الصمود حتى النصر

“السيد حسين الحوثي”هل يمكن أن تتجسد فينا نفسيه بني إسرائيل حين قالوا: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}؟

? – كيف كان الدور الذي أداه المسجد في حياة النبي في مواجهة أعداء الله؟
? – متى يتقبل الله دعاءنا على الكافرين بالهلاك ودعاءنا لأنفسنا بالنصر؟
? – هل يمكن أن تتجسد فينا نفسيه بني إسرائيل حين قالوا: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}؟
? – ما هو الاعتصام بالله؟
? – ما الرسالة التي نأخذها من الرسول حين لم يستعن بالفرس على الروم، ولا بالروم على الفرس؟

???????

 

{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} أنا دعوتهم إلى طريق معين، إلى هدي معين {فَلْيَسْتَجِيبُوا} هم وأنا سأستجيب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (الأنفال: من الآية24) أليست هذه آية صريحة؟ هو دعا فلنستجب له، فمتى ما دعوناه ونحن قد استجبنا سيستجيب لنا، ما هذا هو المنطق الطبيعي الذي سيقوله أي واحد لشخص آخر؟ {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة: من الآية186) ومن رشادهم عندما يدعون استجيب لهم.
رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ألم تكن دعوته مستجابة؟ كان بالإمكان أن يجلس في زاوية مسجده، وهو أول ما عمل في المدينة – عندما وصل إلى المدينة – بنى المسجد، لكن ما بنى المسجد ليجلس في الزاوية، بنى المسجد كقاعدة عسكرية، قاعدة للجهاد، بنى المسجد ليؤاخي – داخل هذا المسجد – بين أصحابه، بين جموع المهاجرين والأنصار، بنى المسجد ليكون منطلقا ليوحد بين الأمة، بنى المسجد لينطلق منه لمقارعة الظلم والطغيان، أم أنه اهتم أن يجلس ويقول لعائشة تكون تخرج له فنجال قهوة، ويجلس في المسجد، ويدعو: [اللهم اهلك قريشا] فيمسحون من هناك، اللهم اهلك [هوازن] فيمسحون، اللهم اهلك [ثَقِيْفًا]، اللهم دمر الروم، اللهم دمر كسرى، ما هو سيد الأنبياء والمرسلين ودعوته مهمة؟ ولكن لا ليست هي الطريقة.
إذًا نحن كلنا بما فينا أولئك الذين يقولون وهم مهتمون بالقضية أن يقنتوا داخل الصلاة – الوهابيين وهؤلاء السنية – يقنتون في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر كلها دمر أمريكا، دمر روسيا، وهم شغَّالين في خدمة أمريكا وإسرائيل من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
فليستجيبوا لي أولا كما قال الله: {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة: من الآية186) متى ما استجابوا استجابة صحيحة فالدعاء سيكون له أثره. ومعنى فليستجيبوا لي يعني أنه دعانا إلى شيء، والشيء الذي دعانا إليه ما هو؟ هل شيء نعمله له هو؟ لا، دعانا إلى أعمال، أعمال قلبية، أعمال في واقع الحياة، قِيَم نتحلى بها، قضايا نهتم بها، سلوك نسير عليها، سلوك معينة من الأخلاق الحسنة نتحلى بها، أعمال في واقع الحياة كثيرة جدًا نؤديها، تتحقق الاستجابة.
أليست هذه من الحماقة أن يفترض الناس أو تفترض الأمة لنفسها حالة هي لم تحصل للنبي (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ أن نفترض لأنفسنا مقامًا هو لم يحصل للنبي (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ ألم يقل الله سبحانه وتعالى لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله): {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (النساء: من الآية84) ما معنى قاتل؟ ما هي كلمة صريحة؟ أصرح من كلمة [جاهد] التي تفسر في زماننا بأنه جهاد الكلمة، جهاد القلم، جهاد النفس، نصف أنفسنا بأننا مجاهدون لكن نريد بالقلم؛ لأنه أسهل.. ما هو أسهل؟ القلم يعتبر جهادًا إذا كان هو يصدر خطوطًا تؤدي إلى القتال فهو جهاد، أما إذا كان يصدر سطورًا تجمد الأمة، وتخدع الأمة فيعتبر ماذا؟ يعتبر منافيا للجهاد، يعتبر حربا على كل ما تعنيه كلمة [جهاد].
الكلمة نفسها إذا لم تأخذ بالبال أن تكون كلمة تحرك في مشاعر الأمة أن تصل بنفسها إلى درجة القتال لأعداء الله فهي كلمة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار، لا تترك أي أثر، ليس لها قيمة، إذا كانت الكلمة التي تصدر من فمي، ومن فمك، ومن أفواه الآخرين هي كلمة، هي دعاء لله، ألم يأتِ في الأحاديث أن الدعاء هو مخ العبادة؟ الدعاء أليس من الكلمات الطيبة؟ إذا كانت هذه الكلمات الطبية لا تترك أثرها، ولا قيمة لها عند الله، إذا لم تنطلق من حناجر تهيئ نفسها للعمل، فكيف بالكلمات الأخرى سيكون لها أثر؟
الدعاء أليس كلامًا طيبًا؟ [اللهم دمر الكافرين، اللهم دمر أمريكا وإسرائيل] أليست هذه كلمات جميلة؟ دعاء لله، لكنها أيضا لا أثر لها عند الله، إذا لم تكن كلمات تنطلق من حناجر هي في ميدان المواجهة كما كان الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، كان يهيئ، ويلبس لامة حربه، ويدعو المسلمين إلى الإنفاق، وإلى الخروج في سبيل الله، ثم يدعو وهو في الطريق، ويدعو وهو في ميدان القتال، هنا

