الصمود حتى النصر

أكاديميون وسياسيون: قوى العدوان تتلاعب بالوقت في محاولة يائسة لتحقيق أي مكاسب

أكاديميون وسياسيون: قوى العدوان تتلاعب بالوقت في محاولة يائسة لتحقيق أي مكاسب

الصمود../

أوضح أكاديميون وسياسيون أن قوى العدوان تراهن باللعب على الوتر الإنساني الدقيق والمتمثل برفع الحصار وتسليم رواتب الموظفين وإطلاق الأسرى وهي أولويات تجدها صنعاء نقاطا ثابتة مؤكدين أن أمام العدو اليوم فرصة ثمينة للسلام والخروج بأقل الخسائر والابتعاد عن الأساليب الابتزازية والمساومة بحقوق الشعب ووضع البلاد في دائرة اللا حرب واللا سلم.

رئيس التجمع الأكاديمي والتوافق السياسي محمد محسن الحوثي – جامعة صنعاء: أوضح أنه ومن خلال تجربة النظام الدولي، والنظام السعودي، نجدهما يستخدمان أسلوباً متقارباً تجاه النزاعات والصراعات والأزمات، ليس في اليمن، بل في أكثر الأرمات والصراعات، لا سيما تلك التي صنعتها قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بل إنها تصنع الأزمات مستغلة أسباب الصراع في المناطق والمجتمعات، واستخدام أدوات التفكيك والتفتيت، والانقسامات، ومن ثم تصعيد المواقف والخلافات، من أجل إدارتها بالأزمات التي لا تنتهي، وكل أزمة تولد أزمة بل أزمات، كما نشهده في عدد من المناطق الملتهبة، ومنها اليمن الحبيب!

وقال الحوثي : تعمل قوى الهيمنة والاستكبار على ابتزاز هذه الشعوب بعد تدميرها ونهب ثرواتها، والسيطرة على مقدراتها ومواردها، وأهمها النفط والغاز، منطلقة من منظورها العقائدي، كما هو في نظرية المفكر السياسي الأمريكي الدبلوماسي/ كيسنجر المسماة “تصحيح العدالة الإلهية” وتعني باختصار أن الله منح بعض الشعوب ثروات هائلة كما هو النفط والغاز، وهذه الشعوب لا تستحقها، فيجب السيطرة عليها والتحكم فيها، وهو ما عملته مع أنظمة الخليج وربط الدولار بالنفط بدلا عن ربطه بالذهب، والتحول إلى ما سمي بنظام “البترودولار” أي أن سعر النفط بالدولار، الذي لا يوجد له غطاء حقيقي، ونلاحظ أيضا السيطرة على منابع النفط في ليبيا واليمن والعراق وسوريا، ونهبه، بمئات الناقلات والصهاريج، وبشكل يومي أو أسبوعي على الأقل!

وأضاف : إلى جانب الابتزاز والنهب، تستخدم قوى الهيمنة أساليب أخرى منها الأساليب القذرة بغرض إخضاع الشعوب وتركيبها لسياساتها واستراتيجياتها القديمة الجديدة، ويبرز ذلك في أسلوب المساومة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب على حساب الشعوب، مثل الحصار، واستمرار الأزمات، وإن كانت الحلول سهلة وفي المتناول، ودون ذكر أمثلة وهي كثيرة، نكتفي بضرب مثل على ذلك “الخزان العائم-صافر”، فقد تكفلت الأمم المتحدة بإصلاحه وتبديله، واستلمت الثمن بمئات الآلاف من الدولارات من حقوق الشعب ، واليوم تتنصل وتطالب بمبالغ إضافية
بينما تراوغ وتساوم في جزء يسير من الحقوق الإنسانية لهذا الشعب اليمني الأبي، كصرف مرتبات الموظفين، المنقطعة منذ نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن، سبتمبر٢٠١٦م تقريبا!

