الدور السعودي في اختراق الوطن العربي لصالح الكيان الصهيوني
الصمود – بقلم/ علي عبد المغني
الحقيقة أنه لولا وجود النظام السعوديّ في الجزيرة العربية لما وجد الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلّة، ولا وُجِدت القواعد الأمريكية والغربية في المنطقة.. ولولا خيانة النظام السعوديّ للأُمَّـة لما عجزت عن هزيمة الأمريكيين والصهاينة، وخيانته لفلسطين والمنطقة ثابتة وموثقة، فلا يوجد زعيم أَو مفكر عربي أَو إسلامي مناهض للكيان الصهيوني إلا تحدث عن خيانة النظام السعوديّ صراحة، ولا يوجد عميل أَو خائن في الوطن العربي إلا تم تجنيده عن طريق النظام السعوديّ.
وما عرضته قناة “المسيرة” أمس عن العملية النوعية التي حقّقتها الأجهزة الأمنية في اليمن إلا مثال وشاهد بسيط على الدور الذي يقوم به آل سعود في الدول العربية والإسلامية في خدمة الأمريكيين والصهاينة منذ عقود طويلة، وقد صرَّح بذلك كثير منهم، وآخرهم الرئيس الأمريكي ترامب الذي قال بعد السابع من أُكتوبر: لولا وجود السعوديّة لكانت (إسرائيل) اليوم في ورطة، فهي القوة الناعمة لها في المنطقة، وهي سمعها وبصرها ولسانها وذراعها الطولى في كُـلّ دولة، وهي من تجند لها الجواسيس والعملاء والخونة، وتقوم بترويضهم وتدريبهم وتمويلهم وتسليمهم للأمريكيين والصهاينة، وهذا ما أثبتته اعترافات الجواسيس والعملاء الذين ضبطتهم الأجهزة الأمنية في صنعاء، الجرائم التي ارتكبها النظام السعوديّ في هذه القضية لا تعد ولا تحصى، نذكر منها:
أولًا- خيانة الدين الإسلامي، من خلال التحالف مع اليهود والنصارى، وإدخَالهم بلاد الحرمين الشريفين لتدريب هؤلاء العملاء والخونة.
ثانيًا- خيانة العروبة، من خلال التآمر مع الغزاة والمحتلّين على أصل العروبة، ومنبع الرجولة، وأهل الإيمان والحكمة، من ساندوا غزة بدمائهم ولحمهم.
ثالثًا- خيانة القضية الفلسطينية، من خلال التآمر على من يدافع عنها ويقف إلى جانبها من أبناء الأُمَّــة.
رابعًا- خيانة الاتّفاق مع اليمن، ونقض الهدنة القائمة بينه وبين الشعب اليمني، من خلال تجنيد هؤلاء العملاء والخونة وإرسالهم إلى اليمن لزعزعة أمنها واستقرارها.
خامسًا- المشاركة في قتل اليمنيين الأبرياء، واستهداف بنيتهم التحتية، من خلال الإحداثيات التي رفعها العملاء والخونة للطيران الأمريكي والصهيوني.
سادسًا- استغلال الظروف الإنسانية لهؤلاء اليمنيين العاطلين عن العمل في السعوديّة، واستغلال فقرهم وقلة وعيهم الإيماني والوطني، وتحويلهم إلى عملاء وخونة.
نحن على قناعة تامة أن هذا هو ما يمارسه النظام السعوديّ في كافة الدول العربية والإسلامية، وأنه لن يتوقف عن ممارسة هذا الدور في اليمن خَاصَّة حتى آخر يوم من حياته، وأن مقولة اليمنيين السابقين (أن اليمن لا يمكن أن تعرف الاستقرار وجارتها السعوديّة) لا تتعلق بزمان أَو مكان، بل تتعلق بنظام تأسس على الإجرام والنفاق من أول يوم، وهذا يفرض على كافة الشعوب العربية والإسلامية وعلى الشعب اليمني خَاصَّة أن يدرك أن عدوه الحقيقي هو النظام السعوديّ، وأنه لا فرق بينه وبين الكيان الصهيوني إن لم يكن أخطر منه على الشعب اليمني، اليوم أمام الشعب اليمني فرصة تاريخية قد لا تتكرّر للتخلص من هذا المرض المزمن، لا سِـيَّـما أننا على أعتاب مرحلة حاسمة، ونمتلك كُـلّ أسباب النصر المعنوية والمادية، وبنو النضير وخيبر وقريظة في أضعف مراحلهم المادية والمعنوية، والنصر ما هو إلا صبر ساعة، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.
* أمين عام مجلس الشورى