 

لكن أفواج من العلماء، أفواج من العباد في كل مساجد الدنيا: اللهم… اللهم… اللهم… وفي يوم الجمعة، من فوق المنبر: [اللهم احفظ قادتنا، اللهم أيدهم بنصرك، وأصلح بهم الدين، وارزقهم البطانة الصالحة]، وأشياء من هذه، ما هذا تناقض في المواقف؟ تناقض.
عملًا نعمل ضد الله، ودعاء ومجرد كلام ننطلق به مع الله، كلام مجرد كلام مع الله، وعمل وخدمة مع أعداء الله. من يكون واقعه على هذا النحو يصبح واقعًا سيئًا. حتى علماء على هذا النحو، التعامل مع الله مجرد كلام، والتعامل مع أعداء الله عمل وبإخلاص.
إذًا فلماذا لم يعتصم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) بالله على هذا النحو الذي نزلت عليه الآية: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} فيقول: [والله هذا صدق اعملوا لي مكان في زوة المسجد ولا يدخل أحد عليّ إلا إذا جاء واحد معه سؤال، وأخرجوا لي زادي إلى هنا، وأنا بادعى من هنا من زاوة المسجد]؟!
لا، كان هو (صلوات الله عليه وعلى آله) حتى لا يحاول أن يتعبد كل عبادته في المسجد بل هو في بيته؛ ليوحي للأمة أن المساجد لها أهميتها، لها قيمتها، لكن لا يجوز أن تتحول إلى دار عجزة، لا يجوز أن تتحول إلى [مَكَاسِل، مَكْسَلة]، لا يجوز أن تتحول إلى منابر تجمِّد المسلمين. فكان مسجده أشبه شيء بثكنة عسكرية، قاعدة عسكرية، كان منبره صوت يهز الكفر، يهز الطغيان، يهز الظلم، هكذا فهم هو الاعتصام بالله سبحانه وتعالى.
لكن نحن الأذكياء، وعلى طول وعرض الساحة الإسلامية، لا، نرجع إلى الدعاء، يخرج المطوع في السيارة الفخمة إلى المسجد الحرام، والجنود من يمينه وشماله ويدعو – أو في أي بلد من البلدان يكون هذا النمط تشاهده – ثم يعود في السيارة الفخمة إلى الشقة، والعمارة الفخمة المكيفة المجهز فيها كل وسائل الراحة، وانتهت المهمة، دعونا الله فلينطلق هو! كما قال بنو إسرائيل: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة: من الآية24) الله حكى هذا عن بني إسرائيل في مقام السخرية من أمة يصدر منها كلام مثل هذا {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا} (المائدة: من الآية24) فليخرجوا هم ونحن سندخل، نحن مستعدون أن ندخل {إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة:24)
{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} اعتصام حقيقي، أي يهتدي بهديه، يرجع إليه، يثق به ليرشده كيف يعمل، يرشده كيف يعمل، وليس كيف يقوم بدلا عنه، ومتى ما انطلقت على ما أرشدك إليه كيف تعمل هو سيقف معك.
ما هو الاعتصام بالله؟ [العمل بكتاب الله، وسنة رسوله! لو أن المسلمين مشوا على كتاب الله، وسنة رسول الله لكان كذا وكذا] لكن ما حال بينهم وبين أن يعملوا بكتاب الله، وسنة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) هو أنهم فصلوا أنفسهم عن الله، وعن رسوله، فصلوا أنفسهم عن الله، عن الثقة به، عن العلاقة به، وعن رسوله على هذا النحو أيضًا.
