احتفاؤنا نصرةٌ للمستضعَفين وقوةٌ متصلةٌ بِقائد المُجاهدين
الصمود//مقالات//تهاني الشّريف
ألا ليتنا نعيش العمر من ربيعٍ إلى ربيع لنحيي الذكرى الاحتفائية العظيمة التي تُشكل فيها اليمن لوحة فنية بديعة تعكس الرّوح الروحانية، والتي يتحلى بها أبناؤها ويعكسون حبهم لرسول الله بمهابة يمانية وإيمانية من خلال تمسكهم بمنهج سيد البشرية الّذي أعاد الحياة الإنسانية إلى موازين العدل والمساواة؛ فكان علينا التّحلي بأخلاقه وسلوكه واتباع مبادئه وترسيخ علاقتنا بخالقنا المتصلة بعبوديته وتوحيده والتّحرر من كُلّ تبعية وعبودية.
احتفاؤنا بالمولد ليس فقط شعارات ووشاحات توضع أو أضواء خضراء تُعرض، احتفاؤنا ليس تبذير بالأموال كما هو في الاعتقاد، وليس أيضًا تحشيد للحضور فقط؛ بل رغبة واقتناع وفرحة وابتهاج، وعيدٌ ومنهاج، احتفاؤنا إيمانٌ وولاء وتجديدٌ للإنتماء، احتفاؤنا هو هِدايةٌ وروحانية وصلوات إلهية جماعية وبداية سديدة لا نهاية لها في مواجهة الأعداء ونصرة للمستضعفين وقوة متصلة بسيد الغزوات، ورفعة لشأن الأمة،
وإلهام ونداءات للفئات الغافلة من الأمة العربية والإسلامية، احتفاؤنا هو تأثيرات تتجلى في واقع (المنافقين) وتؤثر على نفسياتهم حيثُ يغتاظون بشكل سلبي وواضح تجاه هذه المناسبة العظيمة من كُلّ عام فنرى تذمرات متعددة الفئات ومبررات سطحية جِدًّا لا وجود لها من الأساس إلا أنه سيكون أكثر تأثيرًا في نفوس( اليهود) إزاء احتفاؤنا هذا ومدى غيظهم مِنّا إلى جانب خوفهم من عودة مُحمّد- صلوات ربي عليه وعلى آله – في أمته من جديد ..؟!
هذا النّص : (عودة مُحَمّد من جديد) يستحق الوقوف عليه والتأمل فِيه من الجميع والوعي الكبير بِمدى أهمية إحياء مناسبة ذكرى المولد النّبوي الشّريف في كل عام من ربيع الأوّل حيث نجعل من احتفائنا دليل شاهد على تمسكنا برسول الله وعدم تخلينا عنه والتأسي به والإقتداء على الرّغم من تكالب قوى الاستكبار والإجرام العالمي على الأمة العربية والإسلامية بشتى محاولاتهم العدائية المتواصلة لإزالة النّور المُحمّدي من قلوبنا ألا أنهم لم يستطيعوا على ذلك.
نحن اليومْ نقدر نعمة الله التي منَّها علينا، نحن اليوْم بفضل الله نعيش مع رسول الله في عطائه وصبره وجهاده وثباته، نحن اليومْ نقتدي به ونلتمس وجوده بأفعالنا قبل أقوالنا فلم نجعلها مناسبة احتفائية عابرة كما يعتقدون، وليست مُسميات وعناوين نتباهى بِها نحن اليومْ ومن قبل نعلم أنها محطة تعبوية مهمة جدًّا لتعزيز الانطلاق في سبيل الله والولاء والارتباط برسول الله واستلهام الدّروس والعبر من سيرته الأخلاقية العطرة واستذكارها على مر الزّمن، نحن اليومْ نسير على نفس الأثر العظيم لإظهار هذه المناسبة العظيمة بزخم جماهيري وإيصال رسالة للعالم بأن هذه الجماهير ليست حشود بشرية عادية؛ بل هم أوائل من أسلموا وتولوا فهم الأنصار أبناء الأنصار الَّذين ناصروا الحبيب المصطفى- صلوات ربي عليه وعلى آله- في جميع حروبه وكانوا سنده ومدده، نحن اليومْ مازلنا نكمل مسيرة سيد الغزوات في معركة الجهاد المقدس والفتح الموعود حتّى النّصر.