إلى دار المقامَة خير دار
الصمود/الشاعر/ ماجد المطري
إلى دارِ المقامَةِ خيرِ دارِ
رحَلتَ موَشَّحاً ثوبَ الوقارِ
تليقُ بكَ الشهادةُ تاجُ خُلدٍ
بلغتَ منالهُ بعدَ انتظارِ
وفزتَ كجدكَ الكرارِ أكرم
بكم نهجاً خياراً من خيارِ
دهاكَ القصفُ لكن قمت طوداً
ولم يسقط بكفكَ ذو الفقارِ
تلامعَ من ركامِ القصفِ أعصى
على أطنانِ أسلحةِ الدمارِ
ومبنى قاتليكَ بحدِّ جُرفٍ
هزيلٍ في يدِ الثاراتِ هاري
بوعيكَ تزخرُ الأقسامُ عزماً
وفي الجبهاتِ تسبيحَ انتصارِ
هطلتَ على الثغورِ ندىً وبشرى
كمزنِ الغيمِ في أرضٍ بَوارِ
تخصبتِ الدماءُ سلاحَ ردعٍ
وشطرَ “القدسِ” ولَّى الإنشطاري
ودامت هيئةُ الأركانِ تُحيي
وتبعثُ موطناً حرَّ القرارِ
وللمستضعفينَ تمدَّ كفاً
وتنأى عن مزالقِ كلِّ عارِ
دماؤكَ لم تزل للحقِّ جيشاً
يشاطرُ “غزَّةً” خوضَ الغمارِ
رفعتَ قواعدَ الأركانِ فيهِ
فشبَّ لحلفِ “واشنطن” يُباري
وكلُّ الشعبِ في الميدانِ جيشٌ
وكلُّ الجيشِ “صمَّادٌ” “غماري”
غماريٌ غمرتَ الشعبَ حُباً
ونهرُ البذلِ من جنبيكَ جاري
ولابن البدرِ كنتَ رفيقَ دربٍ
فيا لله يالكَ من حَواري
ولجتَ الحربَ مقداماً هصوراً
وفي الأركانِ نبراساً إداري
بأقدسِ موقفٍ وأجلِّ بذلٍ
أغرتَ الشمسَ في وضَحِ النهارِ
سطعتَ كوجهِ “غزةَ” في انبلاجٍ
تُعرّٕي كلَّ وجهٍ مُستعارِ
ومن كفيكَ لاحت معجزاتٌ
تُغلُّ أمامها كفَّ الحصارِ
وكنتَ الروحَ في عصفِ الرزايا
وكنتَ الموتَ من روحِ الشعارِ
وكم أفنى حسامكَ من عميلٍ
وجارٍ لم يصُن حقَّ الجوارِ
وكم مرَّغتَ للأذنابِ أنفاً
ولاذوا من حُسامكَ بالفرارِ
وكم ضاقت بكَ “اسرائيلُ” ذرعاً
“وأمريكا” لبغضكَ لا تُواري
وكم الهمتنا أقباسَ نورٍ
وكم آلمتَهُم بشواظِ نارِ
فإن أدموكَ بالنيرانِ قصفاً
فأنتَ لجمعِهم نزعُ احتضارِ
وسيفكَ هاشمٌ رأسَ الأعادي
وشعبكَ في الملاحمِ باقتدارِ
ولاسمكَ هيبةً تبقى ووقعٌ
أشدُّ على العدوِّ من العيارِ
تُحرِّكُ من يدِ الصمادِ سرباً
وتضرمُ تارةً موجَ البحارِ
تحيلُ الأمنَ لاسرائيلَ حُلماً
تشظى بالمُفاعلِ والمطارِ
فطِب يا قائد الأركانِ روحاً
وناظر عهدَ حرَّاسِ الديارِ
ودمتَ لموكبِ الأحرارِ عهداً
يُرصِّعُ بالندى عرشَ الفخارِ
سلاماً أيها المغوارُ دوماً
نرددهُ ليومِ الانفطار