فيجب أن تترسخ في أذهاننا هذه القضية، وعندما نرجع إلى القرآن الكريم نجد بأنها من أهم ما دار حوله القرآن الكريم هو شد الناس إلى الله، وشدك أنت إلى الله، فلم يقدم كتابه بديلًا عنه، ولم يجعل رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) بديلًا عنه، بل رسول الله أليس هو – وقد هو رسول الله بنفسه – كان يهتدي بالله، يلتجئ إلى الله، يرجع إلى الله، ويهتدي بهدي الله؟ فلم يكن رسول الله بدلًا عن الله، ولا رقم ثاني ننظر إليه منفصلًا عن كتاب الله، وعن الله.
فمن يعتصم بالله على هذا النحو فقد هُدِيَ إلى صراط مستقيم، تلاحظ أن المسألة هي أنك تعتصم بالله يهديك أنت إلى شيء؛ ولهذا قال: {فقد هُدِيَ}، أي أن اعتصامي بالله هو على النحو الذي أريد منه أن يهديني إلى كيف أعمل.
الإنسان الذي لا يتحرك، الذي لا يعمل هل يحتاج إلى هداية؟ أنت لا تحتاج إلى أن تسير إلى القرية الفلانية هل أنت في هذه الحالة تحتاج إلى من يهديك إليها؟ لا، أنت عندما تتحرك، وتريد أن تسافر إلى بلد معين، وأنت في الطريق تحتاج إلى من يهديك، وتبحث عمن يهديك. فقوله: {فقد هُدِيَ} فعلًا يفيد بأنه قد اهتدى وعبارة {هدي} أي أن هذا طرف اعتصم بالله من منطلق أنه ينطلق في ميدان العمل، فهو يحتاج إلى أن يهديه الله إلى كيف يعمل عملًا، كيف يتحرك.
{فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (آل عمران: من الآية101) طريق واضحة، طريق تؤدي إلى النجاة، تؤدي إلى الفوز، تؤدي إلى الغلبة، تؤدي إلى العزة، تؤدي إلى الرفعة والمكانة، تؤدي إلى الفلاح‎، {صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} قَيِّم ليس فيه عوج، ما فيه [مطبّات] قد تقفز من فوقه يحطم نفسك فيوقعك في الضلال.
طريق لا تضل وأنت تسير عليه، طريق لا تخزى وأنت تسير عليه، طريق لا تُقهر ولا تذل وأنت تسير عليه، وهو في نفس الوقت مستقيم، قَيِّم، ذو قيمة، يجعلك أنت تستغني عن أي طرق أخرى متى ما سرت عليه، لا تحتاج إلى الالتجاء إلى أي طرف آخر متى ما سرت عليه، يستطيع أن يقف بك على قدميك، يستطيع أن يقف بالأمة السائرة عليه على قدميها، مستغنية عن أي قوى أخرى، مستغنية عن أي طرق أخرى، مستغنية عن أي خبرات لتهديها نحو الطرق التي توصلها إلى الفلاح والفوز والنجاة.
عندما كانت البلاد العربية مستعمرة من قِبَل البريطانيين، والفرنسيين، والإيطاليين، وغيرهم كيف كان يحصل؟ كان معظم ما يحصل – عندما كانت النظرة كلها منعدمة نحو الثقة بالله سبحانه وتعالى، الثقة بالله منعدمة في نفوس المسلمين – كان من يريد أن يتحرر من هذا البلد يلجأ إلى هذا، يتحرر من بريطانيا يلجأ إلى روسيا، يتحرر من روسيا يلجأ إلى بريطانيا، يتحرر من إيطاليا يلجأ إلى فرنسا، من فرنسا يلجأ إلى إيطاليا وهكذا. ما هي النتيجة في الأخير؟ ما هي سواء؟ تخرج من تحت بريطانيا تدخل تحت روسيا، كله واحد.
