الصمود حتى النصر

و متى كانت هذه المنظمة العرجاء يوماً نصيرةً للشعوب ؟!!

عبدالمنان السنبلي

لقد جاءت فكرة إنشاء الأمم المتحدة في أواسط الأربعينيات من القرن الماضي بُعيد إنتهاء الحرب العالمية الثانية و ما خلفته من كوارث إنسانية و إقتصادية على مستوى العالم كمنظمة تعنى بالأمن و السلم الدوليين وفقاً للمتغيرات الدولية الجديدة .

هكذا كانت الفكرة و التي من أجلها تدافعت الدول المستقلة آنذاك للإنضمام إلى عضوية هذه المنظمة الدولية، فهل فعلاً كانت هذه المنظمة مجسدةً لآمال و تطلعات الشعوب التواقة للحرية و العدالة و السلام أم أنها أثبتت أنها ليست سوى صورةً مكبرةً أخرى لسابقتها (عصبة الأمم) ؟!!

في حقيقة الأمر لقد تعرضت هذه المنظمة لأول إختبارٍ حقيقيٍ لمصداقيتها و سلامة صدق أهدافها بعد ثلاث سنواتٍ تقريباً من إنشاءها و ذلك من خلال طريقة تعاملها مع قضية الشعب الفلسطيني بعد أن تم إعلان ما يُسمى بدولة إسرائيل على أراضي فلسطين العربية في مايو 1948 والتي أبدت هذه المنظمة إنحيازاً تاماً لصالح القوى الكبرى المتحالفة مع العصابات الصهيونية و على رأسها بريطانيا و فرنسا و أمريكا لاحقاً حيث صادرت حقوق الشعب الفلسطيني في سيادته على أرضه كاملة من خلال قرار التقسيم الصادر عن هذه المنظمة و الذي قضى بتقسيم فلسطين بين العرب و دولة الكيان الصهيوني .

توالت بعد ذلك الأحداث و القضايا الدولية في أكثر من مكانٍ من العالم و التي أكدت معظمها عدم فاعلية هذه المنظمة في إحلال السلام الدولى و إرساء مفهوم العدالة بين الشعوب سواءً في فلسطين و فيتنام و كشمير و لبنان و العراق و غيرها و التي كانت تنحاز كعادتها لجانب الدول الإستعمارية الطامعة بمصالح و ثروات الشعوب .

لذلك ليس غريباً اليوم إذا ما غضت الطرف عن جرائم العدوان السعودي في اليمن بل أنها قد منحتهم غطاءً قانونياً لإرتكاب هذه الجرائم من خلال القرار 2216 و الذي لم ينظر إلى معاناة الشعب اليمني جراء الحصار و العدوان بقدر ما أراد إسترضاء الجانب السعودي و تبني رؤيته الغاشمة و الباغية كنوعٍ من المجاملة المدفوعة الأجر مقدماً .

و في عملية إبتزازٍ أممية في إطار سلسلة الإبتزازات للبقرة الحلوب الأولى على مستوى العالم (السعودية)، فقد أصدر مؤخراً الأمين العام للأمم المتحدة قراراً بموجب أدلة صحيحة و موثقة لجرائم الحرب السعودية يضع النظام السعودي في القائمة السوداء الأمر الذي جعل هذه البقرة الحلوب تستجمع قواها و تملأ ضرعها و تبدأ بإدرار حليبها بسخاءٍ يمنةً و يسرة ليتراجع بعدها الرجل العجوز و منظمته العجوز أيضاً و العرجاء منذ ولادتها عن ذلك القرار ضارباً بما حل و نزل بأطفال اليمن و نساء و شيوخ اليمن عرض الحائط و كأنهم في حضرة المال السعودي لم يكونوا جزءً من هذه البشرية أو أنهم ليسوا منضويين تحت مظلة هذه المنظمة العرجاء .

هكذا يتبين لأحرار العالم أجمع أن هذه المنظمة لم تُنشأ كما قيل لأجل أحلال السلام و نصرة الشعوب المغلوبة، و إنما هي عبارة عن (ورقة ترشيحٍ) بيد قوى الإستكبار العالمي يتم من خلالها شرعنة إبتزازها و إستغلالها للشعوب و كذلك لتمرير مصالحها على حساب مصالح الآخرين و لا عزاء بطبيعة الحال للضعفاء و المظلومين في سائر أنحاء المعمورة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com