ياسين سعيد كبوق للعدوان
كتب/ عبدالحميد الغرباني
لم تعد مهمة رفض الحلول مناطة بعسكر زعيل أو صغير عزيز أو من على شاكلتهما بل بات لدى تجار الحرب وخونة الوطن طابور جديد وطويل، يطالع اليمنيين عند كل حديث عن الحلول والسلام والتفاوض، بالتحريض على الحرب وبحقد مرعب تماما كما يفعل ياسين سعيد نعمان راهنا، إزاء إعلان الأمم المتحدة بدء إعادة الانتشار في الحديدة من طرف الجيش واللجان الشعبية.
من لغة وتصريحات نعمان المنفعلة يبدو عبارة عن آمر على رأس خلايا من القاعدة وداعش وكأنه لم يكن على صلة بالعمل السياسي.
دع عنك ماروج عن كونه مثقف وروائي، وكأن روح صعتر والديلمي قد سكنت نفسه مذ فتاوي حرب صيف 94 ولم تغادره وأتته متأخرة فرصة لاستعراض النزعة الدموية والشريرة وإن بصبغة يسارية مزيفة.
لقد خرج ياسين نعمان من لعبة الاستغماية وفق توصيف ناشطي الحزب الاشتراكي الذين تبجحوا بتأييد العدوان عند بدايته، وطالبوه بالخروج من المواقف الرمادية آنذاك فظهر خائنا لبلده وعميلا للرجعية والإمبريالية وفق توصيفات اليسار الذي لا ينتمون له.
ليس هذا فقط بل وصل إلى درجة متقدمة ومنافسة لشخصية عسكر زعيل في مراحل ماضية، ويبدو أن السبب في ذلك أن من يكلفه ليس الجنرال العجوز وإنما من يدير كل طابور العمالة والارتزاق.
خرج نعمان من لعبة الاستغماية لكنه لم يخرج من مربع توزيع الأدوار، فإذا كان الاشتراكي بداية العدوان قد أطلق في العلن مبادرة عائمة حول الوضع في البلاد، ووقع في السر على رسالة إلى الرئيس الأمريكي أوباما تؤكد تأييده لعاصفة الحزم، فهو راهنا لم يعد يهمه إلا استمرار الحرب، بعد أن وجد موقعا يمكنه من الاستثمار في العدوان على اليمن بشكل وفير.
وصل هذا العجوز إلى درجة من الانكشاف لم يكن أحد يتخيلها، يتحايل بلغة ساذجة على اتفاق السويد ويحاول تسويق التفسيرات اللامنطقية للاتفاق الذي يكفي نصه على وجود مراقبين من الأمم المتحدة في الحديدة، من الطرف المناط به تنفيذ الاتفاق بالدرجة الأولى.
يعرف هذا العجوز أن الدبلوماسية الوطنية قد سجلت إنجازا في ميدان التفاوض حين ثبتت جلاء الغزاة وأدواتهم من الحديدة في نص الاتفاق مقابل أن يعيد مقاتلو الجيش واللجان كقوات عسكرية انتشارهم من موانئ الحديدة ويسلموها للقوات الأمنية المحلية وهذا التوصيف لا يمكن أن يكون المعني به الغزاة والمرتزقة.
لكن نعمان تاجر الحرب الجديد لا يعرف أنه ينضوي تحت إمرة قوات عسكرية وقوات عسكرية مختلطة تخضع لقيادة أجنبية، كما أن الاتفاق نص على إعادة انتشار القوات العسكرية ولم يتحدث عن إعادة انتشار للقوات الأمنية.
لقد أفرغ ياسين سعيد كل مفردات الدعاية التحريضية الداعية لاستمرار العدوان على الوطن، كما لو أنها مسلمات في قراءة الحدث فجاء أول استهجان من الدولة التي تستضيفه كسفير للخائن هادي.
ثم لماذا بلع لسانه هذا الوغد حين خرج السفير البريطاني متهكما عليه وأضرابه بالقول ( يبدو أن المتهكمين اليمنيين الذين ينتقدون كل ما يفعله الطرف الآخر حتى لو كان إيجابياً والذين يقولون إن الأمم المتحدة ساذجة يقولون إن الحل الوحيد هو الحرب الدائمة في اليمن. لدي ثقة أكبر في اليمنيين وأعتقد أنهم يستطيعون العيش معاً في سلام وأمن).
حسنا هذا السفير البريطاني يذكرك بقيم بلدك وأبناء بلدك، وبمعزل عن جدية أو مراوغة بريطانيا في تنفيذ اتفاق السويد كخطوة على طريق الحل الشامل والعدول عن أطماعها الاستعمارية القديمة إلا أن إشارة سفيرها لاذعة ومهينة لنعمان وبقية طابور الخونة الذين لم يعد يهمهم إلا حفنة الأموال التي يقبضونها ولم يعد في حساباتهم أمن واستقرار بلدهم والمصالحة الوطنية والعيش المشترك والقبول بالآخر.
هل يعتقد نعمان أن ثمة من سيركن إلى الأمم المتحدة أو إلى وعود القوى الاستعمارية تحت ما يرددونه مثلا من (سذاجة الأمم المتحدة وانحيازها للحوثيين)؟ إن كان يعتقد ذلك فقد أجبر قسرا على التبلد.
إذ الخطوة الأحادية تنازل وطني قدم على طريق الدفع بالاتفاق إلى التنفيذ لتخفيف معاناة الشعب وضمن مسارات تحفظ تضحياته وتطلعاته واستحقاقاته، وفي كل الأحوال الأيادي على الزناد والثغور في حالة استنفار وكأن المواجهة بدأت للتو، وما النصر إلا من عند الله.
ملتقى الكتاب اليمنيين