الصمود حتى النصر

نص كلمة السيد القائد بمناسبة يوم الولاية 18 ذو الحجة 1446هـ

الصمود/

 كانت النتيجة: أن ذلك الحج، في ذلك العام، لربما كان من حيث كثرة الحجاج وتوافدهم غير مسبوق ما قبله في تاريخ الجزيرة العربية، يعني: لم يسبق أن حج العرب إلى بيت الله الحرام بتلك الأعداد الكبيرة، والجموع الغفيرة، في السنوات الماضية ما قبل ذلك، سواءً ما قبل الإسلام في العصر الجاهلي، أو ما قبل ذلك أيضاً، في الامتداد الذي كان امتداداً لنبي الله إسماعيل “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، ونبي الله إبراهيم، ومِلَّة نبي الله إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، أو حتى في المرحلة الإسلامية، كان ما قبل ذلك هو الحج الإسلامي في السنة التاسعة للهجرة، لم يكن الحضور فيه بذلك الشكل، ولم يحضر فيه النبي “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ”.

 

فعملية الاستنفار الواسع، والتحشيد الكبير، للمشاركة في أداء الحج في ذلك الموسم نجحت بشكلٍ كبير، وكان الحضور بعشرات الآلاف، وبأكثر من مائة ألف حاج، وكانت هذه الأعداد، مقارنةً بالتعداد السكاني لذلك العصر، نسبةً مهمة، يعني: على مستوى الجزيرة العربية لربما قد تكون خمس السكان، أو قريباً من ذلك، يعني: نسبة ضخمة جدًّا من الحجاج مقارنةً بعدد الناس آنذاك في ذلك الزمن.

 

رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” حج في تلك السنة بنفسه، وحشد الناس للحج بأقصى ما أمكن، وسُمِّي ذلك العام، وسُمِّي حج النبي “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” في ذلك العام بحجة الوداع، وهذا الاسم له مدلوله، لماذا؟ لأن النبي “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” ودَّع أمته في ذلك الحج، ودَّعها وأشعرها بقرب رحيله من هذه الدنيا الفانية إلى عالم الآخرة، وهذا شيءٌ محزنٌ وكبير، يعني: حدث كبير بالنسبة للأُمَّة، له التزاماته، وما يترتب عليه أيضاً من مخاطر، ومن التزامات مهمة جدًّا في واقع الأُمَّة، بما يضمن لها الاستمرار على نهج الإسلام والاتِّباع لرسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، المسألة كبيرة جدًّا بالنسبة للأُمَّة، وفعلاً كبيرة، وكان لها تداعياتها، وآثارها… إلى غير ذلك.

 

في حَجَّة الوداع هو ودَّعهم، قال لهم: ((وَلَعَلِّي لَا أَلْقَاكُم بَعْدَ عَامِي هَذَا))، وعبارات أخرى، من ضمنها: ((يُوشِكُ أَنْ أُدعَى فَأُجِيب))، ((يُوشِكُ أَنْ يَأتِيَنِي رَسُوْلُ رَبِّي فَأُجِيب))، عبارات وجُمَل في مقامات متعدِّدة، كلها أشعرت هذه الأُمَّة بأنه على مقربةٍ من فراقها، من الوداع لها من المغادرة لهذه الدنيا الفانية.

 

الــوداع، لم يكن هكذا مجرَّد وداع عاطفي، يقول لهم: [أنا أوادعكم، أنا ذاهبٌ عنكم]، وانتهى الأمر، الرسول “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” في مهمته ومسؤوليته الرسالية (تبليغ رسالة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”) هو يُقَدِّم للأُمَّة ما يرتبط بمستقبلها ومصيرها، فيما يمثِّل ضمانةً لها إذا تمسَّكت به بالاستقامة التَّامَّة على رسالة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”؛ ولـذلك كان لكل ما يقدِّمه من التعليمات، ومن الحقائق، ومن الهدى، في حجة الوداع، وما بعدها، وما يرتبط بها، أهمية كبرى للأُمَّة فيما يتعلَّق بحاضرها آنذاك، وبمستقبلها، وبمستقبلها، فكانت المسألة مهمة.

