7 سنوات على مجزرة ضحيان: دماء الأطفال لن تذهب سدى
الصمود||تقرير|| في التاسع من أغسطس 2018، كانت مدينة ضحيان بمحافظة صعدة شاهدة على واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، جريمة متعمدة استهدفت الطفولة بكل براءتها.. لم يكن ما جرى مجرد حادثة عابرة، بل مجزرة مروعة أُزهقت فيها أرواح العشرات من الأطفال بدم بارد، في مشهد لن يُمحى من ذاكرة اليمنيين. […]
الصمود||تقرير||
في التاسع من أغسطس 2018، كانت مدينة ضحيان بمحافظة صعدة شاهدة على واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، جريمة متعمدة استهدفت الطفولة بكل براءتها.. لم يكن ما جرى مجرد حادثة عابرة، بل مجزرة مروعة أُزهقت فيها أرواح العشرات من الأطفال بدم بارد، في مشهد لن يُمحى من ذاكرة اليمنيين.
سبع سنوات مضت على ذلك اليوم الأسود، لكن الجرح ما زال مفتوحًا، والصرخات البريئة ما زالت تتردد في أسماعنا: “لن نسامح.. لن ننسى”.. دماء أولئك الأطفال تحولت إلى عهد وميثاق، بأن العدالة لن تسقط بالتقادم، وأن الحساب قادم مهما طال الزمن.
مجزرة حافلة ضحيان لم تكن استهدافًا لحافلة تقل أطفالًا فحسب، بل كانت محاولة لاغتيال المستقبل، ورسالة عدوانية أرادت محو ملامح جيل كامل.
لكن ما أرادوه خنوعًا، أشعل في قلوب اليمنيين جذوة المقاومة والإصرار على المواجهة.. لقد أيقظت تلك الجريمة وعي الأمة بأن العدوان لا يعرف حرمة دم ولا حرمة طفولة، وأنه لا سبيل إلا الصمود حتى النصر.
في صباح ذلك اليوم، كانت الطائرات الحربية الأمريكية والسعودية تترصد أطفالنا العائدين من المراكز الصيفية حيث يتعلمون القرآن الكريم، يحملون أحلامًا بيضاء وقلوبًا طاهرة.
لكن القتلة قرروا إسكات تلك الضحكات البريئة بالقنابل، ليكتبوا صفحة سوداء في سجلهم الإجرامي..لم يعلموا أن كل قطرة دم سالت هناك ستتحول إلى وقود يزيد شعبنا قوة وإصرارًا على المطالبة بالقصاص.
منذ بداية العدوان، ارتُكبت مئات الجرائم بحق المدنيين، لكن ضحيان ستظل محطة فارقة في ذاكرة اليمن، وعلامة عار أبدية على جبين المعتدين.
لقد أرادوا قتل الأمل، فإذا بهم يرسخون فينا اليقين بأننا أصحاب قضية عادلة، وأن المقاومة هي الطريق الوحيد لانتزاع الحق.
شهداء ضحيان ليسوا أرقامًا في سجل الحرب، بل هم أيقونات للصمود، ورموز لعزيمة شعب لا ينكسر.
من صعدة إلى صنعاء، يرفع اليمنيون الصوت عاليًا: العدالة قادمة.. والنصر وعد الله”.
لن نرضخ لمحاولات طمس الحقيقة، ولن نتوقف عن المطالبة بمحاكمة الجناة، محليًا ودوليًا، على جريمة إبادة جماعية ارتُكبت أمام أنظار العالم.
دماء الشهداء، وفي مقدمتهم أطفال ضحيان، أمانة في أعناقنا حتى يتحقق القصاص العادل.. العدالة ليست مطلبًا نرجوه، بل حق سننتزعه مهما كانت التضحيات.
لقد ظنوا أن القنابل قادرة على محو ذاكرتنا، لكنهم نسوا أن ذاكرة الشعوب لا تموت، وأن اليمني حين ينزف، يولد من نزفه ألف مقاوم.
سبع سنوات على المجزرة، والعهد باقٍ: لن ننسى، لن نسامح، والعدالة قادمة لا محالة.. ومثلما كان أطفال ضحيان عنوانًا للفداء، سيكونون أيضًا عنوانًا للنصر الذي يلوح في أفق هذه الأمة الصابرة.
نقلاً عن موقع 21 سبتمبر