الصمود حتى النصر

{مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَـٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ}

الصمود – بقلم/ صفوة الله الأهدل 

اجتمع الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية مع الاستخبارات السعودية في غرفة عمليات واحدة مغلقة؛ ظنًا منهم أن لا أحد يراهم، ولن يستطيع أحد كشف مكرهم، اجتمع الثلاثة على تشكيل خلايا تجسسية تعمل لخدمتهم وتحقيق مصالحهم، فزوّدوا أفرادها بأحدث التقنيات والأجهزة المتطورة والمختلفة بأنواعها، ودعموهم بكل مايحتاجونه ويساعدهم لتنفيذ خططهم الشيطانية في تدمير قدرات هذا البلد وإضعافه وإرجاعه للحضيض، دسوا كاميرات المراقبة في أماكن وأجهزة لاتخطر على البال ولايتوقعها أحد، جنّدوا هذه المرة امرأة ظنًا منهم أنه لن يكشف أمرها أحدًا أو يشك فيها؛ فالمرأة في المجتمع اليمني خط أحمر، لكن الله كان مطلع على سرهم، عالم بكيدهم، ومحيط بمكرهم، لم يخفى عليه شيء من أعمالهم: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَـٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.

 

قدرات وإمكانيات أجهزتهم لاتقارن بشيء أمام مانملكه ونمتلكه نحن، لكن سر قوتنا وقدرتنا في اصطياد خلاياهم التجسسية في كل مرة هو أن الله معنا؛ يخرج لنا سرهم، ويكشف لنا مكرهم، ويبطل كيدهم، ويفضح لنا أمرهم، ويفشل مخططاتهم، ويسقط خليتهم بأيدي رجال الأمن.

 

في كل انتصار نحققه في الجبهة الداخلية أو الجبهة الخارجية يقشعر بدني؛ لأننا نرى تجليات آيات الله في الواقع، في كيف أن الله ينصر أوليائه ويعينهم ويؤيدهم، وفي نفس الوقت يدافع عنهم وينجيهم من شر أعدائهم ويكشف لهم مكرهم وكيدهم ويفشل خططهم ومخططاتهم ويحبط أعمالهم التي قد تلحق الضرر بأوليائه المؤمنين.

 

من كان مع الله كان معه، ومن كان الله معه لم يضره شيء؛ لا مكر عدو، ولا كيد حاسد، ولا سحر ساحر، ولا طغيان مجرم، ولا جبروت متكبر، ولا سجن ظالم، ولا مال سفيه و مال قارون، ولا سُلطة حاكم، ولا فتوى عالم سوء، ولا خيانة مرتزق، ولا عمل شيطان، ولا جمع حزب، ولا قوة باطل.