 

يعني: هو عندما كان يخبرهم أنه على وشك الرحيل من هذه الحياة، يخبرهم في سياق ما يقدِّمه لهم من تعليمات ذات أهمية كبيرة جدًّا لهم في مستقبلهم، وفي ضمان استمراريتهم على منهج الله الحق ورسالة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”؛ ولـذلك كانت هذه المسألة مهمة، فهو يوصيهم، ولكنَّها وصية الرسول “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ”، في تقديم أهم التعليمات، التي تتضمن أهم الضمانات للاستقامة لمسيرة الأُمَّة على أساس منهج الله الحق، وهديه القويم في صراطه المستقيم، وهذه مسألة في غاية الأهمية.

 

رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” أقام الحج، وعلَّم الأُمَّة بنفسه أيضاً مناسك الحج بالتفصيل، وقدَّم التعليمات المهمة جدًّا في خطبة يوم عرفة، وهي خطبة شهيرة جدًّا، وكان من ضمن ما ورد فيها: (حديث الثقلين)، وغير ذلك من التعليمات المهمة: في تحريم حرمة دماء المسلمين على بعضهم البعض، وكذلك ما يتعلَّق بحرمة أعراضهم، وأموالهم، وممتلكاتهم، والحث على وحدتهم، وتعاونهم، واستقامتهم على منهج الله الحق… وغير ذلك.

 

بعد اكتمال الحج، والعودة من مكَّة، وصل رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” ومعه الحجيج، وهم عائدون من مكَّة، إلى (الجحفة)، وهي منطقة ما بين مكَّة والمدينة، وهي إلى مكَّة أقرب، في هذه البقعة (الجحفة) غدير يُدعى بـ(غدير خُم) في الوادي نفسه (وادي خم)، والوادي في نفس المنطقة، في هذه المنطقة، وما قبل افتراق الحجاج؛ لأن من بعدها سيتفرق الحُجَّاج في وُجُهاتهم إلى بلدانهم، فما قبل هذا الافتراق نزل على رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}[المائدة:67].

 

هذه الآية المباركة من المُتَّفَق على أنها من الآيات الأخيرة في القرآن الكريم، من آخر الآيات نزولاً، ومع ذلك تتضمَّن هذا المنطق العجيب، وهذا التأكيد الكبير، الذي يُبَيِّن لنا نحن- نحن المسلمون- يُبَيِّن لنا أهمية محتوى ذلك البلاغ، أنه بلاغٌ في غاية الأهمية، مع أن الرسول “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” عندما نزلت عليه هذه الآية المباركة، قد بلَّغ مبادئ الإسلام الكبرى، وفي مقدِّمتها: التوحيد لله، وحارب الشرك، وعمل على إنهائه في الجزيرة العربية بشكلٍ كامل، وفي نفس الوقت بلَّغ بقية مبادئ الإسلام وشرائعه، وأركان الإسلام، كذلك ما يتعلَّق بالمواقف، المواقف الواضحة والصريحة من كل فئات الطغيان، والكفر، والشر، والضلال، والباطل، سواءً في مواجهته مع مشركي العرب، أو مع اليهود، أو مع النصارى، كل هذا قد بلَّغه كمواقف، أو تشريعات إلهية (شرائع، وفرائض)، أو مبادئ وأسس ومعتقدات، فهو في المرحلة الأخيرة من حياته، ما قبل وفاته بأقل من ثلاثة أشهر، إذاً يبقى هناك موضوعه في غاية الأهمية، وأهميته مرتبطةٌ بماذا؟ بكمال الدين، بقيام أمر الإسلام، واستقامة أمر الإسلام، وتمام هذا الدين؛ ولهـذا عبَّر عن هذه المسألة بِدِقَّة في قوله تعالى: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}[المائدة:67]، مما يوضِّح أن النقص المتعلِّق بهذه المسألة، لو لم يبلِّغ بها النبي “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، ليس نقصاً عادياً، ولا هامشياً، بل هو نقص يمتد كل أثره على محتوى الرسالة الإلهية، في فاعليتها، في دورها، في حضورها، في استقامة واقع الأُمَّة عليها، فهو نقصٌ خطيرٌ جدًّا، لو لم يتم الإبلاغ بهذا البلاغ العظيم؛ لكان ذلك نقصاً وثلماً كبيراً في هذا الدين، كذلك على مستوى الالتزام والاهتمام بمضمون هذا البلاغ في إقامة الدين، استقامة أمر الأُمَّة على أساسه، كل هذا يوضِّحه قول الله تعالى: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}[المائدة:67].

