الصمود حتى النصر

القبائل اليمانية.. درع اليمن الحصين

الصمود||مقالات||مرفق يحيى مرفق

المتأمِّلُ للمشهد اليمني بعد توقُّف الإسناد العسكري اليمني لغزة، يجدُ نفسَهُ مندهِشًا لعظمة قبائل اليمن في خروجها واستنفارها ووعيها وبأسها ووقفاتها القَبَلِيّة الحاشدة، من حَيثُ العدة والعتاد والزخم البشري المتأهب لأية جولة قادمة مع الكيان الصهيوني أَو الأمريكي؛ وذلك لأَنَّ القبائل اليمنية لا تعرف للجمود والخنوع والذل سبيلًا، وليس في قاموسها غير مخزون الشجاعة والغيرة والنخوة والإباء والاستبسال، تجسِّد عراقة الأرض الضاربة في التاريخ أحقابًا.

فاليمن في نفيره واستنفاره وعدته وعتاده وجيشه وقيادته وقبائله وعلمائه، شعلة من الوعي وكتلة من الصمود والإقدام.

إن البركان القَبَلِيّ اليماني بدأ ثورانَهُ واتقادَهُ واشتعالَهُ، وأقسَم أن يجرف المستكبرين والطغاة، ولن يتوقف حتى تحرير المقدسات الإسلامية وعلى رأسها الأقصى الشريف.

ها قد أقبلت فوارس اليمن وشجعانها وقبائل اليمن وصناديدها من قلب اليمن وعاصمتها صنعاء الصمود والثبات والكبرياء، التي هبّت قبائلها في نفير قَبَلِيّ في رسالة وعيد، كالسيل الهادر الذي سيجتث العملاء والخونة، فهم مع قبائل طوق صنعاء محزّم السيد القائد عبدالملك -يحفظه الله-.

وباهِ بـ”صعدة” الإباء والشموخ، والمفتاح لكل نصر وسلام.

وإلى “عمران” النخوة والحمية والقبيلة.

وإلى “حجّـة” قاهرة الغزاة والطامعين ومدد المؤمنين.

وذكّرْ بـ”الحديدة” وتهائمها وسهولها وجزرها وقبائلها الحيدرية.

وُصُـولًا إلى السيل الدافق والجبال الشامخة “ريمة” العز والصمود.

وعرِّجْ على “محويت” التضحية والفداء والنبل والسخاء.

واشتد كرسي الصمود والإقدام بـ “ذمار” رمز البطولة والعنفوان.

وتباهَ بمعين اليمن وسيوفها وتاريخها ورجالها “الجوف” بكل قبائلها.

واحتزمْ بوفاء وشجاعة وشهامة “مأرب” التاريخ والإباء والرجولة والفداء.

واستندْ إلى مَن شيدوا القلاع والحصون، منبع ملوك العرب وتيجانها “إب” الإباء والشموخ والكبرياء.

واتجِهْ صوبَ درع اليمن وصناديدها ومشايخها ورجالها “البيضاء” قاهرة كُـلّ الغزاة والطامعين، خيرة الرجال في الوفاء والشماخة والعنفوان.

وإلى وهج الثورة ومبادئها “تعز العز” التي ما ساومت يومًا على مبادئها وثقافتها المليئة بالعزة والكرامة.

وطاول عنان السماء بصناديد “الضالع” في وقفتها ومواقفها التي حطمت آمال الغزاة والطامعين، ووقفت حجر عثرة بصمود عظيم.

وإلى ثغرنا الباسم في جنوب الوطن، رهانكم على هذه القبائل اليمانية في التحرير وطرد الغزاة والمحتلّين لن يخيب، فهذا الطوفان لن يهدأ حتى تحرير المقدسات الإسلامية، وليس ذلك على الله بعزيز.