مجلس الأمن يبحث الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة
عقد مجلس الأمن الدولي ، مساء اليوم الثلاثاء، اجتماعا حول الوضع في الشرق الأوسط، بما فيه القضية الفلسطينية، والوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة.
وترأس الاجتماع ممثل اليونان لدى الأمم المتحدة إيفانجيلوس سيكيريس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس خلال الشهر الحالي.
واستمع المجلس إلى إحاطتين من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، ومديرة مكتب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في نيويوركأنجليكا جاكوم.
وفي إحاطته، قال فليتشر، موجها حديثه لأعضاء المجلس: “قبل البدء، أطلب منكم أن تفكروا للحظة في العمل الذي سنقول للأجيال المقبلة إن كلا منا قام به لوقف فظائع القرن الحادي والعشرين التي نشهدها يوميا في غزة”.
وأضاف فليتشر أن “إسرائيل” “تفرض عمدا ودون خجل ظروفا غير إنسانية” على المدنيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، وشدد على أن “كل فرد من بين 2.1 مليون فلسطيني في قطاع غزة يواجه خطر المجاعة”.
وقال: “لدينا آليات صارمة لضمان وصول مساعداتنا إلى المدنيين، لكن “إسرائيل” تمنعنا من الوصول، وتضع هدفها المتمثل في إخلاء غزة من السكان قبل حياة المدنيين”.
ودعا سلطات الاحتلال إلى الكف عن قتل وجرح المدنيين، ورفع هذا “الحصار الوحشي”، والسماح للعاملين في المجال الإنساني بإنقاذ الأرواح.
من جانبها، أكدت مديرة مكتب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، أنجليكا جاكوم، أن الوضع في غزة صعب للغاية، حيث يواجه ملايين الأشخاص انعداما حادا في الأمن الغذائي، “وخطر المجاعة وشيك”، مشيرة إلى ما ورد في أحدث تقرير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي أكد أن جميع سكان غزة لا يزالون معرضين لخطر المجاعة.
وقالت في إحاطتها أمام المجلس: “نشهد انهيارا منهجيا للظروف الأساسية للبقاء. لا يعاني سكان غزة من نقص الغذاء فحسب، بل يعانون أيضا من انهيار عميق في صحتهم وسبل عيشهم وبنيتهم الاجتماعية، مما يترك مجتمعات بأكملها في حالة من اليأس والدمار والموت”.
وحذرت من أن أنظمة الأغذية الزراعية في قطاع غزة انهارت، وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل حاد، كما تعرض الإنتاج المحلي للغذاء للدمار.
وقالت جاكوم إنه “بحلول الوقت الذي أُعلنت فيه المجاعة، كان الناس يموتون جوعا بالفعل، مع عواقب لا رجعة فيها ستستمر لأجيال. الفرصة سانحة لتقديم المساعدة الآن”.
وكان العدو الصهيوني استأنف عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة فجر 18 مارس 2025، بعد توقف دام شهرين في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، إلا أن العدو خرق بنود الاتفاق طيلة فترة التهدئة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، وبمساندة أميركية وأوروبية، ترتكب قوات العدو إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.