اليمنُ يكسر حاجز الصمت ويواجه الطغيان..
الصمود||مقالات||بشير ربيع الصانع
في مشهدٍ يُسطّر في صفحات التاريخ بأحرف من نور، يقف اليمن اليوم شامخًا كقلعةٍ لا تُهدم، محطمًا كُـلّ قيود الصمت ومتجاوزًا حدود الجغرافيا، معلنًا الحظر الجوي على الأراضي المحتلّة، ضاربًا الكيان الصهيوني في مقتل. إنها اللحظة التي قلبت فيها اليمن الموازين وأثبتت للعالم أن إرادَة الشعوب أقوى من أي جبروتٍ أَو طغيان.
وفي وقتٍ كانت فيه القوى الكبرى تهيمنُ على البحار والمضائق، جاء اليمنُ ليعلنَها صريحةً واضحةً: لا مرورَ للسفن الصهيونية من البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن إلا برفع الحصار والعدوان عن غزة العزة. هيمنة عسكرية واستراتيجية عسكرية دقيقة جعلت العالم يعيد حساباته، وأربكت موازين القوى وأوقفت الملاحة الصهيونية.
وفي ضربةٍ عسكرية نوعية، استهدفت اليمنَ خمسُ حاملات للطائرات الأمريكية، وأسقطت طائراتٍ تفاخر بها البنتاغون عقودًا طويلة، مُعلنةً أن فخر الصناعة العسكرية الأمريكية قد تهاوى تحت ضربات أبطال اليمن. وما هي إلا لحظات حتى جاء القرار الأمريكي بالانسحاب من العدوان، مُرغمًا ومكسورًا، بعدَما استحال نصره إلى هزيمةٍ مدوية.
أما فلسطين، فهي حاضرةٌ في قلب اليمن قبل أن تكون على لسانه. لقد حمل اليمن قضية العرب الأولى ودافع عنها بكل ما أوتي من قوة، مُستحضرًا إرث الشهداء وصمود الأبطال. إنها لحظةٌ تاريخية كشفت أن اليمن، الذي تحالفت عليه العرب واعتدت عليه الجيوش، هو ذاته اليوم من يحمل همّ قضايا العرب ويقاتل أعداءهم نيابةً عنهم.
وفي الوقت الذي تهافتت فيه الدول لإعلان الولاء والطاعة للرئيس الأمريكي، خرج اليمن بموقفٍ ثابتٍ لا يتزعزع: لا كبير إلا الله. ويستهدف مطارات العدوّ الصهيوني ثلاث مرات خلال أربعة وعشرون ساعة، هكذا نكل اليمن بجيوش الاستكبار، وأثبت أن العزة لا تُشترى بالمال، بل تُستعاد بالعزم والإيمان.
وقد أضحى البحر الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب ميادين للسيادة اليمنية، لا تمر منها السفن الأُورُوبية إلا بإذن اليمن، مُعلنةً بذلك نهاية عصر الوصاية الدولية على الممرات البحرية. لقد قلب اليمن المعادلات وفرض شروطه على العالم، متوجًا نفسه سيدًا على مياهه، رافعًا راية الكرامة والسيادة دون تراجع.
يا تاريخ! دون هذه اللحظات، واحفرها في ذاكرة الزمان، لتشهد الأجيال أن اليمن بقيادة بن بدر الدين كتب مجده بدماء أبنائه وأعلن سيادته بإرادته. وأنه في قيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وقف اليمن وحيدًا في وجه العالم، ليقولها بصوتٍ عالٍ: هنا اليمن! هنا العزة! هنا العروبة!