الصمود حتى النصر

“خيانة العفافيش”.. بيع السيادة على موائد الأعداء

الصمود||تقرير||

في خضمّ معركة الأمة ضد المشروع الأمريكي–الصهيوني، وبينما يسطر اليمن ملاحم الصمود في وجه العدوان، فشل العدو في كسر الإسناد اليمني لغزة، فلجأ إلى أدواته القذرة في الداخل لمحاولة زرع الفتنة وزعزعة الجبهة الوطنية.

عبر فلول “العفافيش” الذين باعوا السيادة لعقود ونهبوا ثروات الوطن – يسعى العدو لتنفيذ مخططاته الخبيثة، محوّلاً إياهم إلى أدوات رخيصة في يد الرياض وأبوظبي لخدمة المشروع الصهيوني.

 واليوم، كما الأمس، يحاولون طعن ظهر الشعب في أحرج لحظاته، لتخفيف الضغط عن العدو في ساحات المواجهة، غير آبهين بالدماء الزكية التي تُسفك على طريق الحرية.

العار العفاشي.. ثلاثة عقود من التدمير والتبعية للخارج

منذ اللحظة الأولى التي تسلّم فيها الخائن صالح السلطة، بدأ مشروعه الممنهج لتقويض المؤسسات الوطنية وإضعاف القرار السياسي، حتى أصبح اليمن مرتهنًا بالكامل للخارج، وتحوّل القرار السيادي إلى ورقة بيد واشنطن والرياض.

ثلاثة وثلاثون عامًا من الحكم كانت كافية لتقسيم اليمن إلى مناطق نفوذ، ولتحويل ثرواته النفطية والغازية إلى صفقات مظلمة تُدار خلف الأبواب المغلقة، بينما يعاني الشعب من الفقر والحرمان.

لم يكن الخراب مقتصرًا على الجانب السياسي فحسب، بل طال كل مفاصل الدولة، من الاقتصاد إلى التعليم والصحة، فيما الفساد يستشري كالسرطان في جسد الوطن، والأموال المنهوبة تُهرَّب إلى البنوك الأجنبية، تاركة الأجيال القادمة أمام مستقبل مُعتم ومحروم من أبسط حقوق التنمية.

التواطؤ مع الكيان الصهيوني.. خيانة تتجاوز الحدود

الأدهى من كل ذلك أن حكم صالح لم يكتفِ برهن اليمن للخارج، بل نسج خيوط تعاون سري مع الكيان الصهيوني، منذ سبعينيات القرن الماضي، بتسهيلات كبيرة لجهاز “الموساد”، وفتح الأبواب لتهجير اليهود اليمنيين إلى فلسطين المحتلة، في خطوة مثّلت طعنة في قلب القضية الفلسطينية.

وبلغ هذا التعاون ذروته في التسعينيات، ليمتد لاحقًا إلى تقديم دعم استخباراتي وتسليحي من إسرائيل للنظام السابق، استُخدم في حروب صعدة الظالمة ضد الأحرار، وهو ما يكشف أن خيانة العفاشيين كانت جزءًا من مخطط أوسع، هدفه خدمة التطبيع وتمرير الأجندة الصهيونية في المنطقة.

من إرث الخيانة إلى أدوات العدوان

لم تنتهِ المؤامرة بسقوط الخائن صالح، بل واصل “العفافيش” ذات النهج، متقمّصين أدوار أدوات العدوان، ومنفذين مخططات الإمارات والسعودية المدعومة أمريكيًا، لتمزيق النسيج الوطني وإشغال الداخل بالصراعات، في محاولة لإضعاف اليمن وإبعاده عن قضاياه المصيرية.

واليوم، لا يزالون يشتغلون على ذات الخط، بتأجيج الأزمات واستهداف وحدة الصف، في انسجام تام مع مصالح العدو الصهيوني الذي يسعى لتحويل اليمن إلى ساحة فوضى مزمنة تخدم مشروعه في المنطقة.

نهب منظم باسم الدولة.. هبات مجانية للعفافيش

لم تقتصر خيانة “العفافيش” على بيع القرار السياسي والسيادة الوطنية، بل امتدت إلى نهب الأرض والعقار العام دون حياء.. ففي عام 1991، عقب قيام الوحدة اليمنية، أصدرت الهيئة العامة للأراضي بتوجيهات رئاسية عليا عقد “تمليك مجاني”، نعم تمليك لا تأجير، لصالح المؤتمر الشعبي العام، يشمل أراضي ومباني حكومية مساحتها 4,354 لبنة في منطقة الحصبة وسط أمانة العاصمة.

مساحة مهولة كانت ملكًا للشعب تحوّلت بين ليلة وضحاها إلى ملكية خاصة لقيادات الحزب، ليستثمرها بعضهم في الإيجارات الضخمة، بينما باع آخرون حصصهم وتقاسموا ثمنها، وكأن الدولة كانت مجرد شركة خاصة يديرها الخائن صالح وشركاؤه لمراكمة الثروات على أنقاض الشعب.

اليمن اليوم.. من تحت الركام إلى فجر التحرر

ورغم تركة الخيانة الثقيلة، يكتب الشعب اليمني اليوم فصلًا جديدًا من تاريخه، بفضل وعيه الثوري وصموده الأسطوري منذ انطلاقة ثورة 21 سبتمبر، التي وضعت حدًا لسنوات الوصاية الخارجية، وأعادت القرار اليمني إلى يد الشعب.

هذه الثورة فتحت الباب لبناء دولة مستقلة قوية، قادرة على حماية سيادتها ومواجهة العدوان وأدواته في الداخل، ومستمرة في دعم قضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين.

واليمنيون اليوم، وهم يقفون في مواجهة المشروع الأمريكي–الصهيوني وأذنابه، يدركون أن النصر الكامل لن يكتمل إلا بتطهير الوطن من كل أداة خيانة، وتحصين الجبهة الداخلية، والمضي في مشروع بناء الدولة الحرة، حتى يشرق فجر التحرر والنصر.