الصمود حتى النصر

سرّ زيارة ابن سلمان واشنطن.. قد تكون آخر زيارة رسمية لملك سعودي.. وملامح العاصفة القادمةستبداء من اليمن

الصمود – بقلم/ أبوخيرالله الزايدي

“سرّ زيارة ابن سلمان لواشنطن… قد تكون آخر زيارة رسمية لملك سعودي…وملامح العاصفة القادمةستبداء من اليمن…ونهاية أنظمة وحكام الخليج وما يسمى بدولة إسرائيل”

 

في اللحظة التي وطئت فيها قدما وليّ العهد السعودي محمدبن سلمان أرض واشنطن كانت رائحة القلق تسبق أخبار الزيارة. ليست زيارة بروتوكول ولا لقاء مجاملة بل زيارة نجدة سياسية وعسكرية لأن المنطقة تقف على حافة الانفجار… ولأن العاصفة القادمة قد لا تُبقي لصنّاعها مكانًا في الخريطة.

 

هذه الزيارة التي قد تُسجَّل تاريخيًا كـ آخر زيارة رسمية لحاكم سعودي قبل سقوط النظاملم تكن إلا محاولة يائسة لحياكة اتفاق أخير مع واشنطن..

صفقات ،ضمانات، حماية، ودعم لحرب جديدة تُحضَّر في السر ضد اليمن.

 

لكن المفارقة الكبرى أن هذه الحرب التي يعدّ لها الأمريكان والسعوديون والإماراتيون والإسرائيليون قد تكون هي الشرارة التي ستنهي الأنظمة نفسها قبل أن تمسّ اليمن.

 

لماذا واشنطن الآن؟

لأن الرياض تدرك أن ميزان القوة تغيّر…

وأن اليمن لم يعد الحلقة الأضعف…

وأن “المظلة الأمريكية” أصبحت مثقوبة ولم تعد تحمي أحدًا.

السعودية تعرف أن الهزيمة العسكرية في أي مواجهة قادمة ليست احتمالًا، بل حقيقة مؤكدة وأن النظام الذي يعيش على الدعم الخارجي لا يستطيع الصمود أمام أمة قررت أن تقاتل حتى آخر نفس.

 

ملامح العاصفة التي تقترب

ما يجري خلف الأبواب المغلقة في واشنطن ليس سرًا على من يقرأ المشهد…

ترتيبات لخوض حرب أخيرة على اليمن

تفاهمات أمنية بين الرياض وتل أبيب

محاولات شراء الوقت والمواقف

بحث عن «خريطة خلاص» لنظامين يتداعيان..

الخليج وإسرائيل

 

لكنهم يتناسون أن العاصفة القادمة ليست في واشنطن بل في صنعاء…

وأن من يظن أن بإمكانه اللعب بالنار في اليمن سيكتشف أن النار هذه المرة ستأكل أصابع الجميع…

بل وربما تحرق العروش قبل المعسكرات.

 

نهاية أنظمة الخليج…متى وكيف؟

الأنظمة الخليجية بُنيت على ركيزتين:

الأولى: الثروة

الثانية: الحماية الأجنبية

واليوم…كلاهما يتهاوى:

الثروة تتآكل

والأمريكي لم يعد مستعدًا لدفع ثمن حماية أحد

والإسرائيلي نفسه يترنّح منذ ضربات غزة وما بعدها

والشعوب تغلي

واليمن يتحول من ضحية إلى قوة إقليمية تصوغ المعادلات حرب جديدة على اليمن لن تكون مجرد معركة…

بل انقلاب شامل في المنطقة.

وإذا اشتعلت فستكون الضربة القاضية للأنظمة الخليجية التي لم تبنِ لنفسها جذورًا ولا شرعية.

 

إسرائيل… آخر أوراقها تحترق

 

أما ما يُسمّى“دولة إسرائيل”…

فهي اليوم أضعف من أي وقت مضى محاصرة داخليًا وخارجيًا وتعيش على أجهزة التنفس الأمريكية.

أي حرب إقليمية واسعة ستجعلها في قلب النيران ولن تنقذها لا واشنطن ولا التطبيع ولا كل الجيوش التي تحيط بها.

خاتمة زيارة ابن سلمان إلى واشنطن ليست خطوة سياسية عادية…

إنهازيارة نظام يبحث عن طوق نجاة في بحرٍ هائج.

لكن هذا البحر نفسه يقترب من أن يبتلع السفينة ومن عليها.

قد يتآمرون…

قد يخططون…

قد يشعلون حربًا جديدة على اليمن…

 

لكن ما لا يدركونه هو أن هذه الحرب ستكون إعلان النهاية:

نهاية أنظمة الخليج…

ونهاية إسرائيل…

وبداية شرق أوسط جديد تصنعه إرادة الشعوب لا مشاريع واشنطن وتل أبيب.