نداء السيد القائد.. واستجابة الشعب الموعود
الصمود||مقالات||بشير ربيع الصانع
في ملحمة شعبيّة عظيمة تتواصلُ المسيراتُ المليونية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات والمديريات، بعنوان (مع غزة.. لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع). وكأنها في يومها الأول منذ انطلاق شرارة طوفان الأقصى، يظهر الشعب اليمني متماسكًا كالطود الشامخ، يهدر بصوته العالي، رافعًا راية التضامن مع غزة العزة.
أي شعب هذا الذي لا يكل ولا يمل؟ وأية عزيمة تلك التي تتقد في قلبه كنيران لا تنطفئ؟ إنها ثقافة الإيمان والبصيرة، تلك التي غرستها فيهم قيادتهم الحكيمة. فمنذ أن يصدح صوت السيد القائد بنداء المسؤولية، حتى تهب الجماهير كالأمواج المتلاطمة، تستجيب دون تردّد، وتؤكّـد للعالم أجمع أن اليمن هو الشعب الموعود الذي أشار إليه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين قال: “من هنا يطلع نَفَسُ الرحمن”.
وفي مشهد مهيب، تتوافد الحشود كالسيل الهادر، رافعة رايات الصمود والنصر، لتقول للعالم: لن ننسى غزة، ولن نتركها وحيدة في وجه آلة الحرب الصهيونية. فتلك المسيرات ليست مُجَـرّد تجمعات عابرة، بل هي صرخة مدوية، تحملُ بين طياتها رسالةَ الأُمَّــة بأسرها: أن الأقصى خط أحمر، وأن فلسطين هي قضية كُـلّ عربي ومسلم.
إنه الشعب اليمني الذي أثبت للعالم أنه شعلة لا تنطفئ، وأنه شعب الإباء والصمود، يقف وقفة المجاهدين الصابرين، يرفع شعار الحق في وجه الطغيان، ويؤكّـد أن فلسطين ليست وحدها، وأن اليمن شعب لا يعرف الخنوع، ولا يقبل بالذل، مهما كانت الظروف والتحديات.
وهكذا، يتجدد المشهد في اليمن، شعب لا يعرف السكون ولا يقبل الخنوع، يسير في خطى الأحرار، متمسكًا بثقافة الإباء، مستجيبًا لنداء القائد، موحدًا صرخته مع غزة العزة في مواجهة آلة القتل والتجويع. إنها اليمن التي قالت كلمتها، وأثبتت للعالم أن شعبها هو نفَسُ الرحمن، وأنها باقيةٌ على عهد الوفاء حتى يتحقّق وعد الله بالنصر والتمكين.