الصمود حتى النصر

زلزال البحر الأحمر: اليمن يسحق أسطورة “ترومان” والبنتاغون يغرق في تحقيقات الكارثة

الصمود//تقرير//

في ظل التصعيد العسكري المتواصل في البحر الأحمر، يواصل اليمن إحداث تحول غير مسبوق في معادلات المواجهة البحرية، حيث أظهرت العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد الأسطول الأمريكي، وفي مقدمتها حاملة الطائرات “يو إس إس ترومان”، قدرتها على استهداف أكثر المنظومات العسكرية تطوراً في العالم.

فقد شكلت الضربات المتتالية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على المجموعة القتالية لـ”ترومان” منذ أواخر 2023، تطوراً استراتيجياً لافتاً، ألحق أضراراً مادية وبشرية وأحدث ارتباكاً واضحاً داخل البحرية الأميركية.

في هذا السياق، كشفت صحيفة :وول ستريت جورنال: أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فتحت تحقيقاً واسعاً في سلسلة من الحوادث التي طالت “ترومان”، من بينها فقدان ثلاث طائرات مقاتلة، إلى جانب وقوع حادثي تصادم بحريين منفصلين، في مؤشر يعكس حجم الضغوط والتحديات التي واجهها الأسطول الأمريكي في مياه البحر الأحمر.

وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البنتاغون يجري تحليلا دقيقا لكيفية تمكن القوات اليمنية من اختبار قدرات ما يعد أقوى أسطول بحري في العالم، في إشارة إلى الأسطول الأميركي العامل في البحر الأحمر.

وبحسب مسؤول أميركي تحدث للصحيفة، فقد شاركت نحو 30 سفينة أميركية في عمليات قتالية بالبحر الأحمر منذ أواخر عام 2023، وهو ما يمثل قرابة 10% من إجمالي أسطول البحرية الأميركية.

وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة استخدمت ذخائر ضد الجيش اليمني تقدر قيمتها بأكثر من 1.5 مليار دولار منذ بدء تلك العمليات، مشيرا إلى أن هذه المواجهات وفرت للبحرية الأميركية “تجربة قتالية لا تقدر بثمن”.

وتعكس هذه التطورات حجم التحول الذي فرضته العمليات اليمنية في معادلات القوة العسكرية البحرية، ليس فقط على مستوى الإقليم، بل أيضاً في حسابات الاستراتيجية العسكرية الأميركية.

ففي وقت كانت فيه واشنطن تقدم أساطيلها كرمز للردع والحصانة، جاءت الضربات اليمنية النوعية لتكشف هشاشة هذه المنظومات أمام إرادة المواجهة والتكتيك العسكري الدقيق.

ومع استمرار التصعيد، تبدو حاملة الطائرات “ترومان” وكافة حاملات وسفن الأسطول الأميركي في البحر الأحمر، أمام تحد غير مسبوق، قد يعيد رسم قواعد الاشتباك في واحدة من أهم الممرات المائية في العالم، ويضع الولايات المتحدة أمام واقع جديد يصعب تجاهله، أو تجاوزه بتقارير داخلية وتحقيقات مغلقة.

نقلا من موقع 21 سبتمبر