الصمود حتى النصر

“اللحوم العيدية والأضاحي”: مشروعٌ يجمع بين الاستدامة والإحسان

الصمود||تقرير||يحيى الربيعي في ظل ظروف معيشية بالغة الصعوبة، وواقع اقتصادي متردٍ خلفه عقد من العدوان والحصار، والذي تعزز مؤخراً بجولتين من العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي، تتجدد شعلة المبادرة والعطاء في نفوس وعزائم اليمنيين. وفي سعي منها لنشر روح التكافل والإحسان المجتمعي لمواجهة هذه التبعات القاسية، تستعد مؤسسة بنيان التنموية -وضمن مشاريع برنامجها الإغاثي “إطعام”- لإطلاق […]

الصمود||تقرير||يحيى الربيعي

في ظل ظروف معيشية بالغة الصعوبة، وواقع اقتصادي متردٍ خلفه عقد من العدوان والحصار، والذي تعزز مؤخراً بجولتين من العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي، تتجدد شعلة المبادرة والعطاء في نفوس وعزائم اليمنيين. وفي سعي منها لنشر روح التكافل والإحسان المجتمعي لمواجهة هذه التبعات القاسية، تستعد مؤسسة بنيان التنموية -وضمن مشاريع برنامجها الإغاثي “إطعام”- لإطلاق مشروع اللحوم والأضاحي العيدية. هذا المشروع الحيوي يأتي بالتعاون الوثيق مع جميع شركاء العمل الإنساني من القطاعات الرسمية والفئات المجتمعية، ليُسطّر فصلاً جديداً في كتاب الصمود والعطاء والإحسان والتكافل.
وبهذا الصدد، صرح منسق مشروع الأضاحي واللحوم العيدية في برنامج “إطعام” بمؤسسة بنيان التنموية، الأستاذ جلال علي الغزالي، أن المؤسسة تضع اللمسات الأخيرة لإطلاق هذا المشروع الضخم، والذي يعتمد في تمويله وتنفيذه على مساندة كريمة من عدد من شركاء الإحسان والعمل الخيري من كافة فئات المجتمع.
وأشار الغزالي إلى أن عملية اختيار المستفيدين تتم وفق معايير دقيقة وشفافة، حيث يتم استهداف الفقراء والمساكين من كافة فئات الشعب اليمني، بغض النظر عن الانتماء أو النوع أو الجنس أو المنطقة. فالمعيار الوحيد الذي يحدد استحقاق المستفيد هو حالته الإنسانية: “فقير أو مسكين”. وأضاف أن الصرف يتم وفق قاعدة بيانات متينة، تم غربلتها وتثبيتها على مراحل متعددة من التحري والتحقق الدقيق من صحة بيانات المستفيدين واستحقاقهم، لضمان وصول العطاء إلى من يستحقه فعلاً.
وتطرق الغزالي إلى أن المشروع يمر بعملية إعداد وتجهيز دقيقة تبدأ بشراء الأثوار (ذكور الأبقار) من الموردين بموجب مناقصة معلنة منذ أكثر من شهرين، مؤكداً أن العملية تتم بحرص ومتابعة فنية دقيقة من قبل مختصي التغذية والبيطريين. يتم فحص المواشي التي يتم ذبحها للتأكد من خلوها من أي أمراض قد تؤثر على صحة الإنسان، كما يتم التأكد من سلامة عملية الذبح والسلخ والتعبئة، ثم تودع اللحوم في الثلاجات الصحية المخصصة لذلك. وأكد أن عملية التعبئة تتم بعناية صحية راقية وملتزمة بالمواصفات السليمة لحفظ ونقل الأغذية، لضمان وصول اللحوم بأعلى جودة.