مبينا : أن تحالف العدوان بقيادة النظام السعودي يعمل على تبرئة نفسه، للتنصل عن إعادة إعمار ما دمره العدوان في اليمن، علاوة على ذلك السيطرة على مناطق استراتيجية مثل باب المندب، واحتلال مناطق أخرى في المحافظات الجنوبية والشرقية، ويسعى لتحقيق معادلة صفرية، الخاسر فيها اليمن، أرضاً وإنسانا، وخلال الهدنة الهشة أعاد ترتيب أوضاعه بعد أن كان محشورا في زاوية ضيقة، وتحركت المساعي من المبعوث الأممي والأمريكي، ووضع اليمن في وضع اللاحرب واللاسلم، وهو أحد الأساليب الابتزازية، وأخيرا الوساطة العمانية ولقاءها بالقيادة الثورية والسياسية… الخ

وتابع الحوثي حديثه : كان المؤمل الوصول أو تنفيذ مايتعلق بالجوانب الإنسانية، ليتم الانتقال إلى البدء في عملية السلام، والقضايا السياسية والعسكرية، غير أنه لم ينفذ شيئاً يستحق القول إن العملية تمضي باتجاه مسار السلام، الذي هو مطلب اليمن الأول، ولم يبق إلا الاحتمال البديل، وهو الضربات النوعية، إن لم تعد الحرب، ولا نتمنى ذلك، العدوان مستمر في القصف اليومي للمناطق الحدودية، الحصار قائم، الجيش في حالة استنفار، وتصريحات نائب وزير الخارجية نارية في هذا السياق.

داعيا تحالف العدوان بقيادة السعودية إلى تفضيل مسار السلام وطرقه واضحة، وضوح الشمس في كبد السماء، والله غالب على أمره.

صنعاء وإنجاح المبادرات :

من جهته يقول الكاتب الإعلامي يحيى الرازحي: لا هدنة جديدة تنقذ دول العدوان من أسلحة اليمن الاستراتيجية. ولم يعد أبناء الشعب اليمني يراهنون على أي هدن تعلن من قبل الأمم المتحدة كون الأخيرة تقف إلى جانب الجلاد ، لكن بعد زيارة الوفد العماني لصنعاء ودخوله في خط المفاوضات ، استبشرنا خيراً وقلنا إن الحرب الظالمة والعدوان البربري والهمجي علينا حان الوقت لأن يتوقف ليس لأننا وصلنا إلى مرحلة عدم القدرة على الصبر والتحمل ولكن لأننا وجدنا أن تلك الدول التي تسابقت للاعتداء على اليمن هي من تبحث اليوم عن السلام، صحيح أنها من أعلنت الحرب علينا، لكن أثبتت الأيام أن صنعاء هي من تقرر متى تتوقف ، فالأيام كشفت لنا أن إعلان الهدنة لم يكن في الأساس لمراعاة معاناة الشعب اليمني كما تدعي دول العدوان ، لكنه الخوف من أسلحة اليمن الاستراتيجية.

وقال الرازحي : إن إعلان الهدنة وما أعقبه من زيارات مكوكية للوفد العماني كان يجب أن يتبعه خطوات فعلية تثبت مدى جدية الطرف الآخر في إنهاء الحرب ، لكن اليوم بعد مرور اشهر من الحديث عن التوصل لاتفاق ننهي بموجبه معاناة أبناء الشعب اليمني وصرف المرتبات ورفع الحصار نجد أنه لا هدنة جديدة تنقذ دول العدوان من أسلحة اليمن الاستراتيجية خصوصا بعد أن بذلت صنعاء جهوداً جبارة لإنجاح المبادرات التي تعلن من هنا أو من هناك في ظل تحركات مشبوهة لقوى العدوان في عدد من المحافظات الجنوبية المحتلة وأعتقد أن صنعاء تتابع تلك التحركات التي لن تقدم للتحالف أي شيء سوى الدمار .

