أُوكرانيا على شفا جرفٍ هارٍ وأمريكا تبتعد

مقالات|| الصمود|| أمة الملك قوارة

“بايدن: قواتنا المسلحة لن تشارك في أية أعمال قتالية في أُوكرانيا ضد روسيا”.

وفي حين أنك تريد الاهتمام بمصالحك وبالمقابل تريد أن تكون أنت المسيطر على الأمور من خلال بث النزاع وتوسيع دائرة الخلافات ودعمها بما لديك من إمْكَانيات، وعند الاصطدام بأي مؤثر قوي تتوقف وتنسحب وتترك من اعتمد عليك! بل وتجعله يتحمل مسؤولية نفسه في أقسى الظروف المحيطة به!، هذه هي أمريكا وهذه ديانتها المتبعة عندما تجعل الشعوب تصطدّم ببعضها لتكتفي بعدها بالدعم المعنوي أَو حتى المادي الذي يحفظ لها بعضاً من ماء وجهها إضافة إلى التنديد والموقف الحقيقي لها هو النظر من بعيد!

لن تتذكر كُلٌّ من أمريكا وبريطانيا أنهما دعتا أُوكرانيا لتكون من ضمن النيتو!

فالحزم الذي تحَرّك به بوتن كان كفيلاً بأن يجعل كلًّا من الدولتين تُعيدان النظر في العواقب إذَا ما تمّ تدخلهما المباشر في الحرب لذلك بادر بايدن بإعلان عدم التدخل العسكري، وعلى ذلك فَـإنَّ روسيا تخطو نحو تحقيق أهدافها، واضعة الخيارات لأُوكرانيا فإما الانقلاب الداخلي مع التدخل الفعال لروسيا أَو تسليم السلطة أَو الاجتياح المباشر، كُـلّ تلك الأحداث فيها من العظة والعبرة ما يجعل دول العقالات تتوقف عن البحث عن الأمان من موجة الغضب اليمني بالركون إلى الغرب!

فكل المعطيات تخبرهم بأنه لا مهرب سوى الخروج من أرض اليمن والحفاظ على ما تبقى لها من الكرامة، ولعلّ في خضم هذه الأحداث موقف الشعب اليمني يقول: نقلق من توتر الأوضاع بين أمريكا وروسيا ضمن الأحداث التي مسرحها أُوكرانيا وندعو كلا الطرفين إلى الالتزام بالهدوء وضبط النفس، وللإمارات والسعوديّة إذَا لم تفيقا فانتظرا.

إن تجارب التاريخ كثيرة والدول التي سعت إلى الهيمنة واستعمار الشعوب من خلال تجزئتها وخلق النعرات فيها كثيرة، والهدف العام هو السيطرة ولا يوجد دولة عظمى نظرت إلى دولة تابعة لها كدولة ذات سيادة حتى ولو دعتها لشنّ حروب بالنيابة عنها متخذةً لها كدرع واقٍ، فذلك من باب حسن الاستخدام وحسن تصريف العبودية لها فقط! ولن يرحم التاريخ المتبلدين عن فهم الواقع ولن يعيد لهم الدرس مرة أُخرى.

فهل يا ترى هناك درسٌ تعلمته دول العدوان مما يحصل في أُوكرانيا أم تنتظر دورها؟! ولا مناصَ إذَا لم تعِ.