اتصال بالإنترنت.

ونقلت قدس برس عن جلال مشتهى، أحد النازحين في منطقة أنصار قوله: “اضطررت للسير أكثر من عشرة كيلومترات حتى وصلت إلى محيط مستشفى القدس في حي تل الهوى، فقط لأتمكن من إرسال رسالة قصيرة لإخواني في جنوب القطاع لأطمئنهم أنني على قيد الحياة، بعدما عجزت عن التواصل عبر الهاتف الخلوي”.

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، حذّر أمس السبت، من انقطاع وشيك لشبكات الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، جراء مواصلة الجيش “الإسرائيلي” قصف الأبراج السكنية المرتفعة.

وأوضح المرصد، في بيان على موقعه الإلكتروني، أنّ استهداف المباني المرتفعة يمثّل تهديدًا مباشرًا لقطاع الاتصالات والإنترنت، إذ تحتضن أسطح هذه الأبراج المعدات الفنية الحيوية للشركات المحلية المشغلة للشبكات.

وتكتسب الأبراج السكنية في غزة أهمية كبيرة لشركات الاتصالات، إذ تُستخدم أسطحها التي يتجاوز ارتفاعها 50 متراً لتركيب هوائيات وأجهزة تقوية تغطي المدينة، ما يجعل استهدافها يعني مضاعفة المعاناة المدنية وشل جزء كبير من الحياة اليومية للمواطنين.