الصمود حتى النصر

رئيس منظمة حقوقية ببريطانيا: في غزة جريمة تجويع محكمة وشكلاً غير مسبوق من الإبادة الجماعية

الصمود| لندن

اعتبر رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، الحقوقي البارز محمد جميل، أن ما يجري في قطاع غزة، “عملية تجويع محكمة، تُنفذ بحق شعب أعزل محاصر في بقعة جغرافية ضيقة فُقدت فيها كل مقومات الحياة”.

وقال جميل في تصريح لوكالة “شهاب” للأنباء، إن ما يجري للشعب الفلسطيني في غزة، “جريمة تجويع ممنهجة، وشكلًا غير مسبوق من الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث، وواحدة من أكثر صور الحروب وحشية، حتى أن معاجم اللغات باتت عاجزة عن وصفها”.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي، بكل أطيافه، يقف متفرجًا دون اتخاذ خطوات جادة لإنقاذ من تبقّى من المدنيين في هذه المنطقة المنكوبة.

وأضاف: “لقد تخلّى العالم عن أبسط القيم الأخلاقية، وترك سكان غزة يواجهون مصيرهم أمام آلة قتل فاشية لا ترحم”.

وأكد جميل، أن الولايات المتحدة الأمريكية، بوصفها زعيمة النظام الغربي، تتحمّل المسؤولية الكبرى عن ما يحدث، باعتبارها “الراعي الأول لسياسة التجويع”.

وتساءل عن موقف الدول الأخرى، قائلاً: “أين أمة المليارين؟ لماذا تصمت الأنظمة التي تدّعي تمثيلها؟ لقد اختفى حتى صوت البيانات والإدانات؟!”.

وانتقد رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، المواقف الرسمية لعدد من الدول العربية، وعلى رأسها مصر والأردن والسعودية والإمارات، واصفًا مواقفها بـ”المتواطئة والصامتة عن الجريمة”.

وتابع: “هذه الأنظمة تفضّل رضا العدو الصهيوني على نجدة شعب يُذبح جوعًا ومرضًا. الأجندات أصبحت مكشوفة، والصمت لم يعد مقبولاً”.

ودعا جميل، الشعوب العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم إلى التحرك العاجل والضغط على الأنظمة السياسية لاتخاذ مواقف فاعلة وحاسم.

وأكد أن “التاريخ لن يرحم الصامتين، والعار أن تتنعم الأمة بخيرات الأرض، بينما لا يجد سكان غزة كسرة خبز أو شربة ماء”.

يذكر أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة إلى المستشفيات في غزة، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس يونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبدعم أميركي وأوروبي، يواصل جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 59,821 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 144,851 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.