تداعيات الحصار اليمني على مطار “بن غوريون”.. الصفعة المؤلمة لكيان العدو
الصمود||تقرير||محمد ناصر حتروش
يعد الحصار اليمني المفروض على مطار اللد الذي يطلق عليه العدو الإسرائيلي تسمية [ بن غوريون] هو الأبرز في التناول الإعلامي العالمي خلال الأيام الماضية.
ويشكل هذا الحصار حدثًا كبيرًا له تطوراته وتداعياته وتبعاته، فهو يؤسس لمعادلة جديدة يفرضها اليمن، في الصراع مع الكيان المؤقت، سواء حالياً، أو في المراحل المقبلة، فالقرار اليمني قد أثبت نجاحه في الحصار البحري، وهو الآن يحقق نجاحاً إضافية في الحصار الجوي على العدو الإسرائيلي.
ويؤكد الكثير من المحللين والمتابعين العسكريين أن العمليات اليمنية التي تستهدف مطار [بن غوريون] شكلت دفعة معنوية للمقاومة الفلسطينية ولسكان غزة الذي يتعرضون لحرب إبادة جماعية لا مثيل لها منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023م، وأن هذه العمليات تعد في القانون الدولي ضمن التدخل الإنساني المشروع والهادف.
ويرى الكاتب والإعلامي خالد بركات أن التكنلوجيا العسكرية اليمنية المتطورة أسهمت في ردم فوهة البعد الجغرافي عن الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي كانت عائقاً كبيراً أمام اليمنيين الذين يتوقون منذ زمن بعيد إلى مواجهة العدو الإسرائيلي وتحرير الأراضي الفلسطينية.
ويوضح في حديث خاص لقناة “المسيرة” أن العدو الإسرائيلي بات يدرك جيداً أنه لا يوجد حل للتصدي للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، منوهاً إلى أن صغر جغرافي الأراضي الفلسطينية المحتلة يمثل مشكلة لدى العدو الإسرائيلي وذلك كون منطقة يافا المحتلة تعد مركز الثقل الجغرافي والسكاني والسياسي والاقتصادي للكيان الصهيوني، و أن القوات المسلحة اليمنية تتعامل مع منطقة يافا وكأنها الخاصرة الرخوة للكيان الإسرائيلي.
ويشير إلى أن الغاية من العمليات العسكرية اليمنية ضد الكيان الصهيوني ليست في ضرب الأهداف الحيوية والخدمية بدقة عالية وإنما لتعزيز الحصار على العدو واستنزاف أسلحته الاستراتيجية، موضحاً أن تداعيات الحصار الجوي على العدو الإسرائيلي لا تقتصر على تراجع الرحلات الجوية فحسب، بل أن هذه تستطيع التأثير على مختلف القطاعات الاقتصادية التابعة للعدو، كم أن لها تداعيات متعددة على الجانب النفسي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي على العدو الإسرائيلي، مشدداً بان كل صاروخ وطائرة مسيرة تسقط على الأراضي الفلسطينية المحتلة تعمق التناقضات في الأوساط الصهيونية، وتصيب العدو الإسرائيلي في مقتل.
وخلال معركة “طوفان الأقصى” كان العدو الإسرائيلي يتكئ على أمريكا لمواجهة اليمن، وإعاقة مسار إسناد اليمنيين لغزة، من خلال الغارات العدوانية المتواصلة على محافظات الجمهورية، غير أن إعلان وقف العدوان الأمريكي على اليمن، مثل هو الآخر صفعة موجعة للمجرم نتنياهو، ولكيانه المجرم.
ويقول بركات إنه وللمرة الأولى في التاريخ تقوم دولة عربية بقصف كيان العدو الإسرائيلي دون أن تتدخل أمريكا أو أن يصدر منها إدانة، مؤكداً أن اليمن قد نجح في تحييد أمريكا عن مساندة العدو.
من جهته يقول الخبير والمحلل العسكري عبد الغني الزبيدي إنه وللمرة الأولى في التاريخ يتعرض الكيان الصهيوني لحصار جوي وبحري ولفترة طويلة، مؤكداً أن الحصار له هدف استراتيجي للقوات المسلحة اليمنية، للضغط على كيان العدو لوقف عدوانه وحصاره الخانق على قطاع غزة.
ويشير إلى أن الحصار البحري والجوي يمثل صفعة مدوية للعدو الإسرائيلي، لافتاً إلى أن المساعي الصهيونية في التقليل من تداعيات العمليات العسكرية اليمنية تكشفها خلو الملاحة الصهيونية البحرية من الحركة، وكذا انخفاض الملاحة الجوية من وإلى مطار اللد المسمى صهيونياً بن غوريون.
وينوه إلى أن تداعيات الحصار الجوي على الكيان الصهيوني لا تؤثر على الداخل الإسرائيلي فحسب، بل ستؤثر على أكبر شركات النقل الجوي العالمية، منوهاً إلى أن شركات الطيران العالمية بدأت في الضغط على العدو الإسرائيلي لوقف العدوان على قطاع غزة، وأن المطار ألغى عشرات الرحلات الجوية، ما يدل على أن الحصار فاعلاً وموجعاً للكيان المؤقت.
ويواصل الزبيدي: “المعادلات التي فرضتها جبهة الإسناد اليمنية على العدو الإسرائيلي عززت الانقسامات في الأوساط الصهيونية”، كما أن تصاعد العمليات العسكرية اليمنية أسهم في تحطيم صورة النصر التي توهم العدو الإسرائيلي تحقيقها بعد مستجدات سوريا ولبنان وفلسطين”.
ويرى أن قرار الحظر الجوي على الكيان الإسرائيلي سيسهم في تقوية الموقف التفاوضي للفلسطينيين، موضحًا أن استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ستعود آثاره السلبية والكارثية على المنطقة ككل.