مضيفا : قد لا ترغب صنعاء في تجدد الحرب لكنها على أتم الجاهزية لها، وسوف تفرض شروطها بالحرب أو بالسلم فالموضوع أصبح مسألة وقت ليس إلا. ولعلنا نتذكر العمليات الأسطورية لصنعاء التي استهدفت عمق دول العدو السعودي سواء في الرياض أو في منطقة ينبع ومناطق أخرى بدفعات من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة. . وفور نجاح المرحلة الأولى نفذت القوات المسلحة المرحلة الثانية من كسر الحصار وذلك بقصف عدد من الأهداف الحيوية والهامة في مناطق أبها وخميس مشيط وجيزان وسامطة وظهران الجنوبِ بدفعة من الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة ، أما المرحلة الثالثة فحدث ولا حرج ، وصنعاء سوف تعيد مراحل عمليات كسر الحصار وهذا الوارد اليوم رغم خشية تلك الدول من هذه الخطوات .

مؤكدا أن على دول العدوان أن لا تنظر للهدنة بأنها متنفس له لإعادة لملمة صفوفه وحماية آباره ومنشآته النفطية فصنعاء قادرة بقوة الله على دك مواقع العدو دكاً دكاً.

الوتر الإنساني :

من ناحيتها تقول الناشطة السياسية أشواق مهدي دومان: إن من أراد أن يجنح للسلم عليه أن يتنازل و لو قليلا ، و لكن العدوّ لم يفهم بعد و لم يرد في قاموسه ذلك بل إنه في كلّ هدنة نراه يستعلي و يتعالى بنفسه، حتّى وصل تعنته لعودته للجحود بحقوق هذا الشعب ، و قد وصل صبر صنعاء إلى سقف معلوم خاصّة و قد ضاق ذرع الشعب اليمني صبرا و جوعا وصمتا .

وقالت : إنها هزيمة لم يستوعبها العدوان أمام ثبات و صمود و قتال رجال اللّه في ميادين الشرف ؛ لهذا يرى أنه كلما تهرّب من تنفيذ الاتفاقيات بينه و بين اليمني المفاوض فهو ينتصر ، و هو يراهن على اللعب على الوتر الإنساني الدقيق جدا و الحسّاس : ( إطلاق الأسرى ، وقف الحصار ، رفع اليد عن الأرض و مابها من ثروة نفطية غازية معدنية ، تسليم رواتب الموظفين) كأولويات تجدها صنعاء نقاطا ثابتة.

وأضافت دومان : لهذا صار للمسيّرات أن تقوم بواجبها و تسمعهم تغريداتها في مواطن وجعهم ربما أرامكو وربما أهداف أخرى ليستفيق العدوّ على خبر كسر غروره فيعود يطلب السلم خاصة .

الحل الأمثل :

الثقافية رجاء المؤيد تستهل حديثها بقوله تعالى :
(وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) (12) التوبة

وأضافت : عندما نرجع إلى كتاب الله الذي نزل من عند الله خالق الخلق الحكيم العليم الذي يعلم نفسيات خلقه نجد هذه الآية الكريمة وهي واحدة من الآيات التي تصف اليهود والمشركين وصفا دقيقا، من هذه الصفات انهم ينكثون العهد ولا يوفون بعهودهم وانهم يفسدون في الأرض ويقطعون أرحامهم كل هذه الصفات التي نجدها في آيات الذكر المبين الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه اصدق الحديث أما الآية التي استشهدت بها في بداية كلامي جاءت بصيغة الشرط التي نستفيد منها الخطة والبرنامج العملي في أسلوب التعامل مع أعدائنا في حال وقوع مفاوضات ومعاهدات لإنهاء حالة الحرب والوصول إلى مرحلة السلام بين الأطراف المتحاربة، وعندما نشاهد أسلوب المماطلة والتباطؤ في تنفيذ شروط استمرار الهدنة وهي فتح مطار صنعاء الدولي والسماح للرحلات بالمغادرة والعودة لأكثر من بلد وفتح ميناء الحديدة وصرف مرتبات موظفي الدولة من عائدات النفط والغاز وغيرها من الشروط اللازمة والضرورية ،أن العدو الذي نتفاوض معه غادر وماكر ومماطل ويريد أن يستفيد من كل شيء مع علمه ويقينه بفشله وفشل أدواته وأحذيته في تحقيق مآربه في إخضاع اليمنيين بعد انتصار ثورتهم التي كانت من أجل التحرر من سيطرة الدول المستكبرة والمستعمرة أمريكا وإسرائيل وكذلك بريطانيا وكل من تحالف معهم أو صمت وغض الطرف عن عدوانهم ووحشيتهم ناهيك عن دعم الإساءات المستمرة لرسول الله ولكتابه وآخرها ما حدث في السويد من إحراق نسخة القرآن تحت حماية رجال الشرطة لتلك الدولة مدعين أنها حماية لحريات التعبير.

