“السم الخفي”: وزارة الداخلية تكشف عن “سلاح العدو السري” الذي يفتك بشبابنا
الصمود|
وفي الندوة عبر عضو السياسي الأعلى بن حبتور عن الشكر لوزارة الداخلية على تنظيم الفعالية التوعوية وجهودها الأمنية في مكافحة المخدرات باعتبارها درع واقي للمجتمع من الداخل كما أن القوات المسلحة درع لحمايته من الخارج.
واعتبر المخدرات آفة تهدّد المجتمعات وتزعزع أوضاعها وإسقاطها من الداخل لتسهيل السيطرة عليها من قبل الأعداء .. مبينًا أن الكثير من المجتمعات سقطت في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وربما في آسيا بسبب انتشار المخدرات التي هدف المروجون لها ومن يقفون ورائهم لتثبيط همم هذه المجتمعات والتمهيد لدخولها في دوامات العنف والصراع التي تغلغلت إلى الجانب السياسي.
وأفاد الدكتور بن حبتور، بأن الرادع الديني والأخلاقي في اليمن إلى جانب ما تقوم به وزارة الداخلية من عمل جبار في هذا المجال يسهم في الحد من انتشار هذه الآفة في أوساط المجتمع .. لافتًا إلى أنه جرى قبل سنوات مناقشة موضوع المخدرات من كافة الجوانب ووضعت الخطط والبرامج اللازمة لمكافحتها.
وأشار إلى أن المعركة التي يخوضها الشعب اليمني منذ عقد من الزمن في مواجهة تحالف العدوان والحصار الأمريكي، السعودي والإماراتي متواصلة على كافة المستويات السياسية والإعلامية والعسكرية وفي جوانب أخرى متعددة يسعى العدو من خلالها للنيل من صمود اليمنيين، ومنها سلاح المخدرات.
وقال “تحالف العدوان ما يزال يتربص باليمن وأهله ولا تريد قياداته أن يعم السلام أرجاء الوطن ليظل شعبنا في حالة من اللا استقرار وإلحاق أكبر ضرر بالمجتمع” .. مؤكدًا أن حالة اللا حرب واللا سلم لن تستمر على هذا النحو، فإما سلام يضمن لليمن أمنه وسلامته ووحدته وسيادته وإما الحرب.
وبارك عضو السياسي الأعلى، الانتصار الذي حققته الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة على العدو الصهيوني، موضحًا أن جميع أحرار الأمة والعالم عليهم أن يحتفلوا بهذا النصر الذي حققه الشعب الإيراني على العدو الصهيوني الغاصب الذي لأول مرة ومنذ 77 عامًا تدّك مدنه في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويشعر مستوطنوه بعدم الأمان.
ولفت إلى أن القيادة الإيرانية التي منحت شرف قيادة هذه المعركة نيابة عمّا يقارب اثنين مليار مسلم، ينبغي أن يوجّه إليها الشكر والتقدير خاصة الإمام علي خامنئي ذو الـ 90 عامًا الذي ما يزال ملهمًا للشباب ليتحولوا إلى طاقات هائلة في مواجهة العدو الصهيوني.
وأضاف “من هذا المنبر نهنئ القيادة والشعب والجيش الإيراني على النصر كما ونعزيه في استشهاد عدد من القادة والعلماء والمواطنين جراء العدوان الصهيوني، وهي لقائد الثورة والرئيس المشاط اللذين وقفا خلال هذا الظرف الاستثنائي مع القلائل من القادة في عالمنا الإسلامي والعربي إلى جانب إخواننا في فلسطين”.
واختتم الدكتور بن حبتور كلمته بالقول “ينبغي ألا نتأثر بأحاديث المرجفين والمجاميع الهزيلة التي تخلّت عن مسؤوليتها من الملوك والرؤساء والأمراء والشيوخ الذين يدفعون أموال الأمة لأمريكا التي تناصب العداء البين لها وتدعم العدو الصهيوني بمختلف وسائل القوة”.
بدوره أثنى رئيس مجلس الوزراء على الجهود المبذولة من قبل وزارة الداخلية ممثلة بقطاع مكافحة المخدرات في مكافحة مختلف طرق وأساليب الاتجار والترويج لهذه السموم القاتلة.
