هل تركت واشنطن الكيان منفردًا في مواجهة اليمن؟
الصمود||تقرير||محمد الحاضري
سادت حالةٌ من الصدمةِ في الأوساطِ الصهيونية عقبَ إعلانِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيقافَ العمليات العسكرية المسانِدة لكيان العدوّ الصهيوني ضد اليمن، متجاهِلًا حتى ذكر الكيان في إعلانه، فهل تخلت واشنطن عن الكَيانِ المؤقت وتركته وحيدًا.
وأعلن الرئيسُ الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، أن “الولاياتِ المتحدةَ ستوقفُ عدوانَها على اليمن، في مقابل موافقةِ اليمنيين بوقف الهجمات على السفن الأمريكية في البحر الأحمر”، دون التطرق للحظر البحري الذي يفرضه اليمن على سفن العدوّ الصهيوني ولا حتى الضربات الصاروخية التي يتلقاها العدوّ من اليمن، فيما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن “الاتّفاق مع اليمن يتعلق فقط بوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر”.
ووصفت وسائل إعلام العدوّ إعلان ترامب بأنه “قنبلة خلطت الأوراق”، ولا سيما أنه “أتى بعد وقت قصير من تنفيذ الكيان [عدوانًا] على اليمن”، في إشارة إلى ترقب العدوّ الردَّ اليمني على العدوان، لافتةً إلى أن إيقاف الأمريكيين الهجمات في اليمن يضع الكيان في مشكلة ويبقيه وحدَه في مواجهةِ صنعاء.
وذكرت القناةُ الصهيونية الـ “14” أن “المستوى السياسيَّ الإسرائيليَّ تفاجأ بكلامِ ترامب، سواء في ما يتعلق باليمن أم بالإعلان الكبير الذي وعد به”، مضيفة أن حالة من الحيرة تسود الأوساط السياسية الصهيونية، حَيثُ يحاول المسؤولون فهم دلالات الموقف الأمريكي الجديد.
وكشف الإعلام الصهيوني عن حالة من الصدمة من إعلان ترامب وقفَ قصف اليمن، مُشيرًا إلى أن “ترامب لم يقل إنه مُستمرٌّ في حماية الكيان من الضربات اليمنية”.
وقالت “القناة الـ 12” الصهيونية: إن “إعلان ترامب هو رسالة قوية إلى المنطقة بأكملها: ادخلوا “إسرائيل” (اضربوها أَو عليكم بها)، واتركونا وشأننا”.
كما أشَارَت وسائل إعلام صهيونية إلى حالة الخوف السائدة جراء تجاهل ترامب لكيان العدوّ في إعلانه للاتّفاق مع اليمن، لكنها حاولت تطمين الداخل الصهيوني باعثة أمنياتها أن يصدر البيت الأبيض توضيحًا يتطرق إلى حِمايةِ الكيان بعد الاتّفاق.
وذكر إعلام العدو أن وقفَ الولايات المتحدة عدوانَها على اليمن يضعُ ما أسماه بـ “إسرائيل” في مشكلة، ويُبقيها وحدَها في مواجهة اليمنيين”، موضحًا أن “القضية لم تعد تتعلَّقُ بمهاجمة السفن فقط، بل بـ “إطلاق النار المباشر على الكيان.
عُزلة الكيان في مواجهة اليمن:
وقَطعًا للشك باليقين؛ ردًّا على التساؤلات الصهيونية، جاء الردُّ من رئيس الوفد اليمني المفاوض، محمد عبد السلام، مؤكّـدًا أن الموقفَ اليمني المساند لغزة لم ولن يتغيّر أبدًا، بل سيتطوّر بشكل أفضلَ بعد التخلي الأمريكي عن إسناد كيان العدوّ الإسرائيلي في البحر الأحمر.
وكشف عبدُ السلام أن “اليمنَ لم يتقدَّمْ بأي طلب للأمريكي لوقف إطلاق النار، على الإطلاق، وإنما على العكس كانت الطلبات والرسائل تأتي إلى صنعاء عبر الأشقاء في سلطنة عمان”، معتبرًا أن هذا الاتّفاقَ نجاح يضافُ إلى رصيد اليمن؛ كونه يبقي الكيانَ الغاصب في موقف منفرد، ليواجهَ الموقفَ الشعبي والعسكري الكبير الذي يقوده اليمن، محذرًا في نفس الوقت من التورُّط في الاعتداء على اليمن، قائلًا: “من تورَّط في اعتدائه على اليمن سيتحمل ذاتَ التبعات والخسائر التي مُني بها الأمريكي في اعتدائه الظالمِ والغاشم على بلدنا”.
وبخصوص موقفِ العدوّ الإسرائيلي من الاتّفاق، أكّـد عبدُ السلام أن العدوَّ الصهيوني أُصيب بخيبةِ أمل كبيرةٍ من الموقف، وأن الأمريكيَّ حاول أن ينجوَ بجلده، وأن يبتعدَ عن الغرق في جبال اليمن.
وما زاد الطين بلةً، وأفقد الصهاينة نشوتَهم بعد قصفِ منشآتٍ مدنية بالعاصمة صنعاء، هو توعَّد الرئيس مهدي المشاط برَدٍّ مزلزلٍ على الكيان، موجِّهًا تحذيرًا شديدَ اللهجة للكيان الصهيوني والمستوطنين، قائلًا: إن “الردَّ اليمني القادم سيكون مزلزلًا، مؤلِمًا، ولن يكونَ بمقدور العدوّ الإسرائيلي والأمريكي تحمُّـــلُه”، مُضيفًا “من الآن وصاعدًا، الزموا الملاجئ، أَو غادروا إلى أوطانَكم فورًا؛ فلن يكونَ بمقدورِ حكومتكم الفاشلة حمايتُكم بعد اليوم”.