الشعب اليمني يقتحمُ العامَ الثالث من الطوفان بمسيرات وتطبيقات عسكرية ومناورات تؤكّـد الجاهزيةَ لكل الخيارات
الصمود//تقرير //
في مشهدٍ مليء بالإصرار والعزيمة والعزة والإيمان، وارتفعت فيه رايات الجهاد والوفاء، تزيّنت ميادين اليمن وقراه هذا اليوم بمسيراتٍ ووقفاتٍ وتطبيقاتٍ قتالية، جسّدت استعداد الشعب لخوض العام الثالث من الطوفان بكل قوة، ما يؤكّـد عمق التلاحم بين الشعب اليمني والقضية الفلسطينية.
ومن العاصمة صنعاء، وتحديدًا في مديرية صنعاء الجديدة، جاب المشاركون شوارع المدينة في مسيرٍ ووقفةٍ مسلحةٍ حملت دلالاتٍ عميقة على وحدة الموقف الشعبي، وعبّرت عن تضامنٍ صادق مع الشعب الفلسطيني في وجه المجازر الصهيونية.
ورفع المشاركون الأعلام اليمنية والفلسطينية جنبًا إلى جنب، وندّدوا بصمت الأنظمة المطبّعة، مؤكّـدين أنّ المقاومة لم تعد معركة شعبٍ بمفرده، بل هي معركة الوعي والكرامة لكل أحرار الأُمَّــة.
وفي مديرية الحيمة الداخلية في محافظة صنعاء، انطلقت الفعاليات باكرًا، حَيثُ نفذ مجاهدو التعبئة العامة تطبيقًا ميدانيًّا جسّد خبرات المقاتلين الذين تلقّوا تدريباتٍ في دورات “طوفان الأقصى”.
وفي التطبيق حاكى الميدان ساحات القتال، ورسمت الطلقات ملامح الجهوزية لرجالٍ عقدوا العزم على مواصلة معركة التحرّر حتى يتحقّق وعد النصر.
وفي أرجاء المديرية، سارت حشود راجلة في مسيرين ووقفتين، صدحت فيها الحناجر بهتافات النصرة لفلسطين وغزة، مجددين العهد للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والسير في طريق الجهاد المقدّس حتى تتحقّق العدالة وتُرفع رايات الحرية داخل الأقصى الشريف.
وفي محافظة حجّـة، ارتدى المشهد بعدًا آخر من الانضباط واللياقة العسكرية؛ إذ احتشد أبناء مديرية بني العوام في عرضٍ ومسيرٍ لخريجي دورات “طوفان الأقصى”، عكس روح التحدي والإقدام التي تحلّى بها أبناء اليمن وهم يجددون استعدادهم الدائم لمواجهة قوى الاستكبار ومساندة المقاومة الفلسطينية في ميادين المواجهة.
وفي الساحل الغربي، تحولت محافظة الحديدة إلى لوحةٍ حافلة بالعزم، حَيثُ توزعت المسيرات الشعبيّة لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة في مديريات اللحية والمنيرة وباجل والزيدية والزهرة وبيت الفقيه.
أبناء هذه المديريات، من طلابٍ وشبابٍ ومقاتلين، عبروا بخطواتهم الثابتة عن روحٍ لا تعرف الانكسار، وأكّـدوا أن دروس “طوفان الأقصى” لم تكن تدريبًا على السلاح فحسب، بل هي تربيةٌ على الوعي والولاء ومبادئ الحرية، لتبقى فلسطين في وجدان كُـلّ يمني قضيةً لا تموت.
وفي جامعة الحديدة، كان للطلبة حضورهم الخاص، حَيثُ خرج طلاب كليات الفنون والهندسة وعلوم البحار والزراعة في مسيرٍ مهيبٍ تقدمه رئيس الجامعة وعدد من عمداء الكليات، هاتفين للقدس وغزة، ومعلنين أنّ العلم لا ينفصل عن الجهاد، وأنّ وعي الأُمَّــة هو الحصن الأول في مواجهة التطبيع والاستسلام.
وفي محافظة المحويت، خرج أبناء مديرية الطويلة في مسيرٍ مهيبٍ تردّدت فيه هتافات الإباء واليقين، معلنين الجهوزية الكاملة للانخراط في صفوف الأُمَّــة الواحدة دفاعًا عن الأقصى، ومجددين العهد بمواجهة كُـلّ أشكال الوصاية والهيمنة الأمريكية الغربية الصهيونية.
ورأى المشاركون في السابع من أُكتوبر نقطة تحولٍ كبرى، كشفت زيف الادِّعاءات وأسقطت أقنعة المطبّعين، وأظهرت أن خطّ الإيمان والكرامة هو وحده القادر على صنع التاريخ.
وهكذا توزعت لوحات المشهد في عموم المحافظات، لتؤكّـد أن اليمن – بشعبه وطلابه ومجاهديه – لا يزال على العهد، يكتب في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى رسالةً واضحة:
أنّ طريق التحرّر يبدأ من الوعي وينتهي بالنصر، وأنّ من آمن بالله وعدالته لا يُهزم، مهما تكاثفت قوى الطغيان، لأنّ وعد الله للمجاهدين بالنصر أقرب من ظنّ المستكبرين بالهزيمة.