من السعودية إلى قطر ثم الإمارات.. ترامب يجني التريليونات بينما غزة تحترق
الصمود||تقرير||محمد الأسدي
اختتم الرئيسُ الأمريكي، دونالد ترامب، جولتَه الخليجيةَ بزيارةٍ إلى دولةِ الإمارات العربية المتحدة، محقِّقًا حَصَادًا ماليَّا ضَخمًا تجاوَزَ التوقُّعات.
وبحسب ما ورد، حصَدَ ترامب من هذه المحطة الأخيرةِ تريليونًا وأربعَمِئة مليار دولار، متفوِّقًا بذلك على ما تم جمعُه في محطتَيه السابقتَينِ في السعوديّة وقطر، وهو ما يؤكّـدُه مخطّطُ دولة الإمارات للاستثمار في الولايات المتحدة بقيمة 1.4 تريليون دولار عبر مؤسّساتها الاستثمارية.
الزيارةُ -التي جاءت بعد محطتَين في الرياض والدوحة- كشفت بوضوح عن تنافُسٍ محمومٍ بين الدول الخليجية الثلاثِ؛ لكسب ود ترامب، الذي يبدو مهووسًا بالمال والمَظَاهِر.
فبينما قدَّمت قطر “هديةً” تمثَّلت في طائرةٍ خَاصَّةٍ فاخرة، حصل ترامب في الإمارات على وِسَامٍ هو الأعلى في الدولة، في إطارِ سعيِ هذه العواصم لتقديمِ ما يلفِتُ انتباهَ الضيفِ الأهمِّ خليجيَّا.
ولم تخلُ الزيارةُ من مشاهِدَ أثارت الجَدَلَ، حَيثُ لم تُفهَمْ زيارةُ ترامب إلى مسجد زايد الأكبر في الإمارات ليس في سِياقِ دعوتِه إلى الإسلام أَو انجذابِه نحو تعاليمه، بل في إطارِ استعراض البُنيان والمظاهر.
وتجاوزت مظاهر الاستقبال المعتادة؛ فبدلًا عن الخيول والجمال التي استعرضت بها السعوديّةُ وقطر، شهدت الإماراتُ استعراضًا لمجموعةٍ من الفتيات للرقصِ أمام ترامب، في مشهدٍ يعكسُ مدى التنافُسِ على إبهارِ الضيف الأمريكي.
في قصر الوطن بالعاصمة أبو ظبي، احتفت المراسمُ الباذخةُ بترامب، بينما كانت القنابلُ الأمريكيةُ تفتكُ بمئاتِ الفلسطينيين في قطاع غزةَ على بُعد مئات الأميال.
ويشير مراقبون إلى أن الأموال التي يحصدها ترامب من أبو ظبي، والدوحة، والرياض، يصل جُزءٌ منها إلى كيان العدوّ الإسرائيلي تمويلًا وتسليحًا؛ مما يثير تساؤلات حول أولويات هذه الدول في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وقبلَ ساعات من وصوله إلى أبو ظبي، عرَّجَ ترامب على زيارةِ قاعدة العُدَيْد في قطر، القاعدة الأمريكية الأكبر في المنطقة، حَيثُ تم استعراضُ طائرة MQ-9، وهي الطائرةُ التي “بارت تجارتُها”؛ بفعلِ الدفاعات الجوية اليمنية.
ولم يبدُ الاستعراضُ الأمريكي مقنِعًا لتجاوز فضيحةِ إسقاطها المتكرّر في اليمن، إلا ربما للدول المستضيفة.
وفي سياق دعم هذه القاعدة، ستستثمرُ قطر عشرةَ مليارات دولار لدعمها في السنوات القادمة.
كُلُّ ما حِظِيَ به ترامب من أموال وعطايا مقابلَ كلماتِ المديحِ لأمراء الدول الخليجية الثلاث، سيبقى محلَّ فخرٍ أمام الناخب الأمريكي، بانتزاعه تريليونات الدولارات في غضون أَيَّـام.
وفي المقابل، ستبقى هذه الجولةُ فرصةً متجدِّدةً لسُخريةِ ترامب من هذه الدول كعادته، وفرصةً لمزيد من الابتزاز في المستقبل؛ مما يضعُ علاماتِ استفهام كبيرة حول جدوى هذه الاستثمارات الضخمة وتأثيرِها على مصالح شعوبِ المنطقة وقضاياها المصيرية.