دلالات تصريحات قائد القوات المسلحة.. أسلحة متطورة قادمة نحو ردع واسع التأثير
الصمود//تقرير//نوح جلاس
أدلى القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، المشير الركن مهدي محمد المشاط، بتصريحات ناريّة، مساء الثلاثاء، أظهرت بعضاً من ملامح المرحلة القادمة من الردع ضد العدو الصهيوني.
رسائل سياسية وعسكرية مزجها المشير المشاط، قد تُشعل فتيل الرعب بشكل غير مسبوق في الوسط الصهيوني، سيّما وأنها تزامنت مع عملية نوعية في عمق الاحتلال، أفرزت تهديدات بالجملة على العدو وقطعانه والمتعاملين معه.
المشاط قال في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية “سبأ”: إن “ردنا على العدوان الصهيوني على بلدنا سيكون في اتجاهات مختلفة، وضرباتنا على العدو الصهيوني ستكون مدروسة فعالة وحيوية تبقي لقواتنا الأفضلية والسيطرة على مسرح المواجهة”، في دلالةٍ على قدوم عمليات مركّزة تعمّق استنزاف العدو وتعقّد المشهد أمامه، سواءً من ناحية التصدي وما يترتب عليه من استنزاف، أو من ناحية التعامل مع نتائج الضربات.
قائد القوات المسلّحة اليمنية أكد دخول أسلحة ردع جديدة واسعة التأثير والإضرار بالعدو ومن يرتبط به، سواءً كان الارتباط سياسياً أو دبلوماسيا أو عسكرياً أو اقتصادياً، حيث أضاف في تصريحاته أن “ميزات الصواريخ اليمنية المعلن عنها سابقًا لم تستخدم بعد والتنسيق مهم قبل استخدامها”.
التنسيق الذي أشار إليه المشاط، يقصد به مخاطبة الدول المتعاملة مع العدو بضرورة الابتعاد عن الخطر القادم، ما يشير إلى شمولية الردع وتوسّع مسرح العمليات وبنك الأهداف.
ونوه إلى أنه “لسلامة سفارات الدول القريبة من أهداف مشروعة لقواتنا في يافا المحتلة، عليها إلزام حكومة العدو إبعادها مسافة كافية لأمنها، وإذا لم تستجب حكومة العدو لأي سفارة بهذا الطلب ننصحها بالإغلاق والمغادرة حتى لا يعرضها العدو للخطر”.
هذا التعميم يؤكد مضي القوات المسلحة اليمنية نحو تنفيذ الردع الجديد بكل إصرار وتحدٍ، مسبوقاً بإعلان تحذيري لإكمال الحجّة.
كما يؤكد أيضاً حتمية عجز العدو عن التعامل – بأي شكل من الأشكال – مع طبيعة العلميات القادمة؛ وهو ما استدعى تحذير الدول ونصحها بالمغادرة.
وفي هذا السياق منح المشاط فرصة للدول التي لا ترغب بمغادرة فلسطين المحتلة بأن عليها “التواصل مع خارجيتنا بصنعاء للتأكد من خلو محيطها من أي هدف مشروع لقواتنا”، لكنه لفت إلى وجود رصد دقيق ومعلومات مُثْبتة لدى القوات المسلحة اليمنية بهذا الشأن؛ ولذا اختتم تصريحاته بالقول: “سنوجه خارجيتنا بإفادة أي دولة عن وضع سفارتها في الكيان الصهيوني”.
هذه الإنذارات والتحذيرات والنصائح، تؤكد أن بنك المعلومات والأهداف بات جاهزاً، لكن الأمر يستدعي التحقّق بشكلٍ أكبر، كون الرسائل تُنذر بردع بالغ الأثر وواسع التأثير، وهو ما يوجب التثبَت؛ لتضيف اليمن ميزة أخلاقية إلى ردعها الرامي لوقف الإجرام.
وفي السياق، وعقب تحذيرات المشاط بشأن سفارات الدول وما ينبغي عليها فعله، صرّح السفير الأمريكي لدى العدو “مايك هاكابي” لقناة فوكس نيوز، بأنه لا مأمن لأحد داخل يافا من الصواريخ اليمنية، موضحاً أن طاقم السفارة بكامله يضطر للهروب إلى الملاجئ بسرعة فائقة؛ للبحث عن الحماية، مؤكداً أن الحال ذاته حتى مع موظفي أهم المفاصل الحساسة التابعة للكيان، والذين يجدون أنفسهم أمام خيار وحيد للنجاة، وهو الهروب إلى الملاجئ، دون التعويل على أنظمة الدفاع الأمريكية و”الإسرائيلية”.
وبالعودة إلى الصواريخ التي ألمح إليها رئيس المجلس السياسي الأعلى، فإن العملية الأخيرة على مطار اللد مساء الثلاثاء، حملت في طياتها متغيرات جديدة، حيث حققت إصابة مباشرة في محيط المطار، وتسببت في تصاعد ألسنة دخان في أماكن متفرقة بداخله، فيما تكهّن الإعلام الصهيوني بوجود عدة شظايا متفجرة على رأس الصاروخ.
وعلاوةً على ذلك أظهرت العملية قدرة الصاروخ على المناورة وتجاوز أكبر قدر من الصواريخ الاعتراضية، حيث حاول العدو التصدي بأكثر من 13 صاروخاً، ففشلت جميعها، ثم تحوّلت إلى تهديدات إضافية سقطت على ممتلكات ومنازل الغاصبين وخلفت أضراراً لديهم، وأطالت أمد بقائهم تحت الرعب وداخل الملاجئ.
المعطيات والمؤشرات تقود نحو مرحلةٍ جديدة من الإسناد اليمني للشعب الفلسطيني، والردع ضد العدو الصهيوني، وقد تكون كفيلةٍ بإيقاف الإجرام، سيما وأن البيان الأخير للقوات المسلحة اليمنية لمّح بقرب العمليات الصاروخية على ميناء حيفا، والذي يعتبر استهدافه خليطاً من الأوراق الضاغطة على العدو، اقتصادياً وأمنياً وعسكرياً.
نقلا عن موقع المسيرة نت