“الإحداثيات القاتلة”: مخطط استخباري دموي استهدف المنازل والمساجد وسفك دماء الأبرياء في اليمن
الصمود||تقرير||
في واحدة من أخطر مراحل الحرب الخفية على اليمن، تتكشف فصول مخطط استخباري دموي استهدف كل ما هو مدني في هذا الوطن، المنازل، المساجد، الأسواق، والمرافق العامة، في حملة منظمةٍ لا تحمل ملامح الحرب التقليدية، بل تعكس حقدًا دفينًا وكراهية متأصلة تجاه الإنسان اليمني ذاته.
ما كشفته وزارة الداخلية في الإنجاز الأمني الكبير، لا يُعد مجرد كشفٍ عن شبكة تجسس، بل نافذة على طبيعة الصراع الحقيقي، حيث تحولت المعلومة إلى قذيفة، والإحداثية إلى قرارٍ بإزهاق الأرواح، وأدوات الرصد إلى وسيلةٍ لتصفية الوجود الإنساني.
ومن أخطر ما تم الكشف عنه في هذا الإنجاز الأمني الكبير، أن استهداف اليمن لم يكن محصورًا في حدود المعركة العسكرية، بل امتدّ إلى الحياة اليومية للمواطن البسيط، حيث صار بيته ومسجده ومستشفاه ومصدر رزقه أهدافًا مباشرة لماكينات القتل الممنهجة.
كما يبرز البعد الأخلاقي والإنساني لهذه الجريمة التي لم تكتفِ باستهداف المنشآت، بل سعت إلى تحطيم روح الشعب اليمني وكسر إرادته.
وكشف كيف تحوّلت أدوات التجسس والخيانة إلى أدوات قتل، وكيف ساهم الخونة المحليون، بثمن بخس، في تمهيد الطريق أمام العدو الأمريكي والصهيوني والسعودي لتنفيذ مخططاته الدموية.
استهداف الأعيان المدنية .. حربٌ على الحياة نفسها
من أخطر ما ورد في تفاصيل المخطط هو أنه لم يميز بين هدف عسكري وآخر مدني، إذ جرى توجيه القصف نحو منازل المواطنين، ومحطات الكهرباء، ومستودعات الوقود، وحتى المستشفيات والمساجد.
كانت تلك الضربات، وفق اعترافات الجواسيس الذين سقطوا في مستنقع الخيانة، نتيجة إحداثيات دقيقة رفعت منهم بعد مراقبة يومية وتحليل متواصل لتحركات المدنيين ومواقع التجمع.
هذه السياسة تكشف عن عقلية عدوانية مريضة، لا تسعى فقط إلى تحقيق تفوق عسكري، بل إلى زرع الرعب، وهدم المعنويات، وتدمير مقومات البقاء، فحين يتحول بيت المواطن إلى هدف، تصبح الحرب حربًا على الوجود ذاته، حربًا لا تُقاتل فيها الجيوش، بل تُستهدف فيها الإنسانية.
المنازل والمساجد والمستشفيات .. أهداف الحقد
لم يسلم بيت ولا مسجد ولا مستشفى من يد العدوان في هذا المخطط ، في مشهدٍ يلخّص حقدًا متجذرًا وكراهية عميقة.
فاستهداف المنازل يعني قتل الأمان قبل الإنسان، واستهداف المساجد يعني الاعتداء على الهوية الإيمانية وقدسية المكان، أما ضرب المستشفيات ومحطات الخدمات فهو قتل للحياة اليومية بكل ما فيها من أملٍ واستقرار.
تلك الجرائم نتاج سياسة ممنهجة تهدف إلى تركيع اليمنيين عبر قصفهم في أكثر لحظات حياتهم بساطةً، حين يجلسون في منازلهم، أو يقيمون صلاتهم، أو يبحثون عن دواءٍ في مستشفى.
الخيانة بثمن بخس
في خلفية هذه الجرائم تقف وجوه باهتة باع أصحابها ضمائرهم، هؤلاء الخونة، الذين سقطوا في وحل العمالة والخيانة، قدموا للعدو ما لم يستطع الوصول إليه بالعتاد والطائرات، المعلومة من الداخل، الإحداثية الدقيقة، والطريق إلى الهدف.
وليس هناك مبرر لهذه الخيانة المقيتة، لا فقرٌ ولا حاجةٌ ولا ضيق معيشة يمكن أن يبرر التورط في سفك دماء الأبرياء.
لقد باع الخائن وطنه وأبناء جلدته بثمن بخس، متناسياً أن ما يُقدمه من معلومة يعني دمًا يسيل، وطفلاً يُقتل، وبيتًا يُهدم.
تلك الحقائق تؤكد أن الخيانة ليست خيارًا اضطراريًا، بل سقوطًا أخلاقيًا وإنسانيًا، وأن الخائن لا يختلف في حقارته عن من يقصف، فكلاهما يشتركان في الجريمة.
الحقد والكراهية .. ملامح مشروع عدواني متكامل
إن هذا النمط من الاستهداف لا يعكس فقط الرغبة في تحقيق مكاسب ميدانية، بل يكشف عن مستوى عالٍ من الحقد الدفين تجاه اليمن وشعبه، فالعدو لم يكتفِ بمحاولة كسر الإرادة اليمنية عسكريًا، بل أراد أن يدمّر البنية النفسية والاجتماعية للمجتمع، من خلال نشر الخوف والدمار في كل بيت وحي وقرية.
ذلك الحقد هو في جوهره رفضٌ لكرامة اليمني وصموده، ومحاولة لإذلاله عبر إذكاء الألم اليومي، في سياسةٍ تُظهر مدى الوضاعة الأخلاقية التي يمكن أن ينحدر إليها المشروع الصهيوني الأمريكي وأدواته في المنطقة.
أخيراً .. اليمنيون أمام امتحان الصبر والوعي
ما جرى ويجري ليس مجرد استهدافٍ عابر، بل فصلٌ جديد في معركة الوعي والكرامة، واليمنيون، رغم الجراح، يدركون أن الحرب اليوم لم تعد فقط في السماء أو على الحدود، بل في تفاصيل حياتهم اليومية، في بيوتهم ومساجدهم وأحيائهم.
لكن هذه الجرائم، مهما بلغت قسوتها، لم تنل من عزيمتهم، بل عمّقت قناعتهم بعدالة قضيتهم، وزادتهم تمسكًا بمبادئهم.
فكل دمٍ يُسفك يكتب شهادة جديدة على أن العدو فشل في إخضاع اليمن، وأن كل خائنٍ خان وطنه إنما حكم على نفسه بالعار الأبدي.
نقلاً عن موقع يمانيون