ولفت إلى أن الأعداء عمدوا لاستخدام المخدرات في حربهم الموجهة منذ أكثر من عشر سنوات من أجل تدمير الشعب اليمني .. موضحا أن المعلومات تؤكد ادخال المحتل السعودي، الإماراتي كميات كبيرة من المخدرات إلى المحافظات والمناطق المحتلة ومنها “الشبو” لإفساد الشباب ودفعهم لارتكاب المعاصي والجرائم.
وأكد الرهوي، أن زعماء وقيادات عالمية مرموقة يعملون في تجارة المخدرات ويشرفون على عملية توزيعها وإدخالها إلى مختلف الشعوب ضمن وسائل القضاء عليها، معبرًا عن الأمل في تصب توصيات الندوة في تعزيز جهود مكافحة هذه الآفة المدمّرة بما في ذلك أيما تعديلات قانونية ضرورية في التشريع القائم بما يواكب التطور الذي تشهده هذه الجريمة.
ولفت إلى أن المخدرات لا يقتصر مكافحتها على المعنيين وحدهم، وإنما على الجهات المعنية وذات العلاقة، بما في ذلك المجتمع الذي تقع عليه مسؤولية الإبلاغ في حال معرفة أو الاشتباه بعمليات تجارة وتسويق وتعاطي هذا السم القاتل والمدّمر.
وذكر رئيس مجلس الوزراء، أن أعداء الشعوب والأمم، حينما يفشل استهدافها عبر العمليات العسكرية والأمنية، تلجأ إلى وسائل أخرى أشد فتكًا ومنها الحرب الثقافية والأخلاقية أو إغراق المجتمعات المستهدفة بالمخدرات، معبرًا عن الأمل في أن تكلل الندوة بنتائج تسهم في تطوير آليات وعمل المكافحة لهذه الآفة الخطيرة.
فيما أكّد نائب وزير الداخلية، اللواء عبدالمجيد المرتضى، أن المخدرات تُعد من أخطر المشكلات التي تفتك بالمجتمعات وتستهدف فئة الشباب بشكل خاص، باعتبارهم عماد الحاضر وأمل المستقبل.
وأشار إلى أن المخدرات باتت من أبرز أدوات العدو لضرب المجتمعات من الداخل، من خلال تسهيل تهريبها ونشرها بين أوساط المجتمع بهدف تفكيكه وإفساده.
ودعا اللواء المرتضى إلى تكاتف كافة الجهود الرسمية والمجتمعية، والعمل بفاعلية لنشر الوعي بمخاطر المخدرات، لاسيما في أوساط النشء والشباب، مؤكداً أهمية ترسيخ القيم الإيمانية في نفوسهم وتحذيرهم من مكامن الخطر.
وفي الندوة التي حضرها وكيلا وزارة الداخلية لقطاعي الموارد البشرية والموارد المالية اللواء علي سالم الصيفي والأمن والشرطة اللواء أحمد علي جعفر، ومدير أمن أمانة العاصمة اللواء معمر هراش، وقيادات من وزارة الداخلية والجهات ذات العلاقة، استعرض رئيس الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية، الدكتور علي عباس، الجهود الرقابية التي تبذلها الهيئة في متابعة وضبط الأدوية المصنعة محلياً والمستوردة، بما في ذلك الرقابة على تداولها وتداول المواد التي يمكن أن تُستخدم في صناعة المواد المخدرة.
وأكد أهمية تنسيق الجهود بين مختلف الجهات ذات العلاقة، وتفعيل آليات الرقابة، واللجان المشتركة، واعتماد نماذج إجرائية محدّثة تضمن دقة المعلومات واكتمال البيانات الإحصائية.
من جهته قدّم أستاذ القانون الجنائي بأكاديمية الشرطة، الدكتور منير الجوبي، ورقة عمل، استعرض من خلالها الجوانب الدينية، والأخلاقية، والاجتماعية، والاقتصادية المتعلقة بآفة المخدرات، إضافة إلى الأحكام الشرعية والقانونية الخاصة بها.
وتناول أركان جريمة المخدرات وأنواعها المختلفة، مشدداً على أهمية تحديث قانون مكافحة المخدرات بما يواكب تطورات الجريمة، لاسيما والقانون المعمول به حالياً صدر قبل 32 عاماً، داعياً إلى الاهتمام بالتأهيل المستمر للكادر الأمني المختص بهذا المجال.