 

هناك أيضاً السياق القرآني، الآيات القرآنية؛ لأن هذا الموضوع أيضاً أتت الآيات المباركة عنه في (سورة المائدة)، وأيضاً في سياقٍ مهمٍ جدًّا لهذه الأُمَّة، كله يدل على أهمية الموضوع، السياق الذي أتى الحديث فيه عن مسألة الولاية وأهميتها في (سورة المائدة)، هو سياق يوضِّح لنا بشكلٍ تام كمسلمين، المخاطر الكبرى علينا في كل عصر، ولاسيَّما في العصور المتأخرة، ولكن في كل عصر؛ لأن واقع الأُمَّة مترابط، وكل مرحلة تؤثِّر على ما بعدها، الخطر الكبير على هذه الأُمَّة من جهة اليهود، وأوليائهم من النصارى، ومخاطر التَّوَرُّط في التَّوَلِّي لهم، وفي الخضوع لولايتهم، وحاجة الأُمَّة الكبيرة جدًّا إلى ما يُحَصِّنها من ذلك، ويحميها من ذلك.

الآيات المباركة في (سورة المائدة) من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة:51]، هي تُحَذِّر بأشد التحذير من التَّوَلِّي لهم، من اتِّخاذهم أولياء، اتِّخاذهم أولياء:

– يشمل التأييد لهم في الموقف.

 

– ثم هم يحاولون أن يسلبوا الأُمَّة عن كل ما يؤهِّلها لتكون بمستوى مواجهة تلك التحديات؛ لأن الارتباط بهدى الله وتعليمات الله يبني هذه الأُمَّة: على مستوى البصيرة، والوعي، والنور، على مستوى الحالة المعنوية، على مستوى زكاء النفوس، يُحَصِّن الأُمَّة من تأثيرات أولئك، في نشاطهم في الإضلال والإفساد، والحرب الفكرية، الحرب الناعمة، الشيطانية، المفسدة، المضلَّة… كل أشكال الاستهداف الفكري، والثقافي، والنفسي، والمعنوي… وغير ذلك، فهم يريدون أن يضربوا هذا الجانب؛ ليسهل عليهم كل شيءٍ بعد ذلك، وهذا فعلاً يحصل.

ولـذلك فالإيمـــان بولايـــة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” هو:

– يصل الأُمَّة بهدى الله وتعليماته الهادية، والمباركة، والحكيمة.

– ويربطها في مختلف شؤون حياتها بذلك، يعني: تجعل مسيرتها في الجانب السياسي، في الجانب الاقتصادي، في الجانب الاجتماعي… في مختلف الجوانب الحضارية، على أساس تعليمات الله وتوجيهاته القيِّمة والحكيمة.

– ويربطها بنهج الله الحق، وهذا شيءٌ مهمٌ للأُمَّة: أن تتَّجه على أساس نهج الله وهديه وكتابه؛ وبالرموز الهداة، الذين يتحرَّكون بها على هذا الأساس، يسيرون بها على أساس هدى الله وتعليمات الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

– ويحميها من الموالاة لليهود، ومن الخضوع لأمرهم.

العدوان الإسرائيلي على إيران عدوان مكشوف، واضح، بلطجي، وقح، لا يراعي أي اعتبارات، حتى القانون الدولي، والمواثيق التابعة للأمم المُتَّحِدة وغيرها، اعتداء على دولة ذات سيادة، وهي دولة مستقلة، وفي نفس الوقت اعتداء ظالم وإجرامي:

– استهدف قادة عسكريين إيرانيين.

– استهدف علماء في المجال النووي.

– واستهدف أيضاً أبناء الشعب الإيراني، وهناك شهداء وجرحى من بقية أبناء الشعب الإيراني من غير العسكريين أيضاً.

– واستهدف منشآت عسكرية، ومنشآت متنوعة.

– واستهدف- في خطوة عدوانية خطيرة جدًّا- منشأةً نووية، ومعنى ذلك: أنه لم يكن يبالي بما قد يحدث نتيجةً لذلك من تلوثٍ إشعاعيٍ نوويٍ له مخاطره الواسعة، يعني: لم يكن عنده أي تَحَرُّج من ارتكاب جريمة كبيرة جدًّا، قد تكون لها تداعيات وآثار ومخاطر كبيرة، لولا أنَّ هناك إنشاءات أرضية كبيرة في تلك المنشأة النووية؛ لربما كانت النتائج خطيرة جدًّا لعدوانه عليها، فهو متقدِّمٌ وجريءٌ لارتكاب جريمة فظيعة جدًّا.