الله سبحانه وتعالى أراد أن يعلمنا بأن دينه يستطيع أن يجعلنا أمة مستقلة، تقف على قدميها، عزيزة، رافعة رأسها، تقهر الأمم الأخرى، ما الذي يحصل الآن؟ أليس كل العرب يتجهون إلى أمريكا لتفكهم من إسرائيل؟ ولو أن أمريكا هي المحتلة وإسرائيل هناك للجئوا إلى إسرائيل تفكهم عن أمريكا! يلجئون إلى أمريكا وروسيا راعيتا السلام أن تفك فيهم من إسرائيل.
النظرة القاصرة التي أراد الله أن يمسحها من أذهان العرب – لو تربوا على دينه، لو تربوا على نهج نبيه (صلوات الله عليه وعلى آله)، لو عرفوا سيرته وهو في جهاده من بدر إلى آخر غزوة لم يلجأ إلى طرف آخر، لم يلجأ إلى الفرس، أو يلجأ إلى الروم، وهما القوتان التي كانت تمثل القوى العظمى في العالم في ذلك العصر لم يلجأ إلى الفرس ليساعدوه ضد الروم، ولا إلى الروم ليساعدوه ضد الفرس، ولا إلى الفرس ليساعدوه على قريش، ولا إلى الروم ليساعدوه على قريش، ربى الأمة تربية توحي لها بأن في استطاعتها أن تقف على قدميها وتقارع الأمم الأخرى.
وكان أبرز مثال على هذا ما عمله هو في ترتيبات [غزوة تبوك]؛ لأنه كان رجلًا قرآنيًا (صلوات الله عليه وعلى آله) يتحرك بحركة القرآن، ويعرف ماذا يريد القرآن أن يصل بالأمة إليه في مناهجه التربوية وهو يربي نفوسهم كيف تكون كبيرة، كيف تكون معتزة بما بين يديها من هذا الدين العظيم فلا تحتاج إلى أي قوى أخرى.
حتى نحن على مستوانا في أعمالنا لدينا مثلًا مراكز صيفية، نقول: [لننظر إلى المؤتمر إذا كان سيساعدنا، أو ننظر إلى ذلك الطرف إذا كان سيعيننا أو ننظر إلى هذا أو ذاك] تصبح حالة سائدة لدينا حتى كمواطنين من عند الكبار كمسئولين وحكام، ثم إلى عند المواطنين حتى إلى عند الدعاة في سبيل الله، الذين هم دعاة في سبيل الله يجب أن يفهموا أولًا ما يدعوهم إليه الله، في كيف يكونون معتمدين على أنفسهم حتى لا يقعوا في أحضان هذا الطرف أو أحضان هذا الطرف فتصبح في الأخير تخدم هذا أو تخدم هذا، ولم تخدم دينك بشيء، الأمر الذي يؤدي بالأمة إلى أن تضحي بدينها.
وهكذا تأتي آيات كثيرة تتحدث عن صراط الله بأنه صراط مستقيم بما تعنيه الكلمة من أنه قيِّم، وفيما تعنيه الكلمة من أنه يستطيع أن يجعل السائرين عليه قادرين أن يستقلوا بأنفسهم، وأن يقفوا على أقدامهم فلا يعتمدوا على هذا ولا على هذا، دينا قَيِّمًا {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا}.

???????

#سلسلة_سورة_آل_عمران (2 – 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
الدرس الثاني
“وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ”
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ 9/1/2002 م
اليمن – صعدة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com