وأوضح الغزالي أن المشروع يعتمد على شبكة واسعة من المتطوعين، حيث يعمل فيه قرابة ألف متطوع، يتوزعون على أكثر من 160 نقطة توزيع منتشرة في المناطق المستهدفة. وقد تم توزيع هذه النقاط على أساس كثافة المستفيدين، ومراعاة بعدها عن مناطق الازدحام كالأسواق أو الشوارع كثيرة الحركة، وبحيث تكون قريبة من المستفيدين، فلا تحدث عليهم مشقة أو تكاليف. والأهم من ذلك، يتم التوزيع بطريقة تمنع الخدش لكرامة وعزة المستفيدين أو تشكيل أي نوع من الطوابير أو الازدحام أمام النقاط، حتى أنه تم جدولة أوقات التوزيع بين المستفيدين أنفسهم، بحيث يحضرون إلى النقاط على هيئة لا يشعر بها أحد حتى من المارة.
وأضاف الغزالي: “يتم مراعاة أن هناك أناساً متعففين أو نساء لا يمكنهن الخروج إلى مسافات بعيدة عن منازلهن، أو كبار في السن لا يستطيعون الحركة، أو أسر ليس لديها سوى أطفال صغار لا يمكن السماح لهم بالخروج إلى النقاط. في هذه الحالات، يبادر مجاميع من الشباب والشابات المتطوعين إلى إيصال الحصص إلى البيوت، في لفتة إنسانية تزيد من قيمة العطاء”. مشيراً إلى أن هناك حوالي 200 عامل في النقاط الـ 160 يعملون فيها بشكل طوعي بلا أجر طوال العام، بالإضافة إلى 800 متطوع في النقاط الفرعية يعملون على إيصال الخبز اليومي إلى المستفيدين في منازلهم، ما يجسد أروع صور التكافل اليومي.


وقال الغزالي: إن المشروع في موسمه التاسع يهدف إلى المساهمة الفاعلة في إرساء القيم الإنسانية والدينية مثل:

–  الإحسان والتضامن والعطاء، وترسيخها في المجتمع.
–  المساهمة في تعزيز الروابط الاجتماعية والتكافل المجتمعي وذلك بمشاركة المحسنين والداعمين.
–  المساهمة في تلبية احتياجات الأسر الأشد احتياجا، عبر استكمال أهداف برنامج “إطعام” الذي يتضمن توزيعا يوميا للخبر على مدار السنة، ووجبة يومية خلال شهر رمضان، ومواصلة تلك الجهود عبر توزيع اللحوم والأضاحي العيدية إلى منازلهم.
–  تحفيز المجتمع للمساهمة في العمل الخيري عبر فتح باب التبرع أمام فاعلي الخير، للمشاركة في تمويل المشروع.
مؤكدا أن مؤسسة بنيان التنموية هي شريك المجتمع في الخير والإحسان، وتسعى لتوفير أقصى درجات التعاون لتعزيز التكافل المجتمعي، وتحسين الأوضاع المعيشية للفئات الأكثر احتياجاً .


وأشار إلى أن المشروع يستهدف 41 ألف أسرة من أسر الشهداء والجرحى والمرابطين والأسرى والمفقودين، بالإضافة إلى الأسر الأشد فقراً من الفقراء والمساكين من كافة فئات الشعب. ويتم ذلك بتوزيع كمية تقدر بـ 41 طناً من اللحوم والأضاحي العيدية، بواقع كيلوغرام واحد لكل أسرة، لضمان وصول نصيب من الفرحة لكل بيت.
ولفت إلى أن المشروع يمتاز بالاستمرارية والتوسع المستمر طوال 9 نسخ ماضية من المشروع، وفق معايير واضحة ومحددة في اختيار الأسر الأشد احتياجاً من خلال تغطية وتوثيق شامل لأنشطة المشروع بجميع مراحله، وترشيد النفقات التشغيلية بحيث لا تتعدى 3% من قيمة التمويلات. وتوفير قاعدة بيانات محدثة وموثوقة للمستفيدين. ناهيك عن الحرص في الحفاظ على كرامة وعفة المستفيد بانتشار نقاط التوزيع، والحرص على تسليم المساعدات إلى منازل المستفيدين، والامتناع عن تصويرهم، وإشاعة مبدأ الشفافية والمرونة في توفير البيانات المالية وتقارير التنفيذ للداعمين والمتبرعين،  واتباع إجراءات سلسة في استلام الدعم والتبرعات بشكل مباشر أو عبر حسابات البريد والبنوك والهاتف الجوال.  ويعمل على إدارة المشروع فريق متخصص من الأطباء البيطريين وخبراء التغذية لفحص اللحوم والأضاحي، وتوجد غرفة عمليات بخط ساخن على مدار الساعة لمواكبة نشاط المشروع واستقبال المقترحات والشكاوى.
ونوه بأن مرور البلاد بظروف صعبة نتيجة العدوان والحصار ترك أثراً بالغاً على أغلب الأسر اليمنية، فقد أصبحت غير قادرة على توفير الأضاحي واللحوم العيدية لإدخال البهجة والسرور لدى أفرادها. ولأجل التخفيف من هذه المعاناة، تقوم عدد من الجهات الخيرية بمساعدة تلك الأسر المحتاجة وإدخال الفرحة إلى أوساطها.
وأشار إلى الإنجازات السابقة للمشروع، مبيناً أن إجمالي ما تم توزيعه خلال 9 أعوام مضت بلغ 166,789 كيلوغراماً من اللحوم، و61,292  كيلوغراماً من الأضاحي. وقد استفاد من هذه الكميات السخية ما مجموعه 250,289 أسرة (أي ما يعادل 1,752,023 فردا) استفادوا من اللحوم، بينما استفادت 61,292  أسرة (أي ما يعادل 429,044 فردا) من الأضاحي. أرقام تحكي قصة عطاء متواصل وفرحة عمت مئات الآلاف من القلوب.