وقالت : بينما شن أشرس عدوان على اليمن بسبب التعبير بالكلام ضد أعدائنا الفعليين الذين لم يكتفوا بالتعبير بالعدوان بالكلام بل مارسوا عدوانهم علينا بكل الوسائل والأسلحة الخشنة والناعمة والاقتصادية وكل وسيلة أتيحت لهم ( لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة) وما ذكر في الآية في أول الموضوع أنهم إن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم، كم من الخروقات والمخالفات المسجلة والضحايا من الناس وحجز السفن ومنع الرحلات وإطباق الحصار وكل ما يعدوا به لا يتحقق، وذُكر في الآية قوله تعالى : ( وطعنوا في دينكم) فماذا يجب علينا لمواجهة هذا التعنت والتصرف من نكث العهود والطعن في الدين الذي تجلى في صورة حرق أقدس مقدسات المسلمين دون عمل أي اعتبار لأكثر من مليار ونصف مسلم يأتي الجواب في نفس الآية في قوله تعالى : (فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) قاتلوا أئمة الكفر من جاءوا من أقصى الغرب ببوارجهم ومقاتلاتهم وجنودهم لقتل الأبرياء ونهب ثروات البلدان واستعباد الشعوب وإضلالهم وإفسادهم، إنها أمريكا وإسرائيل الوجه الجديد والحديث للاستعمار البريطاني .

تفادي الحرب :

وقالت المؤيد: هكذا جاء الأمر بقتالهم حتى ينتهوا عن عدوانهم ويصغوا لمطالبنا وحقوقنا المشروعة ، إن ما يتم من مفاوضات ومعاهدات معهم ليس إلا لتفادي خيار الحرب وتجنيب كل الأطراف الخسائر ولكن إذا لم يستفيدوا من الدروس ولم يتعلموا مما سبق فإنه لا بد من التكرار لأن التكرار يعلم الحمار كما يقال ولكن هذه المرة يحتاج الأمر إلى تلقين الدرس إلى العدو الأصلي مباشرة وليس للعميل فقط، إن ما نحتاجه بصورة مباشرة ضربات موجعة ومؤلمة ليكف هو ومن وراءه ويستقوي به عن العدوان والإساءات المتكررة لمقدساتنا ،وهذا ما يمكننا قراءته في واقع الحال ومن خلال الاستفادة من كلام الشهيد القائد عندما بين أهم وسيلة للتعرف على مجريات الأمور من خلال مقولته {عين على القرآن وعين على الأحداث} فمن خلال معرفته بكتاب الله وتدبره وتأمله عرف عدوه وأسلوب مقاومته فبدأ بإعلان الولاية لله والبراءة من أعداء الله في إعلان صرخة مكونة من خمس جمل زلزلت عروش الطغاة وأدواتهم فتحركوا لوأدها والقضاء عليها في بدايتها ومكروا مكرهم وكادوا كيدا فأحبط الله كيدهم ومكرهم وأظهر الله نوره رغم أنوفهم فالله متم نوره ولو كره الكافرون.

مراوغة ومماطلة :

فيما ترى الكاتبة سميرة السياغي أن الهدن والوساطات مجرد تلاعب للمراوغة والمماطلة وكسب الوقت وتخفيف حالة السخط والاحتقان الذي يعانيه الشعب اليمني المظلوم من تحالف العدوان الإجرامي السعودي والإماراتي وأن القوة هي من ستفرض على العدوان الالتزام باستحقاقات وحقوق الشعب اليمني.

*الثورة / أسماء البزاز

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com