الصمود حتى النصر

سماء اليمن تتلألأ بأنوار الولاء.. احتفاءً بولاية الحق

الصمود//تقرير//

المحويت أشرقت أركانها بأنوار الولاية، وتماوج الضوء في أزقتها وتلالها، في مشهد يفيض بالسكون والبهاء، ويلقي بظلال من القداسة والجمال على سمائها المتوشحة بالعهد، لتضيف بهذه الأنوار صفحة جديدة في سجل الارتباط الوثيق بالقيم التي يحملها يوم الغدير.

الجوف أطلقت الألعاب النارية على امتداد صحرائها وهضابها، وتدفقت الأنوار من أعماق المكان، لترسم حالة وجدانية نابضة، تتنفس من روح المناسبة وتعبر عن عمق الانتماء، وكأن الرمال والسهول تعلن البيعة بطريقتها الخاصة في حضرة ولاية الحق.

مأرب أشعلت أفقها بلغة الضوء، التي ازدانت فوق روابيها، وتشكلت خطوط النور كأنها مداد من ذهب يكتب به عهد لا يتغير، فتجلت مأرب كواحة متقدة بالعزة والإيمان، حافظة لدورها التاريخي الممتد في معركة القيم والولاء الحق.

وفي البيضاء، امتدت أضواء الألعاب النارية على امتداد الهضاب والقرى، وتلألأت الأنوار الزاهية من رؤوس الجبال حتى بطون الأودية، في مشهد تناغمي يعبر عن الاحتفاء الصادق بيوم الغدير، إذ غمرت هذه الألعاب سماء المحافظة بسكونها المهيب، وكأن الأرض تعلن من خلالها وفاءها المتجذر لولاية الإمام علي، وارتباطها المستمر بنهج العدالة والنور.

وفي بقية المحافظات، اتسعت السماء لحكايات الضوء القادمة من كل اتجاه، وتهادى النور فوق الأرياف والحواضر، لتتوحد الأرض اليمنية في فسيفساء نورانية تخلد هذه الذكرى، وترسم للعالم وجها يمانيا مضيئا بالعهد والولاء، يؤكد أن يوم الولاية شاهد حضاري ممتد في الزمن والوجدان.

وهكذا اكتملت اللوحة اليمنية في ليلة الولاية، حيث امتزجت الروح بالإيقاع البصري، وتحولت الجغرافيا إلى ساحة احتفال كبرى تنطق بالإيمان والوفاء والوعي التاريخي المتجذر، في تجسيدٍ حي لمكانة يوم الغدير في الوعي الجمعي، وكمشهد جامع تتلاقى فيه الأرض والسماء على عهد لا ينكسر، وبيعة تتجدد مع كل ومضة ضوء ومظهر فرح.

تتنوع مظاهر الاحتفال عشية ذكرى الاحتفال بيوم الولاية في اليمن بين أضواء الألعاب النارية والشعارات والرايات والأنشطة الثقافية، في مشهد يمتد من المدن إلى القرى، ويعكس انسجاما جماهيريا فريدا، تعبيرا عن الانتماء الأصيل للقيم التي يمثلها الإمام علي عليه السلام.

تحضر المناسبة في الوعي اليمني بوصفها يوما للارتباط بالقيم الكبرى، وللتأكيد على مبدأ القيادة الربانية العادلة، ويتجاوز الاحتفال طابعه الموسمي، ليصبح تظاهرة روحية ووطنية تعبر عن تمسك متجذر بمنظومة قيم ترتكز على الحق والنصرة والولاء النقي.

إن مفهوم الولاية، كما يحيا في وجدان اليمن، مبدأ حي يتجلى في السلوك والوعي العام، ويشكل بوصلة للهوية والبناء، وهو ما يجعل من هذه الذكرى مناسبة جامعة تزداد رسوخا عاما بعد عام، وتؤكد أن الوعي اليمني يحتفي بالعهد بوصفه نهجا متصاعدا نحو المستقبل.