الصمود حتى النصر

ماذا حقّق كيان العدوّ الصهيوني من عدوانه على إيران؟

الصمود//تقرير//إبراهيم الديلمي//

لا شك أن العدوان الإسرائيلي الأخير على الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد تم بالتواطؤ المباشر مع الولايات المتحدة، بدليل ما صرّح به العدوُّ الصهيوني نفسُه عقبَ مباشرته للعدوان، من أنه جاء بتنسيق مسبق مع واشنطن؛ إذ كان لديها عِلْمٌ بما سيجري.

إضافة إلى ذلك، تؤكّـد التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمسؤولين الأمريكيين والصهاينة مشارَكةَ القوات الأمريكية في العدوان على إيران، وفي عمليات إسقاط الصواريخ الإيرانية، وبالتالي نجدُ أن العدوانَ الآثم قد تم الإعدادُ له مسبقًا فيما بين الولايات المتحدة والعدوّ الصهيوني، وأن المسألة ليست سوى (تبادل أدوار)، وأنها تأتي في سياق لَــيٍِّ الذراع الإيراني لإخضاع طهران وجَـــرِّها إلى التماهي مع الإرادَة الأمريكية والصهيونية، وُصُـولًا إلى تجريدها من كُـلّ عوامل القوة التي تمتلكُها المتمثلة في برنامجها النووي وقوتها الصاروخية المتصاعدة.

ويأتي العدوان الإسرائيلي على إيران لتحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية والأمنية، من أبرزها تدمير البرنامج النووي للأغراض السلمية، حَيثُ يعد هذا هو الهدف الأبرز للعدو الإسرائيلي الذي يسعى من خلاله -بحسب مزاعمه- إلى منع إيران من الوصول إلى قدرة نووية عسكرية تهدّد تفوقه الاستراتيجي بالمنطقة.

خيبةٌ مبكرةٌ في تحقيق الأهداف:

وبالنظر إلى معطيات المعركة اليوم نجد أن العدوّ قد أخفق في تحقيق هذا الهدف وهو ما أكّـدته القناة الـ13 العبرية نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، والذي قال: “لن نتمكّن من تدمير كُـلّ البنية التحتية النووية لإيران، وواضح أن ذلك سينتهي باتّفاق”؛ ما يؤكّـد أن العدوّ الصهيوني قد فشل في تحقيق هذا الهدف.

ومن الأهداف الاستراتيجية للعدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محاولةُ العدوّ الإسرائيلي فرضَ نفسِه كقوة مهيمنة على المنطقة، بحيث يكون لها أن تفعل ما تشاء تجاه إيران وتجاه أية دولة أُخرى مدرجة ضمن مخطّطها التوسعي الرامي إلى استباحة واحتلال دول عربية بعينها، وهذا ما أكّـد عليه اليوم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في كلمته اليوم بمناسبة يوم الولاية، مبينًا أن الأُمَّــة بحاجة إلى استعادة معادلة الردع في مواجهة العدوّ الإسرائيلي وليس القبول بمعادلة الاستباحة، ونجد أن العدوّ قد فشل أَيْـضًا في تحقيق هذا الهدف؛ إذ سَرعانَ ما تحولت النشوة الصهيونية عقب الهجوم الاستباقي الغادر على إيران إلى حسرات وويلات، بعد عجز العدوّ الواضح عن التصدي للهجوم الإيراني الساحق عليه.

 

ويكمُنُ الهدفُ الثالث من العدوان الإسرائيلي على إيران، في الهروب من أزمات الكيان الداخلية وتعزيز موقف نتنياهو سياسيًّا، وهنا يرى خبراء أن دوافع الهجوم لا تقتصر على تعطيل البرنامج النووي الإيراني، بل تشمل تعزيز موقف نتنياهو سياسيًّا ومحاولة تصوير القيادة “الإسرائيلية” بمظهر الحامي القوي أمام رأي عام محبط ومحكوم بمِلَفّات فساد وصعوبات داخلية.

وفي هذا الشأن، تؤكّـد صحيفة “الواشنطن بوست” أن “نتنياهو احتفل بنجاح العمليات الميدانية، لكنه لم يمتلك هدفًا استراتيجيًّا واضحًا سوى تعزيز وضعه السياسي داخليًّا. ”

أما صحيفة “الجارديان” فحذرت من أن التصعيد العسكري “قد يكون وسيلة لتقوية قبضة نتنياهو الداخلية وعرقلة الدبلوماسية الأمريكية الإيرانية”.

وبدورها أكّـدت “الفايننشال تايمز” أن الهجوم “جزء من استراتيجية اقترنت بانعدام الشعبيّة الداخلية واتّهامات جنائية ضد نتنياهو”.

تبعات العدوان:

يُجْمِعُ الخبراء السياسيون أن الجريمةَ العدوانيةَ الإسرائيليةَ على إيران مثَّلت منعطفًا خطيرًا سيطرحُ سيناريوهاتٍ كارثيةً تتمثل فيما يلي:

• تهديد أمن كيان العدوّ الصهيوني، وقد تجلَّى ذلك في الرد الإيراني الساحِقِ على العدوان، الذي رأيناه، أمس، ولم يشهد العدوّ مثله منذ وجوده وإلى اليوم؛ لذا فَــإنَّ استمرار العدوّ الصهيوني في حماقاته واعتداءاته على إيران سيكون بمثابة الكارثة عليه وعلى المغتصِبين الصهاينة وسيدفعهم إلى الرحيل، كما أن استمرار العدوّ الصهيوني في حماقاته وعدوانه سيؤدي حتمًا إلى ردود إيرانية أشد قسوة في الأيّام القادمة.

• توسيع دائرة الصراع الإقليمي في المنطقة.

• زعزعة الأسواق والتأثير عليها عالميًّا.

• جمودٌ دبلوماسي حول المِلَفِّ النووي وهو ما أكّـد عليه، اليوم السبت، وزير الخارجية العُماني الذي أعلن إلغاءَ عقد المحادثات الإيرانية الأمريكية التي كان مقرّرًا عقدُها في مسقط غدًا يوم الأحد.

• تعرية هشاشة المنظومات التحصينية الإسرائيلية بطبقاتها الأربع، وكشف سوأة العدوّ الإسرائيلي بشكل فاضحٍ ومخزٍ.

نقلا عن موقع المسيرة نت