الصمود حتى النصر

السيد الحوثي : الذي يهيئ الإنسان أن يكون على مستوى من البذل والعطاء، أن يكون مستعداً للقاء الله سبحانه وتعالى، هو القيم، زكاء في النفس، أمل في الله

محاضرات السيد عبدالملك الحوثي

يتحركون أيضاً بمكارم الأخلاق، بنفوس زكية وروحية عالية، فهذا المستوى من الاستعداد للبذل وللتضحية وللإيثار وراءه الكثير من القيم الإيمانية، فهم {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ} (التوبة:112).

ما يهيأ الإنسان – أيها الإخوة الأعزاء – أن يكون على هذا المستوى من البذل والتضحية والعطاء, وأن يكون مستعداً للرحيل من هذه الحياة إلى الحياة الأخرى, إلى لقاء الله سبحانه وتعالى, ومستشعراً قرب لقاء الله في كل وقت هو الكثير من القيم, زكاء في النفس, طهارة في القلب, استقامة في السلوك, أمل في الله, رجاء فيما عند الله, رغبة فيما عند الله, تطلُّع إلى ما عند الله, وتحرر من توجه النفس بشهوات هذه الحياة ورغبات هذه الحياة, وإيثار لما عند الله فوق كل ذلك, وهذه القيم والتي منها أيضاً الإباء الإباء والشجاعة والشهامة والمعروف.

هذه القيم العظيمة يجب أن نتذكرها أنها هيأت الشهداء لأن يكونوا على ذلك المستوى من العطاء والبذل والتضحية؛ فاختارهم الله ومنحهم هذا الوسام العظيم, وسام الشرف الكبير, وبتضحياتهم وبتفانيهم وباستبسالهم وبصمودهم وبصبرهم تحقق لأمتنا ما تحقق من نصر وعزة وقوة, وقوة, وتغيرت المعادلة من مجتمع مؤمن يكون خائفاً إلى أن يكون هناك من جانب الأعداء خوف منه, يحسبون لهذا المجتمع ألف حساب؛ لأن فيه هكذا رجال, رجال حاضرون للشهادة, رجال مواقف, رجال صامدون, ثابتون, رجال شجاعة, شجاعة الإيمان, وعزة الإيمان, وثبات الإيمان.

ولو فقد مجتمعنا هذه النوعية من الرجال الذين لديهم الاستعداد أن يبذلوا أنفسهم, الذين لديهم الاستعداد أن يواجهوا العدو مهما كان جبروته, مهما كانت قوته, مهما كانت إمكانياته, لديهم الاستعداد أن يقدموا أنفسهم في سبيل الله, لو لم يكن لمجتمعنا هذه النوعية من الرجال لكان مجتمعاً هيناً وذليلاً ومستعبداً, ولتضاعفت وتنامت وتزايدت حالة الاستعباد, وحالة الإذلال, وحالة الهيمنة والسيطرة, ولاستحكم الشر من جانب الأعداء بظلمهم, بجبروتهم, بخستهم, بلؤمهم, بخبثهم, بإجرامهم, بحقدهم, بالنزعة العدوانية التي يعيشونها؛ لأنهم عادة – وهذا هو ما قدمه القرآن الكريم عن الأشرار – أنهم {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ}(التوبة:الآية10) معتدون يعيشون النزعة العدوانية, يرغبون في العدوان, ويسارعون في العدوان, ويبادرون على العدوان, ويجعلون من العدوان والظلم والطغيان والاستعباد والتسلط وسيلة للتحكم على الناس, وسيلة للتغلب على الناس, وسيلة للسيطرة على الناس.

فلذلك يجب أن نعرف جميعاً أن هذه النوعية من الرجال, من الشهداء, ومن الحاضرين والجاهزين والقائمين الذين هم في كل لحظة, في كل وقت على استعداد تام أن يقدموا أنفسهم ليلحقوا بركب الشهداء وبقافلة الشهداء, هذه النوعية من الرجال هي ذخر للأمة, وهي عز للمستضعفين, وبها يدفع الله عن عباده المستضعفين استعباد الطغاة, وهيمنة الطغاة, والكثير من الظلم والهوان والإذلال, فيجب أن ننظر إليهم هذه النظرة, فهم الصادقون, وهم الثابتون, وهم المدافعون عن المستضعفين, وهم السلاح القوي في مواجهة الأعداء, والذخر للأمة, وهذا ما يجب أن نعرفه عنهم, وأن تكون نظرتنا إليهم من خلال هذا الشيء, ثم نعرف أن علينا مسؤولية تجاه الشهداء وتجاه أسرهم.

الشهداء قد وفقهم الله وتقبلهم الله عنده, تقبلهم وجعل من تضحياتهم سبباً للنصر وسبباً للعزة, وسبباً لقوة المستضعفين, وسبباً لتحرر المستضعفين من هيمنة الطغاة, فتلك التضحيات أثمرت نصراً وأثمرت عزاً وأثمرت قوة, وهذا هو من تقبل الله لتلك التضحيات أن يجعل لها ثمرة في الدنيا, ثم هناك لتقبل الله لهم ما حققوه لأنفسهم, هناك ما حققوه لأمتهم وهناك ما تحقق لهم بفضل الله؛ لأن الشهادة هي عطاء يقابل عطاء, عطاء من الشهيد بذل نفسه في سبيل الله, قدم حياته في سبيل الله, وعطاء من الله العظيم, عطاء من الله الكريم يقابل ذلك العطاء, هذا العطاء من الله أن يجعل للشهادة أثراً عظيماً في واقع الحياة هنا في الدنيا, أثراً في ما كان الشهيد يسعى لتحقيقه من أهداف عظيمة في نصرة المستضعفين, في دفع الظلم, في مواجهة الظالمين, في مواجهة المستكبرين.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.

بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للشهيد

1432هـ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com