رحلة من التوسع والعطاء المتواصل

شهد المشروع منذ انطلاقته نموًا مطردًا وتوسعًا ملحوظًا في نطاق خدماته وأعداد المستفيدين، مؤكدًا التزامه بالوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا. نستعرض فيما يلي أبرز محطات هذه الرحلة، والتي تبدأ بالمرحلة الأولى، حيث الانطلاقة الواعدة.
في (1438 هـ – 2017 م)، دُشِّن المشروع كخطوة أولى نحو تحقيق أهدافه النبيلة. تركزت جهود هذه المرحلة على دعم 16,000 أسرة مستفيدة ضمن نطاق أمانة العاصمة وأجزاء من محافظة صنعاء، لتضع حجر الأساس لمستقبل من العطاء.
وفي المرحلة الثانية (1439 هـ – 2018 م)، شهد المشروع تطورًا نوعيًا في مسيرته، حيث ارتفع عدد الأسر المستفيدة ليصل إلى 30,000 أسرة في أمانة العاصمة وأجزاء من محافظة صنعاء. ولم يقتصر التوسع على العدد فحسب، بل امتد ليشمل النطاق الجغرافي، بوصول المشروع إلى مدينة المحويت، ما عكس طموحًا أكبر في خدمة شرائح أوسع من المجتمع.
أما في المرحلة الثالثة (1440 هـ – 2019 م)، فقد حقق المشروع قفزة نوعية كبيرة، إذ تضاعف عدد المستفيدين ليبلغ 40,000 أسرة. وتواصل التوسع الجغرافي ليشمل مدينة عمران، إضافة إلى افتتاح 8 نقاط توزيع جديدة في مديرية بني الحارث بالأمانة. هذه الخطوات عززت من فعالية المشروع وقدرته على الوصول إلى المناطق النائية.
وفي المرحلة الرابعة (1441 هـ – 2020 م)، حظي المشروع بجهود مكثفة في تقديم الدعم، حيث استهدف المشروع 40,000 أسرة مستفيدة بتوزيع 20,000 كيلو من اللحم. ولضمان وصول المساعدات بسلاسة، تم افتتاح 156 نقطة توزيع جديدة، موزعة بين صنعاء (الأمانة والمحافظة) ومدينتي المحويت وعمران، ما رسخ مكانة المشروع كركيزة أساسية في دعم الأمن الغذائي للمجتمعات المستهدفة.

معاً نصنع الفارق.. ونزرع بذور الإحسان

إن نجاح مشروع اللحوم العيدية والأضاحي لخير شاهد على أن التكافل الاجتماعي قد بات واقعاً ملموساً يمكن تحقيقه بفضل الله، ثم بفضل أيادي الخير والعطاء التي لا تعرف الكلل ولا الملل. إن الأسر المحتاجة في اليمن، التي تعاني من ظروف قاهرة وتحديات جمة، تنتظر من الأيادي السخية والقلوب الرحيمة أن تمد يد العون، وأن تشاركهم أفراحهم في الأعياد والمناسبات، لا بكسرة خبز فحسب، بل بجرعة من العزة والكرامة، بلمسة حانية تُعيد لهم إحساسهم بالانتماء والمشاركة.

للتبرع أرسل كلمة “إطعام” إلى 5076، أو أودع مساهمتك عبر حسابات البرنامج:
* لدى كاك بنك: بالريال: 1005802291 – بالدولار: 1005802309
* في البريد اليمني: 520560
* في محفظة جوالي: 998899.
* أو التواصل بالأرقام التالية:
776011155
776011156

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com