العدو الإسرائيلي ليس له أي تبرير صحيح أبداً لعدوانه على الجمهورية الإسلامية في إيران، كل ما يرفعه من تلفيقات، وذرائع، ومبررات، هي سخيفة للغاية، سخيفة جدًّا جدًّا جدًّا.

المواقف بالنسبة للدول العربية والإسلامية: هي مجمعة على إدانة العدوان الإسرائيلي على إيران، وهذا شيء جيد وإيجابي، وهو المفترض بكل المسلمين جميعاً في البلاد العربية وغيرها، أن يكون موقفهم على المستوى السياسي، وعلى المستوى الإعلامي… وعلى كل المستويات، هو مساند للجمهورية الإسلامية؛ باعتبارها معتدى عليها، ومظلومةً، العدو الإسرائيلي في عدوان غاشم إجرامي، له مخاطره حتى على مستوى المنطقة بكلها.

المهم من الجميع، من كل الأنظمة العربية والإسلامية: أن تكون ثابتةً على موقفها في إدانة العدوان الإسرائيلي، مستمرةً على ذلك، أن يبقى موقفها السياسي، والإعلامي… وعلى كل المستويات، داعم للموقف الإيراني، وألَّا تخضع للإملاءات الأمريكية والغربية في اتِّخاذ موقف مغايِّر سراً أو علناً.

بالنسبة للموقف الغربي، فهو واضحٌ في انحيازه- كالعادة- مع العدو الإسرائيلي، وكل ما يسعى له الأمريكي، البريطاني، الفرنسي، المجتمع الغربي بشكلٍ عام، هو: احتواء الرد الإيراني، الشيء الذي يركِّزون عليه: احتواء الرد الإيراني، وإذا لم يتمكنوا من احتوائه بالضغط السياسي وغيره، فمحاولة التعاون مع العدو الإسرائيلي في التَّصَدِّي للرد الإيراني، هذا هو التَّوَجُّه الواضح بالنسبة لهم، وهذا من الشواهد الواضحة على توجُّهاتهم العدوانية ضد أُمَّتنا، وأنهم بعيدون كل البعد- بل ومتباينون تماماً- مع العناوين التي يرفعونها: عن حقوق الشعوب، عن حقوق الإنسان، عن حقوق الدول، حتى فيما يتعلَّق بالقانون الدولي وغيره.

فيما يتعلَّق بالموقف الإيراني، فهو قوي، ومتكامل (رسمياً، وشعبياً)، وهو يمتلك المقومات اللازمة لقوة الموقف (معنوياً، ومادياً)، وبدأ الرد فعلياً بـ(عملية الوعد الصادق 3)، وأمطر كيان العدو الإسرائيلي بالصواريخ المدمِّرة والفتَّاكة، وبزخمٍ كبير.

وضع الجمهورية الإسلامية في إيران متين، ومتماسك: عسكرياً، اقتصادياً، اجتماعياً، شعبياً، رسمياً، قيادياً، بنية النظام الإسلامي بنية قوية ومتماسكة، والعدو الإسرائيلي تورَّط في عدوانه على الجمهورية الإسلامية، وهذا العدوان هو لن يتَّجه بالجمهورية الإسلامية إلى الانهيار والضعف، بل هو فرصةٌ لها؛ لإلحاق الهزائم الكبيرة بالعدو الإسرائيلي، والتنكيل به، وإعادة الاعتبار للجمهورية الإسلامية، ولهذه الأُمَّة بكلها، تجاه غطرسة، وبلطجة، ووحشية، وإجرام، وطغيان العدو الإسرائيلي.

يبالي بها، بل هي من ضمن البلدان التي يعتبرها في مخططه الصهيوني من البلدان التي يسعى إلى احتلالها، والسيطرة عليها، ليس فقط في الجو، واستباحة الأجواء؛ بل السيطرة الكاملة عليها، وهذا يبيِّن حاجة هذه الأُمَّة- فعلاً- إلى الردع، إلى استعادة معادلة الردع في مواجهة العدو الإسرائيلي، وليس القبول بمعادلة الاستباحة.

نَسْألُ اللَّهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيه عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيْعُ الدُّعَاء.

وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