قمة الدوحة.. الاختبار الأخير
الصمود – بقام/ حاتم الأهدل
بعد أن تمادى كيانُ العدوّ الصهيوني وامتدت عدوانيتُه لتنتهكَ سيادةَ دولة عربية، باتت قمةُ الدوحة الطارئة هي المحطة الفاصلة. لم يعد الأمرُ متعلقًا بغزة وحدَها، بل أصبح تهديدًا وجوديًّا مباشرًا لكل دولة عربية. السيادةُ التي انتهكت اليوم لدولة قطر هي نفسُها التي ستُنتهك غدًا للجميع.
هذه القمة هي اختبار الرجولة والشجاعة والعزة الحقيقية. إنها المرّةُ الأولى التي يجبُ أن تثبِتَ فيها قطر، وبقيةُ الدول العربية، أن هناك قياداتٍ عربيةً لا تنحني.
هذه القمة ليست قمةً عادية، بل هي محكُّ حقيقي يُختبَرُ فيه شرفُ القادة وعروبتُهم أمام الله والتاريخ. لقد سئمت الشعوبُ العربية الخطابَ الدبلوماسي الجبان، وبياناتِ الاستنكار التي تموتُ في القاعات المغلقة. آن الأوانُ لموقفٍ واحدٍ شجاعٍ يردّ بعضَ الكرامة المهدورة.
العالم بأسره ينظر إلى الدوحة، ينتظر أن يرى هل لا يزالُ في العرب بقيةٌ من كرامة، أم أنهم أُمَّـة انتهى زَمْـنُها؟
على القادة أن يدركوا أن الصمتَ اليومَ هو توقيعٌ على إذعانهم للذل غدًا. يجبُ أن تكونَ القمةُ ساحة لإعلان موقف عربي حازم موحد: قطع العلاقات، فرض عقوبات شاملة، واستخدام كُـلّ أدوات النفوذ السياسي والاقتصادي. يجب أن تكون رسالة لا لبس فيها: “عدوانكم على أي منا هو عدوان على كامل الأُمَّــة”.
إذا فشلت القمة في إصدار هذا الموقف، فلن تكون مُجَـرّد قمة فاشلة أُخرى، بل ستكون إعلانًا رسميًّا عن موت المشروع العربي، وفتحًا للباب على مصراعيه لاستباحة كُـلّ الدول الواحدة تلو الأُخرى.
الخيار واضح: إما وقفة تاريخية تردع العدوان وتسترجع هيبة الأُمَّــة، أَو استسلام مهين يكتب شهادة وفاة الكرامة العربية. والله غالب على أمره.